أنت أيها البحر 2024

آه…أيها البحر..

ما أجمل زرقتك..

و ما أقوى أمواجك..

و ما أعلى أصوات طيور النورس تحلق فوقك..

ما أبهى نور الشمس ينعكس على سطحك..

و ذلك الصياد النشيط بقاربه يصطاد سمكاتك..

شعرت بالضيق و الملل..

و الحزن..فجئتك..

جلست على رمالك..

أخذت أرقب تلاطم أمواجك..

على الصخور التي أمامك..

طفقت انصت إلى صوت ذلك

الطائر الجميل الذي يرفرف بجناحيه فوفك..

أخذت أنظر و أنظر إليك..

أردت أن أحاكيك..أن أحدثك..

لكنك فهمت ما أشعر به أيها البحر..

لقد كنت الوحيد الذي يفهم ما في قلبي..

يشعر بكياني..

ينصت إلي باهتمام و ينسيني أحزاني..

ما أرقك و ما أعذبك أيها البحر الأزرق الهادىء..

عندما أحدق إليك..

اسافر إلى عالم هادىء جميل..

عندما أنظر إليك..

ينتابني شعور غريب..لا يفهمه أحد سواك..

فأنت رفيقي..

و منسي همومي..

و طارد أحزاني..

مؤنس وحدتي..

كاسب محبتي..

معيد قوتي..

مزيل لوعتي..

مشفي آلامي..

و عاقد آمالي..

قد جئتك أيها البحر..

مشيت على رمالك…

و قفت على تلك الصخره..أمام أمواجك..

مددت يدي عاليا..فأحسست أني أكاد ألمسك..

صرخت بأعلى صوتي لأناديك..

فكأنك أجبتني..

و قلت لي :

نعم عزيزتي..أنا هنا متى شئت..

عندئذ..

شعرت براحة بال..

باطمئنان كبير..

كان أعظم إحساس شعرت به في حياتي..

كم أتمنى..كم أتمنى أيها البحر..

أن تأخذني معك..

لا أبرح شاطئك..

لا أكف النظر إلى زرقتك..

لا أتزحزح بعيدا عن صخورك و أمواجك..

أبتعد عن العالم لأبقي بجانبك..

فقط أنا و أنت..

أحدثك و أحكي لك..

فكم أرتاح عند المكوث جنبك..

و لكم أتمنى أن أبقى معك…

~ بقلمي المتواضع ~