يشكل التواصل العاطفي بين الزوجين مفتاحا للسعادة بين الطرفين. إلا أن هناك من الأزواج من ابتلي أحدهما أو كلاهما بالجفاف العاطفي، مما جعل حياتهما على وتيرة واحدة يسودها الفتور، ويتسرب إليها الملل. نتيجة عجزهما عن تبادل المشاعر والعبارات العاطفية، وإشعار كل منهما الطرف الآخر بالحب والاهتمام .
وحذرت اختصاصية الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة الدكتورة أمل محمد الكفراوي من خطورة اضمحلال المشاعر العاطفية بين الزوجين التي قد تنتهي بأحدهما أو كليهما بالتردد على العيادات النفسية، وقالت أن الزوجة دائما ما تكون في اشتياق لسماع كلمة جميلة من زوجها تروي بها عطشها الدائم لحنانه . إلا أن البعض من الرجال غير مدرك لهذه المشاعر، وينظر لها على أنها مشاعر تافهة. في حين تعد هذه المشاعر بالنسبة للمرأة أساس العلاقة، وما يغذى وجودها الدائم مع زوجها.
وبحسب الدكتورة أمل لو أعطى الزوج شريكة حياته أقل القليل من المشاعر والأحاسيس العاطفية لملكها العمر بأكمله، ولكن جحود الرجل المعهود وأنانيته المعتادة، ونظرته الناقمة للنعمة التي أنعم الله بها عليه- بحسب وصفها- تجعله يفقد هذه النعمة .
تقول "قدر الرجل في هذه الحياة أن يكون له نصف آخر، وهو شريكة حياته، وحين يكرمه الله بها وتبدأ بينهما الحياة وتستمر لفترة تبدأ المشاعر التي كانت تتوهج في بدايتها بالاضمحلال، ويبدأ الكلام المعسول بالانسحاب شيئا فشيئا إلى أن يختفي تماما، ويعلل كثير من الرجال إن لم يكن أغلبهم – بأنهم لا يعرفون قول ذلك الكلام، ولا يستطيعون النطق بكلمة حب لشريكة الحياة، ولكن أعمالهم تدل عما يكنونه من مشاعر تجاه شريكة العمر في الوقت الذي تنهال منهم هذه الكلمات وبمنتهى السهولة في أماكن أخرى ولنساء أخريات في نطاق العمل وللأقارب والأصدقاء وغيرهم، مع أن زوجاتهم أحق بهذه الكلمات من غيرهن، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
وقالت اختصاصية الأمراض النفسية والعصبية إن الدراسات أكدت أن النساء أكثر تأثرا بالكلمة الطيبة، وأكثر تفاعلا معها، ولذلك أوصى النبي عليه الصلاة والسلام الرجال بالنساء وليس العكس، مشيرة إلى أن بعض الرجال لا يدرك أن هذه الكلمة تترك انطباعا عميقا عند امرأته سواء بالسلب أو الإيجاب .
وأكدت الاختصاصية أن كثيرا من النساء يطرقن أبواب العيادات النفسية يشتكين من الحزن الشديد والألم، لرغبتهن المتزايدة في سماع كلمة حب أو تشجيع، حتى لو كانت من باب المجاملة من أزواجهن، وكم منهن كانت تتمنى لو أن زوجها ينظر لها ويحس بمشاعرها هذه، وكم كبتن بداخلهن من مشاعر، وكم من مرات أصبن بخيبة أمل وهن يرين أزواجهن يضحكون في وجوه غيرهن، وحين يأتون للمنزل كأن على رؤوسهم الطير .
وقالت الدكتورة الكفراوي في السياق ذاته إن كثيرا من حالات الطلاق حدثت ومازالت تحدث بسبب عدم قدرة المرأة على التأقلم المستمر مع جفاء مشاعر زوجها، وسطحيته في التعامل معها، وإن كثيرا من البيوت هدمت لأسباب تافهة، مع إمكانية الحفاظ عليها لو كانوا يعلمون.
وعن دور المرأة في هذه المشكلة أضافت "حتى لا نبخس الرجل حقه، فالمرأة أيضا عليها عامل كبير، ودور في خروج الزوج من عش الزوجية، وتطلعاته خارج حدود بيته. طالما أنه لم يجد الحنان والكلمة الطيبة والوجه الحسن البشوش الذي يستقبله بعد عناء يوم شاق، فيعينه على إزاحة هذه المعاناة" .
ووجهت في السياق ذاته تساؤلا إلى من ابتلين بجفاف المشاعر مع أزواجهن وهو "إذا لم تكن الزوجة لزوجها بمثابة اليد الحنون والوسادة التي يرتمي عليها ليجد عندها شيئا من الارتياح فلمن سوف يلجأ ؟ "، مشبهة الرجل بالطفل الصغير الذي هو بحاجة دائمة إلى التدليل، مشيرة إلى أنه إن لم يجد ذلك الدلال والاهتمام من زوجته، فسوف يبحث عنه في مكان آخر ومع امرأة أخرى، وتكون حينها حجته غير المبررة بالرغبة في الارتباط بثانية وثالثة، وحينها لا تلوم الزوجة إلا نفسها .
وقالت الكفراوي إن الأمثلة والقصص على ذلك لا تعد ولا تحصى، وإن عيادات الأمراض النفسية مازالت تستقبل المرضى بسبب تلك القضية، وستظل كذلك إذا لم يستفق كلا الطرفين، وينظر كل منهما للآخر، وينشأ حوار مبني على جانبين لا يطغى أحدهما على الآخر لأنها علاقة شراكة وليست معركة.
تسلم يدك حبوبة
لا تحرمينا جديدك
لك ودي
االجفاف العاطفي فعلا وياا أسفي
موجود بالبيوت العربيه اكثر
يسلمو ولا تحرمينا جديدك
من الجفاف والله دحين صار كل شيء جاف
موووووووووووووووووووووووووضعك جميل
تقبلي مروري