يوجد فى مصر حاليا تقريبا 104 هرم منتشره ما بين الجيزه و حتى النوبه تقريباآ ..
و كما هو معروف ان الاهرامات كانت مقابر لبعض فراعين مصر ,
و لكن لماذا اختاروا الشكل الهرمى تحديدا لبناء مقابرهم و كيف تطورت فكره بناء الهرم ..
و غيرها من الاسئله و التى تحتاج منا الى مقدمه لتوضيح هذه التساؤلات..
يجرى نهر النيل فى مصر كما هو معروف من الجنوب الى الشمال و يقسم مصر الى
نصفين شرقى و غربى و قد عاش قدماء المصريون على ضفاف نهر النيل
و بدأوا فى إقامه حضارتهم على جانبيه و يبدأ تاريخ مصر من سنه 3200 قبل الميلاد تقريبا ..
و هو بدايه معرفه الكتابه عند المصريين ,
اما ما قبل ذلك فيسمى عصور ما قبل التاريخ و منذ العصور الاولى اعتقد المصرى القديم ..
فى فكره البعث بعد الموت و الحياه مره أخرى فى عالم اخر و قد جاءت
هذه الفكره من ملاحظته للطبيعه و ما يتكرر فيها مثل الشمس و فيضان
نهر النيل الذى يتكرر كل عام فى نفس الموعد و الزرع الذى ينبت مره ثانيه
بعد حصاده. و اعتقد المصرى القديم ان الشرق يمثل الحياه بينما الغرب يعنى
الموت مثلما تولد الشمس كل يوم من الشرق و تموت فى الغرب ، من هذه النقطه
نجد أن كل اهرامات مصر باعتبارها مقابر بل و كل مقابر المصريين القدماء تقع غرب
النيل مع استثناء وحيد تقريبا.
و منذ البدايه كان الدفن يتم فى حفره بيضاويه الشكل مع وضع بعض الاوانى
البسيطه بداخلها مع المتوفى لاستخدامها فى العالم الآخر , و كان الميت
يدفن فى وضع الجنين فى بطن الأم و ذلك لتسهيل عمليه ميلاده مره آخرى
و الوجه يكون متجه للشرق , و مع مرور الوقت بدأت الحفره تتسع و تتطورت إلى
ان أصبحت غرفه أو غرفتين مع ازدياد الادوات الموضوعه بداخلها و بناء جدرانها بالطوب
و ازداد التطور بعد ذلك ليصل إلى بناء من الطوب فوق الأرض أعلى هذه الحجرات
و هو ما يسمى بالمصطبه .
شكل المصطبه من درجتين ..
،*
و مع بدايه الأسره الثالثه2780-2680ق.م
ظهر الهرم المدرج لأول مره للملك زوسر فى منطقه سقاره و يرجع الفضل
فى هذا البناء للمهندس العبقرى إيمحوتب و معنى اسمه( القادم فى سلام ) ،
و نال إيمحوتب من التكريم أن كتب الملك زوسر اسمه على قاعده تمثاله الملكى
الموجود حاليا بالمتحف المصرى فى سابقه لم تتكرر فى التاريخ المصرى القديم
أن يكتب اسم شخص عادى على تمثال الملك .
كانت هذه اول مره يتم استخدام الحجاره فى البناء ، و الجدير بالذكر أن الهرم الذى
يعد مكان الدفن للملك يرتبط بمجموعه من العناصر المعماريه الاخرى و التى
تمثل مجموعه جنازيه للملك المتوفى .
منظر عام يوضح مجموعه الملك زوسر الجنازيه و الهرم المدرج ..
أما عن فكره الهرم تحديدا فقد ارتبط الشكل الهرمى لديهم بفكره نشأه الكون
و اعتقدوا كذلك طبقا لبعض كتاباتهم و نصوصهم الدينيه أن الهرم وسيله تساعد
روح المتوفى فى الوصول إلى السماء مع المعبود رع .و يمكن أن نرى أحيانا أشعه
الشمس بين السحاب و هى تاخذ الشكل الهرمى أيضا و كانت كذلك من ضمن هذه
الوسائل الكثيره التى يمكن أن تساعدهم فى الصعود إلى السماء .
نرى أيضا الشكل الهرمى أعلى المسلات و بعض المقابر الصغيره للأفراد فى جنوب مصر ,
حتى عندما فكر ملوك الدوله الحديثه فى بناء مقابرهم فى البر الغربى فى وادى الملوك
و نقرها فى باطن الجبل لحمايتها من السرقه لم يتخلوا عن الشكل الهرمى و الذى كان
ممثل فى قمه الجبل نفسه و بشكل طبيعى .
منظر يوضح شكل أشعه الشمس من بين السحاب ..
،*
هرم سقاره المدرج
تسمى المنطقه سقاره نسبه الى المعبود سوكر معبود الجبانه عند المصريين القدماء.
و قد بدأ إيمحوتب فى هذه المنطقه فى بناء مقبرة المللك زوسر على شكل مصطبه و أراد
لها من الفخامه ما يميزها عن غيرها و استخدمت أحجار الجرانيت فى بناء حجره الدفن التى
تمتد إلى عمق 28 متر تقريبا تحت سطح الأرض أسفل هذه المصطبه ثم عدل من تصميمه و ارتفع
بمصطبه أخرى فوقها ثم ثالثه حتى وصل إلى ست درجات ارتفاعها 60 متر
و طول قاعده الهرم ما يقرب من 130 متر كانت كلها مكسوه من الخارج بالحجر
الجيرى الأبيض ,و قد عثر داخل سراديب و ممرات الهرم على مايزيد عن 40 ألف من
أوانى الفخار و الألباستر و الشست و غيرها, أما المجوعه الجنازيه الخاصه بالملك فتشمل
إلى جانب الهرم المدرج أيضا بيت للشمال و أخر للجنوب باعتبار أن ملك مصر
هو ملك للشمال و الجنوب معا و تشمل أيضا معبد لتقديم القرابين للملك المتوفى
و معبد جنازى لإقامه الطقوس الدينيه و مراسم الدفن ,و يوجد كذلك حجره بجوار الهرم
تسمى حجره السرداب بها تمثال للملك زوسر ،هذا التمثال يكون بمثابه الدليل
للروح حتى تتعرف على الجسد مره اخرى .
يتبع
فى منطقه دهشور القريبه من سقاره فى عهد الملك سنفرو لكن حدث خطأ فى
تقدير زاويه البناء فجاءت منفرجه قليلا 54 درجه و عند إرتفاع 48 متر تقريبا بدأت
بعض جدران الهرم الداخليه فى التشقق فقلل المهندس زاويه البناء إلى 43 درجه وصل
إرتفاعه كاملا إلى 101 متر, وظهر بشكل كما فى الصوره و يطلق عليه حاليا الهرم
المنكسر أو المنبعج .
و يعد هرم سنفرو الثانى فى دهشور أيضا هو أول هرم حقيقى فى مصرإذ تم بناؤه
بزاويه 43 درجه تقريبا و ارتفاع 99 متر، و تم كساء الهرمين بالحجر الجيرى الأبيض.
و طول ضلع قاعدته 230 متر . أما عن اوزان قطع الحجاره فتتراوح ما
بين طن و ثمانيه أطنان او أكثر.
صاحب الهرم هو الملك خوفو 2650 ق.م , اختصار لاسم ( خنوم وى إف وى )
بمعنى المعبود خنوم يحمينى . و لكن هل نتصور أن هذا الملك صاحب هذا البناء
العملاق لم نعثر له إلا على تمثال واحد صغير جدا يصل حجمه إلى 7.5 سم
تقريبا و من العصور المتأخره , حيث أن الملك منع فى هذا الوقت إقامه او نحت
أى تماثيل حيث لم نعثر على تماثيل كبيره الحجم فى هذه الفتره إلا تمثال
واحد و كان مخبأ فى مقبره للأمير رع حتب و زوجته و ربما
أراد الملك أن يبدأ بنفسه فى منع إقامه التماثيل .
و عثر عليه مكسور الرأس و لاحظ القائمون بالحفر و التنقيب أن الكسر
حديث نأحاطوا بالمنطه التى عثر عليه فيها و قام العمال بغربله الرمال
لمده 14 يوم حتى عثروا على الرأس .
من الهرم عشر أعوام و ذلك طبقا لما ذكره هيرودوت المؤرخ اليونانى الذى
زار مصر فى القرن الرابع قبل الميلاد بعد أكثر من 2024 سنه من بناء الهرم
و سمع هذه الروايات و غيرها من بعض الكهنه و الرواه .
قطعت الحجاره التى استخدمت فى بناء الهرم الأكبر من المنطقه المحيطه
بالهرم و حجاره الكساء الخارجى من منطقه جبل طره و الحجاره الجرانيتيه المستخدمه
فى الغرف الداخليه من محاجر أسوان و كانوا يأتوا بها عن طريق نهر النيل الذى
كان يصل إلى منطقه الهرم فى ذلك الوقت.
كانت الحجاره تقطع و تفصل عن بعضها عن طريق عمل فتحات على مسافات
متقاربه فى قطعه الحجاره المراد قطعها ثم يتم دق بعض الأوتاد الخشبيه فيها و الطرق
عليها مع وضع الماء عليها و كلما تشرب الخشب بالماء ازداد حجمه داخل قطعه الحجر
و مع استمرار الطرق عليها تنفصل عن بعضها ثم يتم تهذيبها و صقلها باستخدام
نوع حجر أقوى مثل الجرانيت أو الديوريت .
استخدم المصريون القدماء -و كما فى الصوره – طريق رملى لبناء الأهرامات
حيث توضع قطع الحجاره على زحافات خشبيه , أسفلها جذوع النخل المستديره
تعمل كالعجلات و يتم سحب الزحافات بالحبال و الثيران مع رش الماء على الرمال
لتسهل عمليه السحب ، و كلما زاد الأرتفاع زادوا فى الرمال حتى قمه الهرم
ثم يتم كساء الهرم بالحجر الجيرى الأملس من أعلى إلى أسفل و إزاله الرمال تدريجيا .
دائرى حول الهرم بالكامل .و يرى البعض ان فكره استخدام الرمال و ازالتها مره اخرى
بعد بناء الهرم هو انجاز فى حد ذاته قد يفوق انجاز بناء الهرم نفسه حيث يحتاج المتر الواحد
ارتفاع ما لا يقل عن عشره امتار طول و بذلك يبلغ طول الطريق الرملى فى الاتجاه
الواحد ما يقرب من 1460 متر اى كليومتر ونصف تقريبا و هى بالطبع عمليه شاقه جدا ،
و بالفعل فالهياكل العظميه التى عثر عليها للعمال بجوار الأهرامات يظهر بها بعض تشوهات
فى العمود الفقرى نتيجه الأحمال الثقيله.الجدير بالذكر فى فكره الطريق الرملى انه
عثر على بقايا لهذه الطريقه استخدمت لبناء أحد صروح معبد الأقصر الشاهقه.
مثل هرم سقاره المدرج ثم انتقلت إلى حجره ثانيه يطلق عليها حاليا اسم غرفه
الملكه و أخيرا نقلت إلى الحجره الحاليه و أقام المهندس فوقها خمس حجرات صغيره
تنتهى العليا منهم بسقف مثلث الشكل و ذلك لتخفيف ثقل حجاره الهرم على حجره الدفن.
و تخفيفها عن المدخل المغلق حاليا و المدخل الحالى إلى الهرم تم فتحه فى
عهد الخليفه المأمون بالديناميت اعتقادا منهم بوجود كنوز داخل الهرم.
و استخدام حجارته فى بناء القناطر الخيريه و غيرها من المبانى إلا انهم وجدوا أن
تكلفه جلب حجاره جديده أرخص و أسهل من هدم الهرم و نقل حجارته مره أخرى،
و قد استخدمت بالفعل بعض الحجاره من اهرامات مختلفه فى بناء بعض المساجد و
المبانى فى مصر حيث نرى أحيانا بعض الكتابات الهيروغليفيه فى المبانى الاسلاميه
فى شارع المعز و أسوار القاهره و غيرها.
تذكر الروايات أن عدد العمال كان ما يقرب من مائه الف عامل و كان العمال
ينقسموا إلى دائمين يعملون طوال العام فى البناء و عمال موسميين و هم المزارعين
أصلا و كانوا يعملوا بالبناء فتره فيضان النيل حيث لا يوجد زراعه فى تلك الفتره.
و قد عثر على مساكن و جبانات للعمال بجوار أهرامات الجيزه و كان غذائهم الرئيسى
يعتمد على الخبز و مشروب الجعه (خبز مصنوع من الشعير يتم وضعه فى الماء أو اللبن
حتى يتخمر و يحتوى هذا المشروب على نسبه طبيعيه من المضادات الحيويه) ,
بينما تذكر الاكتشافات الحديثه أن عدد العمال كان فى حدود 20 ألف عامل فقط
و أن غذائهم كان من اللحوم و الأبقار التى يتم ذبحها يوميا .
من الغرائب عن الهرم الأكبر أيضا انه رغم هذا الحجم الكبير جدا ,انه كان
ينسب للملك خوفو نقلا عن القدماء و خاصه هيرودوت و لم يعثر على ما يشير
الى الملك خوفو الا فى القرن 19 حيث وجد العام 17 من حكم الملك خوفو مكتوبه
بالمداد الأحمر فى سقف الحجره الثالثه فوق حجره الدفن و يبدو انها قد كتبت
بواسطه أحد العمال أثناء بناء الهرم.
الى بعضها البعض بواسطه تفريغ الهواء بينهما و ربما كان ذلك عن طريق عمل عده فتحات
او ثقوب فى قطعه الحجر و عمل ثقوب مماثله لها فى واجهه القطعه الأخرى المراد جذبها
إليها بحيثت تكون هذه الثقوب متقابله فى نفس المكان و يتم تفريغ الهواء بينهم مما
يؤدى إلى تماسكهم بقوه ( فكره تفريغ الهواء فى اللاصق المطاطى الذى يلصق إلى الزجاج ).
و توجد حتى الأن بقايا المعبد الجنازى الخاص بالملك خوفو فى الناحيه
الشرقيه للهرم أما معبد الوادى فيوجد تحت منطقه نزله السمان القريبه من الهرم
و المأهوله حاليا بالسكان.
أما عن دقه بناء الهرم نجد متوسط الخطأ فى طول جوانبه لا يتعدى : 4000 ,
و أن الفواصل بين بعض أحجاره لا تتعدى نصف مليمتر مما لا يسمح للشفره بالنفاذ بينهما.
هل يمكن لبناء بهذه الدقه و الإتقان أن يبنى بالسخره و الإجبار أم أن
روح الرضا و الرغبه فى الأبداع هى الدافع لمثل هذا العمل …. ؟
ووبسسسس ..
<~ منقووول لعيوونكم
ومعلومات اروع ..~
الاهر امات اسطوره بصراحه ومن اغرب العجائب اللتي رأيتها ..~
عوافي على الطرح الرائع ..~
:
:
عن الأهرامات من الأعاجيب السبع
دمتي بود
أختك حنان.
hanane
يشرفني مروركم واهم شي الاستفادة والمتعة