وخطاي يحدوها حباب الماء
سددت في صدر الفضاء رمايتي
لأصيب طير البوح بعد عناء
فتناسل السرب الجميل براحتي
وانساب شعرا حين جف إنائي
قدقمت من جفن الصباح حكاية
سردت صراع الليل والأضواء
أنا نجمة زاد الظلام ضياءها
تختال تيها في الفضاء النائي
تياهة في أفقها مفتونة
بالخيل بين فدافد البيداء
الخيل تعرفني وتعشق وطأتي
والليل يفترش النهار إزائي
وردي بحار المستحيل سجية
فالمستحيل يراعة الشعراء
ولكم أحدق في النخيل تعشقا
لذرى علو تستفز سنائي
عنقود وجدي صغته وجعلته
ريا لكون يستثير بقائي
يامسرحا رقص العذاب بأرضه
واكتض فيه ترقبي وفنائي
وشدا به عصفور ضوء أخضر
متخوفا من زفرتي وبكائي
والكون شاهدني بأجمل حلة
وعلى الملامح عزة النبلاء
وأنا السجينة في مواجع لحظتي
أشدو وصمت الكون في أحشائي
أنهار شوق من شفاهي سلسلت
وبداخلي تغريبة الصحراء
رحلت حروفي في مفاوز وحشتي
لتعود ملأى ريها خيلائي
فهي استفزت ما يدور بداخلي
وتشذرت كالحلم في أجزائي
إني حملت من الجرار كريمها
علي أرى دربا لسر الماء
ياصمت دهر قد تنامت في فمي
أغصانه تغتال كل غنائي
كانت مدينتنا ضبابا ناشرا
إكداره في روحنا البيضاء
كانت متاهات تعاود بحثنا
عن دربنا لنعود كالغرباء
حرمان هذا الكون حط رحاله
ورأى مرابعه على الحوباء
إيه وما كان الزمان يري لنا
فكأنه السكرات قبل فنائي
ماذ عساي وكل درب ينثني
ويهد جسر الأمنيات إزائي
فكم انتظرت بملء أحلامي غدي
وإذا غدي غيم من الأرزاء
كم شردتني يا فؤادي شقوتي
وأنا أرقع غربتي برجائي
والوهم غيم ليس يمطر بالحيا
ماتمطر الأوهام غير شقاء
يهفو الحنين على مراياهم شذى
يذكي بقلبي صبوة الفقراء
تبكي على خدي السنون تهزني
من أمسهم ذكرى الزمان النائي
أمشي كبدر في المياه تخوفا
أن يقتفي الزمن البهيم ضيائي
هدهدت مهد الغيم أرقب غيثه
وإذا انتظاري راحة لفنائي
وغزلت فستان المسرة في الدجى
ليرى الصباح أناقتي وبهائي
فأتى الصباح مسربلا بسلابه
كيف الكئيب يحس بالأشياء
يبست جذور القلب بعد مكارهي
واصفر في أيك السنين رجائي
فرحلت بي وحقيبة موجومة
ويراعة تبكي على أشلائي