الشخصيات الرئيسية
_ نور فاتح : شابة تبلغ من العمر ثمانية عشر سنة ، و هي طالبة في الجامعة تتلقى أحسن و أفضل تعليم بسبب والدها الثري و الذي يمتلك مكانة كبيرة في المجتمع و كل الصحف تتحدث عنه ، تتميز نور بشعر شديد السواد و كثيف طويل و هي متوسطة القامة لها عيون كبيرة خضراء جميلة ، و هي تتسم بشخصية خجولة .
_ محمد فاتح : والد نور في الأربعين من عمره هو مسير شركة ضخمة ، يتميز بشخصية حنونة و شجاعة .
_ فاتن المازني : أم نور في الثلاثين من عمرها سيدة في غاية الجمال و الأناقة ، كانت تساعد زوجها في تسيير الشركة لكنها توقفت عن العمل لكي تهتم بأولادها ، و هي تتميز بشخصية صارمة و متسلطة .
_ ليلى فاتح : الأخت الصغرى لنور تبلغ من العمر خمسة عشر سنة و هي تحمل جل مواصفات أختها ، تتميز بشخصية حنونة .
_ هيثم شهين : طالب يدرس مع نور في نفس الجامعة ، ينتمي إلى عائلة شهين يوجد بينهم و بين عائلة فاتح عدة مشاكل و خناقات ، يتميز بشعر أسود و عيون بنية صافية ، يتميز بشخصية شجاعة .
_ هدى : خادمة بيت آل فاتح تعتمد عليها نور كثيرا ، كما أنها تفضلها على أمها .
_ مازن : سائق العائلة ، شديد الوفاء لفاتن المازني .
_ شيرين : صديقة نور ، تدرس معها في نفس الجامعة ، تثق بها نور أكثر من اللازم
استيقظت على ضوء الشمس الساطع المنبعث من نوافذ غرفتي لأبدأ يوما جديدا مختلفا تماما عن الأيام الماضية ، وذلك لأنها بداية سنة دراسية جديدة.
نهضت بحماس شديد لكي أغسل وجهي و ألبس ثيابي الجديدة و بعدها سمعت صوتا يناديني من الأسفل فنزلت مسرعة ، و وجدت الكل محيط بمائدة الإفطار
_ نور ، تعالي يا ابنتي .
قالها لي أبي و هو جالس أمام مائدة الإفطار ، و ذهبت و جلست بجانبه و كانت أختي ليلى جالسة بجنب أمي.
_ والدك سيوصلك إلى الثانوية يا نور ، و شيء آخر ، أريد نقطا جيدة هذه السنة.
قالتها لي أمي و هي تنظر إلي مباشرة ، و أجابها أبي قائلا :
_ لا تقلقي على نور الجميلة ، أنا متأكد أنها لن تخيب أملنا فيها ، أليس كذلك بنيتي ؟
_ لا تقلق يا أبي العزيز ، أعدك أنني سأكون عند حسن ظنكما أنت و أمي.
قلتها لأبي و أنا أحضنه ، أكملت فطوري و قبلت أختي و أردت الخروج و سمعت :
_ يبدو أن كلامي لم يعجبك يا نور ، لهذا لم تودعيني قبل ذهابك.
و عندها عرفت أنني نسيت تقبيل أمي ، و عدت لكي أقبلها و قلت لها :
_ لا ، كيف لي أن أعارض كلامك يا أمي؟ وداعا ، أنا أحبك كثيرا.
أنا أفضل البقاء مع أبي أكثر ، لأن أمي تكتفي فقط بالاهتمام بنفسها و الخروج مع رفيقاتها و لومي و عتابي و لا تغمرني بالحنان و الحب كما يفعل أبي ، لهذا أنا أنسى معظم الأوقات توديعها قبل خروجي.
قام أبي بتوصيلي إلى الجامعة ، و لما دخلت ، كانت الجامعة واسعة من الداخل و جميلة كما أنها كانت مكتظة بالطلاب ، و بعد برهة رأيت شيرين عند عتبة الباب و ذهبت لأحضنها
_ إنه وقت طويل يا نور ، لقد اشتقت إليك كثيرا
قالتها لي شيرين و البهجة تغمر وجهها
_ أنا أيضا اشتقت لك ، لقد حاولت الإتصال بك مرات عدة
_ أنا لم يعد لدي هاتف منذ أن التقينا آخر مرة
_ لماذا ؟ هل هنالك مشكلة ؟
_ أبي سلبني إياه ، لأنني لم أحصل العام الماضي على نقط مرضية
_ آه ، هذا خبر سيئ
_ لننسى هذا الموضوع الآن ، أخبريني عنك ، هل كانت نقطك جيدة ؟
_ أبي تقبلها ، و لكن أمي…
و قاطعني شخص بضربي بقوة في كتفي حتى أسقطت كتبي ، و نهضت لأجد شابا طويلا ذو عيون بنية لامع
_ أ..أنا آسف ، هل أنت بخير ؟
قالها لي الشاب و هو يعطيني يجمع كتبي ، و قام بإعطائهم لي ، و أجبته و أنا مرتبكة
_ أ..أ..أجل ، أنا بخير ، لا تقلق
_ هل أنت متأكدة ؟ وجهك يبدو شاحب اللون
_ لا ، أنا بخير ، شكرا لك
و بعدها ذهب الشاب ، و لم أستطع إبعاد نظري عنه
_ هل أنت في هذا العالم يا نور ؟
قالتها لي شيرين و كأنها أيقظتني من حلم جميل ، و قالت و هي تبتسم :
_ أيعجبك ؟
أجبت بسرعة بصوت خجول :
_ ماذا تقولين ؟ هل جننت ؟ هيا لنذهب ، سوف نتأخر عن الفصل
و لما دخلنا إلى الفصل ، جلس كل واحد مكانه ، و جلست شيرين أمامي و كان المقعد الموجود بجانبي فارغا و لم تمر لحظات قليلة حتى دخل الشاب نفسه ليجلس في المقعد الفارغ ، إنه يدرس معي في نفس الفصل ، و في داخلي كنت أتمنى هذا و قد حدث بالفعل.
_ كيف تشعرين الآن ؟
قالها لي الشاب و المدرس كان قد بدأ المحاضرة و أجبته و أتجنب نظراته :
_ أنا أشعر بتحسن كبير لا تقلق ، شكرا لك
و بعد انتهاء المحاضرة ، خرجت برفقة شيرين ، و بحثت عن ذاك الشاب لكنني لم أجده ، و كأن الأرض انشقت و قامت ببلعه ، أردت أن أسمع صوته العذب ثانية و لكنه ذهب.
في المنزل :
بعد دخولي وجدت أختي ليلى تشاهد التلفاز و قلت لها سائلة :
_ أين ذهبت أمي يا ليلى ؟
_ لا أعرف ، لقد زارتها سيدة شقراء و بعدها أخذت سيارتها و خرجت
_ سيدة شقراء ، و من تكون هذه ؟ ألم يسبق لك أن رأيتها ؟
_ أنا أعرف كل رفيقات أمي و لكن هذه السيدة لم يسبق لي أن رأيتها من قبل ؟ و شيئ آخر ، لقد كانت تتشاجر مع أمي قبل خروجها
و بعدها فتحت أمي الباب و كانت تبدو أنيقة جدا……
استمري ..