تخطى إلى المحتوى

قصيدة على ضفاف الرحيل للشاعرة لطيفة حساني 2024

أمضي وظلي غيمة الأضواء
وخطاي يحدوها حباب الماء
سددت في صدر الفضاء رمايتي
لأصيب طير البوح بعد عناء
فتناسل السرب الجميل براحتي
وانساب شعرا حين جف إنائي
قدقمت من جفن الصباح حكاية
سردت صراع الليل والأضواء
أنا نجمة زاد الظلام ضياءها
تختال تيها في الفضاء النائي
تياهة في أفقها مفتونة
بالخيل بين فدافد البيداء
الخيل تعرفني وتعشق وطأتي
والليل يفترش النهار إزائي
وردي بحار المستحيل سجية
فالمستحيل يراعة الشعراء
ولكم أحدق في النخيل تعشقا
لذرى علو تستفز سنائي
عنقود وجدي صغته وجعلته
ريا لكون يستثير بقائي
يامسرحا رقص العذاب بأرضه
واكتض فيه ترقبي وفنائي
وشدا به عصفور ضوء أخضر
متخوفا من زفرتي وبكائي
والكون شاهدني بأجمل حلة
وعلى الملامح عزة النبلاء
وأنا السجينة في مواجع لحظتي
أشدو وصمت الكون في أحشائي
أنهار شوق من شفاهي سلسلت
وبداخلي تغريبة الصحراء
رحلت حروفي في مفاوز وحشتي
لتعود ملأى ريها خيلائي
فهي استفزت ما يدور بداخلي
وتشذرت كالحلم في أجزائي
إني حملت من الجرار كريمها
علي أرى دربا لسر الماء
ياصمت دهر قد تنامت في فمي
أغصانه تغتال كل غنائي
كانت مدينتنا ضبابا ناشرا
إكداره في روحنا البيضاء
كانت متاهات تعاود بحثنا
عن دربنا لنعود كالغرباء
حرمان هذا الكون حط رحاله
ورأى مرابعه على الحوباء
إيه وما كان الزمان يري لنا
فكأنه السكرات قبل فنائي
ماذ عساي وكل درب ينثني
ويهد جسر الأمنيات إزائي
فكم انتظرت بملء أحلامي غدي
وإذا غدي غيم من الأرزاء
كم شردتني يا فؤادي شقوتي
وأنا أرقع غربتي برجائي
والوهم غيم ليس يمطر بالحيا
ماتمطر الأوهام غير شقاء
يهفو الحنين على مراياهم شذى
يذكي بقلبي صبوة الفقراء
تبكي على خدي السنون تهزني
من أمسهم ذكرى الزمان النائي
أمشي كبدر في المياه تخوفا
أن يقتفي الزمن البهيم ضيائي
هدهدت مهد الغيم أرقب غيثه
وإذا انتظاري راحة لفنائي
وغزلت فستان المسرة في الدجى
ليرى الصباح أناقتي وبهائي
فأتى الصباح مسربلا بسلابه
كيف الكئيب يحس بالأشياء
يبست جذور القلب بعد مكارهي
واصفر في أيك السنين رجائي
فرحلت بي وحقيبة موجومة
ويراعة تبكي على أشلائي

صح لسانك ويعطيك العافيه تقبلي تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.