هل التهام الطفل الطعام بشراهة بديل لافتقاده الحب والحنان أم هو تنفيس عن القلق والتوتر؟ وما دور الأسرة في سمنة أطفالها؟
ثمة دراسات عدة تناولت السمنة عند الأطفال، وأشارت دراسة أجريت مؤخرا في مركز البحوث العلمية في القاهرة على 950 شخصا إلى أن خطر السمنة يبدأ حينما يزيد الوزن بنسبة 20% عن الوزن المطلوب بالنسبة لطول الطفل وسنه وجسمه. لكن المشكلة أن الأهل لا يلحظون السمنة إلا بعد 6 سنوات على الأقل من بدايتها، فتكون النسبة قد ارتفعت إلى 40 أو 50% ، والنتيجة أن 77% من الأطفال العرب يعانون من السمنة.
تشير هذه الدراسة إلى أن الطفل السمين لا يتمتع بصحة جيدة، وأن الطفل إذا كان سمينا في عامه الأول فغالبا ما سيبقى على هذه الحال، وستزيد فرصة أن يكون رجلا سمينا ثلاثة أضعاف عن الطفل غير السمين.
وتضيف الدراسة أن نسبة حدوث السمنة لدى أبناء الوالدين الرشيقين هي 7%، وإذا كان أحد الوالدين رشيقا والثاني سمينا فترتفع فرصة السمنة لدى أبنائهما إلى 40%، أما الوالدان اللذان يعانيان من السمنة فنجد أن فرصة إصابة أبنائهما بالسمنة ترتفع إلى 80%.
أسلوب الغذاء الأسري
ويرجع الدكتور محمد شرف السمنة لدى الأطفال إلى أسباب وراثية واجتماعية ومرضية ونفسية. ويقول " إن ثمة اعتقادا خاطئا لدى الأهل مفاده أن الطفل السمين يتمتع بصحة جيدة، لذا لا نجدهم يقلقون من هذا الأمر إلا بعد تعرض طفلهم السمين للسخرية من زملاء المدرسة أو النادي".
ويذكر أن " تناول الأولاد الطعام بين الوجبات يعتبر من الأخطاء الشائعة المسببة للسمنة، وخاصة الأكل أمام شاشة التلفزيون حيث قلة التركيز، كذلك الإفراط في تناول السكريات والمشروبات الغازية والنشويات، وهذا يرجع إلى الأسلوب الغذائي الخطأ في الأسرة".
كذلك، ان الطعام المبكر للطفل الرضيع هو أحد أسباب إصابة الطفل بالسمنة، فقد أكدت الدراسات أن 80% من أطفال الرضاعة الصناعية يصابون بالسمنة، عكس الذين يرضعون حليب أمهاتهم.
ومن المعلوم أن عدم تناول الوجبات الرئيسية بانتظام يدفع الطفل الى تناول وجبات صغيرة عالية السعرات الحرارية كالشوكولا أو الآيس كريم.
الحاجة الى الحب
بالمقابل، يرى أستاذ الطب النفسي في جامعة قناة السويس الدكتور إسماعيل يوسف أن " ثمة أسبابا نفسية مسؤولة عن سمنة الطفل، كما أن إفراط الطفل في الطعام قد يكون أحد مظاهر العناد".
وتشير الأبحاث العلمية إلى العلاقة بين زيادة الوزن ومستوى الذكاء عند الأطفال في مقتبل أعمارهم، فنلاحظ الخمول وقلة الحركة وتسطح العاطفة عند الطفل السمين. ويحذر الدكتور يوسف من سمنة الطفل بعد سن العاشرة،وذلك لاختلاف الأنماط السلوكية في تلك المرحلة كعدم الحركة والجلوس لساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر مع تغيير النمط الغذائي واعتماده على المأكولات السريعة خارج المنزل.
وينصح الدكتور يوسف الأمهات أن " لا تربط الطعام بالحب ولا تستخدم الغذاء أو الحلوى كوسيلة لمكافأة الطفل أو لإظهار محبتها له".
اكتئاب السمنة
وتلاحظ معظم الأمهات اللاتي يزيد وزن أطفالهن عن القدر المعقول بانطواء طفلها وميله إلى الابتعاد عن الأماكن العامة.
ويشرح الدكتور يوسف بالقول : " إن هذه التصرفات تعد من الآثار السلبية للبدانة على نفسية الطفل، فالسمنة تصرف الطفل عن زملائه فيميل إلى الانعزال وعدم الاندماج معهم فيفجر طاقته في الطعام ويزداد وزنه أكثر، ما يؤدي إلى سلوكيات مضطربة لديه".ويضيف " إن هذه الأعراض تسمى اكتئاب السمنة ويصاحبها نقص في التركيز وعدم الاهتمام بالدراسة، فيعمد الطفل إلى المزج بين الطعام والحب، فنلاحظ الطفل يفرط في تناول الطعام لمجرد ملء الفراغ العاطفي الذي يعيشه".
دليل لرشاقة طفلك
ذكرت مجموعة من الإختصاصيين في التغذية وعلم النفس خطوات من الواجب أن يعتمدها الاهل في تغذية الطفل، وهي على الشكل التالي:
*عدم التركيز على النشويات واللحوم بدون الخضر التي تمد الطفل بالفيتامينات والمعادن المطلوبة.
*مراعاة التنويع والتلوين في الطبق المقدم للطفل واعتماد نسب معقولة من الفاكهة والخضر.
*الإكثار من إعداد العصائر الطبيعية والليمون إذ لا تحتوي على سعرات حرارية عالية.
*ادفعي طفلك الى ممارسة الرياضة والهوايات في أوقات منتظمة.
* احذري من تقديم الطعام لطفلك وهو جالس أمام شاشة التلفزيون لان تركيزه في المشاهدة لا يشعره بامتلاء معدته.
*ادرسي الوجبة التي تقدمينها لطفلك بالتعرف على مقدار السعرات الحرارية التي تحتويها.
يعطيك الف عافيه
نتشوق لكل جديدك ,,
يعطيك العافيه خيتو
حفظك المولى