تخطى إلى المحتوى

هل الاسلااام فاشل بالتطبيق على ارض الواقع؟ 2024

[COLOR="Purple"][SIZE="5"]الإسلام نظرية تحتاج الى تطبيق.. فالله سبحانه وتعالى لم يرسل للناس هذا الدين آيات قرآنية ومواعظ إلهية مكتوبة على الورق.. بل أرسل معه أيضا النموذج البشري لهذه النظرية، ألا وهو الرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم-، بمعنى أن الله أرسل للناس النظرية مع النموذج التطبيقي المثالي لها.. لكي لا تكون نظرية خيالية مجردة..

وهذا الأمر تعززه الآيات القرآنية التالية:

"ولكم في رسول الله أسوة حسنة".. "وما أنا إلا بشر مثلكم".. وفي كل هذا دحض لأي شخص يقول أن هذا الدين الكريم غير قابل للتطبيق..

وفي غياب الرسول، وأهل بيته، عن الساحة.. يبقى الإسلام -اليوم- متمثلا ومجسدا في الإسلاميين، فهم يمثلون النموذج التطبيقي لهذه النظرية، لكي يكونوا امتدادا للنموذج التطبيقي الأول وهو الرسول وأهل بيته..

وتتركز مهمة الإسلاميين على جانبين..

الجانب الأول: هي الدعوة الى الإسلام بين مختلف طبقات المجتمع

الجانب الثاني: هي التطبيق العملي للنظرية الإسلامية ، ليكونوا بذلك قدوة لغيرهم من طبقات المجتمع، ولكي يجسدوا -قدر الإمكان- هذا الدين على أرض الواقع.. يقول الإمام الصادق (سلام الله عليه): كونوا لنا دعاة بغير ألسنتكم.. أي بأفعالكم وأعمالكم..

ويرى البعض أن التطبيق الصحيح للجانب الثاني قد يغني عن الجانب الأول، فمجرد التطبيق الصحيح للإسلام -حتى بدون الدعوة إليه بألسنتنا- يكفي في إعطاء النموذج المشرق لهذا الدين..

إلا أننا -ومع الأسف الشديد- نرى أن الإسلاميين (وهنا نقصد الأغلبية بدون التعميم) قد نجحوا في الجانب الأول، وفشلوا في الجانب الثاني..
ومن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم، ذم كل من يدعو للدين بلسانه ويخالفه بأفعاله:

"يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"

"أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"

إذن، فالتطبيق الصحيح للنظرية الإسلامية هو المحك الحقيقي لصدق الإسلاميين، صدقهم مع الله ومع الناس ومع أنفسهم..

لكن هناك سؤال يبقى مطروحا على الألسنة: لماذا نفر الناس من الدين هذه الأيام، وخصوصا في المناطق التي يسيطر عليها الإسلاميون؟

يقول العلمانيون، وهم دعاة فصل الدين عن السياسة وفصل الدين عن الدولة: إن الإسلام هو مجرد نظرية مثالية غير قابلة للتطبيق، ولو كانت كذلك، فلماذا فشل الدعاة والرساليون والمتدينيون في تطبيقها على أرض الواقع حينما استلموا زمام الأمور؟؟ ويستشهد هؤلاء على دعواهم بمئات الأدلة والشواهد من قبل شخصيات ومؤسسات محسوبة على الخط الإسلامي، تقدم سلوكا يناقض الدعوات والشعارات الإسلامية التي يرفعونها.. بمعنى أنهم عجزوا عن تطبيق النظرية على الأرض..

السؤال هو: هل من الواجب أن يعتزل الإسلاميون عن السياسة والمجتمع، ويكتفوا بجانب الدعوة النظرية، طالما كان دخولهم في معترك الحياة سببا في الإساءة الى الدين نفسه قبل الإساءة الى انفسهم؟؟ أم أن الواجب والتكليف يقتضي منهم أن يغيروا أساليبهم وخططهم ليتكيفوا مع الواقع والمجتمع؟؟

فكرة الموضوع مقتبسة -بتصرف- عن مجموعة مقالات للدكتور فخري مشكور
__________________

الناس عبيد الدنيا
والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم
فإذا محصوا بالبلاء، قل الديانون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.