ومــا فعـلـت أوائـلـه الـمـلاح
وما بال الذيـن سبـوا فـؤادي
أقـامــوا أم أجـــد بـهــم رواح
ومــا بــال النـجـوم معلـقـات
بقلب الصب ليـس لهـا بـراح
كأن القلب ليلة قيـل يغـدى
بلـيـلـى العـامـريـة أو يــــراح
قطـاة عـزهـا شــرك فبـاتـت
تجاذبـه وقــد عـلـق الجـنـاح
لهـا فرخـان قــد تـركـا بقـفـر
وعشـهـمـا تصـفـقـه الـريــاح
إذا سمعا هبـوب الريـح هبـا
وقــالا أمـنــا تـأتــي الـــرواح
فـلا بليـل نـالـت مــا تـرجـي
ولا في الصبح كان لهـا بـراح
رعاة الليل كونوا كيف شئتم
فقد أودى بي الحـب المتـاح
مجنون ليلى
ومــــا مـقـصــدي إلا تــجــود وتـنــعــم
ولا تـقـتـلـوهـا إن ظـفــرتــم بـقـتـلـهـا
ولكـن سلوهـا كيـف حـل لـهـا دمــي
وقولـوا لـهـا يــا منـيـة النـفـس إنـنـي
قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمـي
ولا تحـسـبـوا إنــــي قـتـلــت بــصــارم
ولـكـن رمتـنـي مــن ربـاهــا بـأسـهـم
مـهـذبــة الألــفــاظ مـكـيــة الـحــشــا
حـجـازيــة العـيـنـيـن طـائـيــة الــفـــم
لـهـا حـكـم لقـمـان وصـــورة يـوســف
ونــغــمـــة داوود وعــــفــــة مــــريــــم
ولــمـــا تـلاقـيـنــا وجـــــدت بـنـانــهــا
مـخـضـبـة تـحـكــي عــصــارة عــنــدم
فقلـت خضـبـت الـكـف بـعـدي هـكـذا
يـكــون جـــزاء المـسـتـهـام الـمـتـيـم
فقالت وأبدت في الحشا حرق الجوى
مقـالـة مــن فــي الـقـول لــم يـتـبـرم
وعيشـكـم مــا هــذا خـضـاب عـرفـتـه
فــلا تــك بـالـزور والبـهـتـان متـهـمـي
ولـكـنـنــي لــمـــا وجــدتـــك راحـــــلا
وقد كنت لي كفي وزنـدي ومعصمـي
بكـيـت دمــا يــوم الـنــوى فمسـحـتـه
بكـفـي فاحـمـرت بنـانـي مــن دمـــي
يزيد بن معاوية
يمل وأن النأي يشفي من الوجد
بكـل تداوينـا فلـم يشـف مـا بـنـا
على أن قرب الدار خير من البعد
على أن قـرب الـدار ليـس بنافـع
إذا كان من تهـواه ليـس بـذي ود
ابن الدمينة
عـلـى عـذبـة الأنـيـاب طيـبـة النـشـر
فـإنـكـمـا إن عـجـتـمـا لــــي ســاعــة
شكرتكـمـا حـتـى أغـيـب فــي قـبـري
ألـمـا بـهـا ثــم اشفـعـا لـــي وسـلـمـا
عليهـا سقاهـا الله مــن سـائـغ القـطـر
وبـوحـا بـذكــري عـنــد بـثـنـة وانـظــرا
أتـرتـاح يـومـا أم تـهــش إلـــى ذكـــري
فـإن لـم تكـن تقطـع قـوى الــود بينـنـا
ولم تنس ما أسلفت في سالف الدهر
فسـوف يـرى منـهـا اشتـيـاق ولـوعـة
ببـيـن، وغــرب مــن مدامـعـهـا يـجــري
وإن تـك قـد حالـت عــن العـهـد بعـدنـا
وأصغـت إلـى قــول المـؤنـب والـمـزري
فسـوف يـرى منـهـا صــدود ولــم تـكـن
بنفـسـي مــن أهــل الخيـانـة والـغـدر
أعـــوذ بـــك اللهم أن تـشـحـط الـنــوى
ببثنـة فـي أدنـى حياتـي ولا حشـري
وجـــــاور إذا مـــــت بـيــنــي وبـيـنـهــا
فـيـا حـبـذا مـوتـي إذا جــاورت قـبــري
عدمـتـك مــن حــب أمــا مـنـك راحــة
ومــا بــك عـنــي مـــن تـــوان ولا فـتــر
ألا أيـهــا الـحــب الـمـبـرح هـــل تـــرى
أخــا كـلـف يـغـرى بـحـب كـمـا أغـــري
أجــدك لا تبـلـى وقـــد بـلــي الـهــوى
ولا ينـتـهـي حــبــي بـثـيـنـة لـلـزجــر
هـي الـبـدر حسـنـا والنـسـاء كـواكـب
وشـتـان مـــا بـيــن الـكـواكـب والـبــدر
لقد فضلت حسنا علـى النـاس مثلمـا
علـى ألـف شهـر فضـلـت ليـلـة الـقـدر
علـيـهـا ســـلام الله مـــن ذي صـبـابـة
وصــب مـعـنـى بـالـوسـاوس والـفـكـر
وإنـكــمــا إن لـــــم تـعــوجــا فـإنــنــي
سأصـرف وجـدي فأذنـا الـيـوم بالهـجـر
أيبكـي حـمـام الأيــك مــن فـقـد إلـفـه
وأصبـر مـا لـي عــن بثيـنـة مــن صـبـر
ومـا لــي لا أبـكـي وفــي الأيــك نـائـح
وقد فارقتنـي شختـه الكشـح والخصـر
يـقـولــون مـسـحــور يــجــن بـذكــرهــا
وأقسـم مـا بـي مـن جنـون ولا سـحـر
وأقـســم لا أنـســاك مــــا ذر شــــارق
ومـــا هـــب آل فـــي مـلـمـعـة قــفــر
ومــا لاح نـجـم فــي الـسـمـاء مـعـلـق
ومـا أورق الأغصـان مــن فـنـن الـسـدر
لقـد شغـفـت نفـسـي بثـيـن بذكـركـم
كمـا شغـف المخمـور يـا بـثـن بالخـمـر
ذكــرت مقـامـي ليـلـة الـبــان قـابـضـا
عـلـى كــف حــوراء الـمـدامـع كـالـبـدر
فـكــدت ولـــم أمـلــك إلـيـهـا صـبـابــة
أهيم وفـاض الدمـع منـي علـى نحـري
فيـا لـيـت شـعـري هــل أبيـتـن ليـلـة
كليلتـنـا حـتـى نــرى سـاطــع الـفـجـر
تــجـــود عـلـيـنــا بـالـحـديــث وتـــــارة
تـجــود علـيـنـا بـالـرضـاب مـــن الـثـغــر
فيـا لـيـت ربــي قــد قـضـى ذاك مــرة
فيعـلـم ربــي عـنـد ذلــك مــا شـكـري
ولــو سـألــت مـنــي حـيـاتـي بذلـتـهـا
وجـدت بهـا إن كــان ذلــك مــن أمــري
مـضـى لـــي زمـــان لـــو أخـيــر بـيـنـه
وبـيــن حـيـاتـي خـالــدا آخـــر الـدهــر
لـقـلــت ذرونــــي ســاعــة وبـثـيـنــة
على غفلة الواشين ثم اقطعوا عمري
مـفـلـجـة الأنــيـــاب لـــــو أن ريـقــهــا
يداوى به الموتى لقامـوا بـه مـن القبـر
إذا مـا نظمـت الشعـر فـي غيـر ذكرهـا
أبـــى وأبـيـهـا أن يطـاوعـنـي شـعــري
فـلا أنعمـت بـعـدي ولا عـشـت بعـدهـا
ودامت لنا الدنيـا إلـى ملتقـى الحشـر
جميل بثينة
مــن رام مـنــا وصـــالا مـــات بالـكـمـد
فكـم قتـيـل لـنـا بالـحـب مــات جــوى
مــن الـغـرام ولــم يـبــدي ولـــم يـعــد
فقلـت أستغفـر الرحـمـن مــن زلــل
إن الـمـحـب قـلـيـل الـصـبــر والـجـلــد
قـالـت وقــد فـتـكـت فـيـنـا لواحـظـهـا
مــا إن أرى لقتـيـل الـحـب مـــن قـــود
قــد خلفتـنـي طريـحـا وهـــي قـائـلـة
تأمـلـوا كـيـف فـعـل الظـبـي بـالأســد
قـالـت لطـيـف خـيـال زارنــي ومـضـى
بالله صـــفـــه ولا تــنــقــص ولا تــــــزد
فـقـال خلفـتـه لــو مــات مــن ظـمــأ
وقلـت قـف عـن ورود المـاء لــم يــرد
واسترجعـت سألـت عنـي فقيـل لـهـا
مـا فـيـه مــن رمــق دقــت يــدا بـيـد
وأمطـرت لـؤلـؤا مــن نـرجـس وسـقـت
وردا وعـضــت عـلــى الـعـنـاب بـالـبـرد
وأنــشــدت بـلـســان الــحــال قـائـلــة
مــن غـيــر كـــره ولا مـطــل ولا مـــدد
والـلــه مـــا حـزنــت أخـــت لـفـقـد أخ
حــزنــي عـلـيــه ولا أم عــلــى ولـــــد
فأسرعـت وأتـت تـجـري عـلـى عـجـل
فعـنـد رؤيتـهـا لـــم أسـتـطـع جـلــدي
وجرعـتـنـي بــريــق مــــن مـراشـفـهـا
فعادت الروح بعد الموت فـي جسـدي
هم يحسدوني على موتي فوا أسفي
حتى على الموت لا أخلو من الحسـد
يزيد بن معاوية
إذا اشتملت على اليأس القلوب
وضـاق بمـا بـه الـصـدر الرحـيـب
و أوطـنـت الـمـكـاره واسـتـقـرت
وأرسـت فـي أماكنهـا الخـطـوب
و لـم تـر لانكشـاف الضـر وجـهـا
ولا أغــنــى بحـيـلـتـه الأريـــــب
أتــاك عـلـى قـنـوط مـنـك غــوث
يمـن بــه اللطـيـف المستجـيـب
و كــــل الـحـادثــات اذا تـنـاهــت
فـمـوصـول بــهــا فــــرج قــريــب
علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
فـالـقـلـب لا لاه ولا صــابـــر
قـالــت: ألا لا تـلـجـن دارنـــا
إن أبــانـــا رجــــــل غـــائـــر
قـلـت: فـإنـي طـالـب غــرة
مـنـه وسيـفـي صــارم بـاتـر
قالت: فإن القصـر مـن دوننـا
قلـت: فـإنـي فـوقـه ظـاهـر
قالت: فـإن البحـر مـن دوننـا
قلـت: فـإنـي سـابـح مـاهـر
قالت: فحولي إخوة سبعـة
قـلـت: فـإنـي غـالـب قـاهـر
قـالـت: فلـيـث رابــض بينـنـا
قـلـت: فـإنـي أســد عـاقــر
قالـت: فـإن اللـه مـن فوقنـا
قـلـت: فـربـي راحــم غـافـر
قالـت : لقـد أعييتـنـا حـجـة
فـأت إذا مــا هـجـع السـامـر
فاسقط علينا كسقوط الندى
لـيـلــة لا نــــاه ولا زاجـــــر
وضاح اليمن
ويا رب حسن في التراب رقيق
ويا رب حزم في التراب ونجدة
ويـا رب رأي فـي التـراب وثيـق
أرى كل حي هالكا وابن هالك
وذا نسب في الهالكيـن عريـق
فقـل لقريـب الـدار إنـك ظاعـن
إلى منزل نائي المحل سحيق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت
له عـن عـدو فـي ثيـاب صديـق
أبو نواس
العشـق أعـظـم مـمـا بالمجانـيـن
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه
وإنما يصرع المجنـون فـي الحيـن
إني جننت فهاتـوا مـن جننـت بـه
إن كان ينفي جنونـي لا تلومونـي
مجنون ليلى
ومـرا علـى الهجـران لا بـل هـو القتـل
ومــن لــم يــذق للهجــر طعـمـا فـإنـه
إذا ذاق طعم الحـب لـم يـدر ماالوصـل
وقد ذقت من هذين في القرب والنوى
فـأبــعــده قـــتـــل وأقـــربـــه خـــبـــل