العاطفة ام الجسد؟..
قرب المدفأة وامام الضوء الخافت المنبعث من مصباح غرفتها..تجلس على الاريكه وتمد جسدها المتعب .. تستغرق في افكارها ..تستعيد ذكريات طفولتها ايام كانت صغيرة..كم كانت تتوق الى ان تكبر بسرعه!..واحلامها تكبر معها كلما مضت سنه من ايام حياتها..وها هيا الان تبلغ العشرين من عمرها..
وبينما هي مستغرقه تتأمل الوجود بما فيه من صخب وهدوء تفاجأها اختها الصغرى بمكتوب وصلها..
الاخت:آمال..هنالك مكتوب قد وصلك قبل قليل..وانا تلقيته من ساعي البريد..
آمالتتأمل اختها بنظرة حائرة)ومن هو صاحبه؟!
الاخت:لا ادري..ربما من احدى صديقاتك..
آمال:حسنا فلتعطني اياه ..وتمضي الى غرفتك..
الاختتضحك بصوت ساخر)اذن فلتقرأيه بأمعان..ولا تستغربي لانني قرات اسم صاحبه..
آمال: حقا! وما بالك تنظرين الي هذة النظرة..
تسكت الاخت بينما تقوم آمال بفتح المكتوب بسرعه وكان هنالك مفاجأة تنتظرها.. وتقرأ النص :
_اليك يا من تفتحت الوان الربيع امام شرفتها..اليك يا اغلى انسانه..
الى اعظم ممثله لم تراها عيني..يا صاحبه العيون العسليه..والشعر الغجري المفعم بالحيويه..ارسل اليك وقلمي مشحونا بدماء الخجل..فأول مرة
استطيع ان اواجه نفسا طالما عانت لتعيش هذا الحب..
الهيام يا حبيبتي يجمعنا..وفي رسالتي الاولى اعبر عن ما يخالج نفسي..
فلا تستغربي..ولا تحتاري..فدعيني اختار كلماتي بعنايه.لانني مهما كتبت فلن المس الافق بيدي..فانتي حوريه يصعب ان اوفيك بما اكتب..
انتظريني برساله جديدة.._
المتيم المجهول
تلاحظ الاخت شرود آمال..وكأن شيئا اصابها ومنعها عن التكلم..ففضلت الصمت..وما اجمل الصمت عندما يحتوينا ويضفي علينا رقه ليس كأي رقه..
تمضي الاخت لغرفتها..وتبقى آمال ممسكه الرساله بيد يديها المرتجفتان..
الخجل يريد ان يصرخ في وجهها..والتساؤول يسيطر على عقلها!
فمن يا ترى صاحب هذة الرساله.؟ولماذايأبى ان يقول اسمه..؟!
وفضل ان يلقب بأسم(المتيم المجهول).. هل يريد ان تتعلق به وبرسائله
ومن ثم يعلن اسمه..ام ان شيئا اخر يمنعه من الافصاح..؟
كل هذة الخواطر راودت آمال في هذة الليله..ليله اول خطاب مجهول يصلها..
تحاول النوم..فتئبى جفونها وتعاندها…فعلا انها لم تشتاق للنوم كما تشتاق اليه اليوم..تنتظر اليوم الثاني والثالث وهكذا..
تمضي اشهر والحبيب المجهول يكثر من رسائله الغراميه..المزينه بالورود
والمعطرة بأجمل انواع العطر..وآمال تنتظر بأشتياق لكل خطاب جديد..
تسألت مرارا..هل هو انور زميلها في معهد التمثيل؟؟
لطالما لمح لها واظهر اعجابه بها..ولكن بأستطاعه انور ان يخبر صديقتها نوال..بما انهم زملاء ولا ينفصلون عن بعض..ما الدافع اذن ان لا يقول لها وتكون واسيطه ببينهما..!
وفي احدى ايام الصيف الحارة..بينما تقوم آمال بتناول الفطور بشرفه غرفتها الصغيرة..يرن جرس الهاتف..انه المتيم المجهول..اختها تناديها
وفمها يردد هذا الاسم كالصاعقه التي تنهال على آمال..
آمال(تمسك السماعه بيديها وتضع اليد الاخرى على سلك الهاتف ضاغطا عليه..والاحرف بالكاد تخرج من فمها لتصل الى المتلقي..
آمال: الـــــــــــــو……… الـــــــــــــو…
المتيم:آمـــــــــــــال؟؟
آمال:نعم انا..
المتيم:كيف حالك.؟
آمال:بخير..
المتيم(يصمت برهه)هل لي ان احادثك كل يوم..لاطمئن على صحتك..؟
آمال:من انت؟ولماذا لا تفصح عن هويتك
المتيم:سيأتي الوقت المناسب لاقول لك من انا..
تزداد المكالمات بينهما كل يوم..ساعات وساعات..والاشتياق ولوعه الحب تصبح اعمق من ذي قبل..والهيام يسيطر على قلبيهما..
المتيم:حان الوقت لكي اراك وافصح لك عن هويتي..
آمال(تبتسم وترتسم ملامح الفرحه على وجهها)وانا اتلهف لهذا اليوم..
المتيم:سأنتظرك غدا في حديقه الانوار..الساعه الرابعه عصرا..
آمال:وانا انتظرك في هذة الساعه..
وحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان اللقـــــــــــــــــــــــــــاء
تلتقي العيون من بعيد..واخيرا تراه يقف امامها وبابتسأمته التي تملء اسارير وجهه..قوامه الرفيع..وملامحه الطفوليه..هكذا كانت تتمنى ان تراه..وتحقق حلمها بنبض قلبها الذي لم يتوقف لحظه امام خياله الممتد..
تتصافح الايدي بحرارة دافئه..وكأن تيار كهربائيا تخلل بين الانامل..
لحظات صمت..وترافقها بعض الضحكات..
كان نهار ليس كأي نهار..وملائكه الحب تحرسهما من كل ناحيه..
حتى الشمس تحترق لاجلهما..وهذا الشعاع الذهبي يلقي بنوره على وجه آمال..
يقول لها..هنيئا لك…انه ميلاد حب جديد..فلتعيشي هذة اللحظات..!
وتذكريني عندما اغيب..ويطل القمر يناجي حبك الابدي..
ولكن..الشمس لا بد ان تغيب..والقمر يسهر الليل بطوله ويودعنا لنلتقي بيوم جديد..كما هو الحب يأتي ويتقلب بين صفحات عمرنا..كطفل رضيع يتصارع للخروج للدنيا..ويرحل الحب عنا كذبول وردة فقدت عبيرها..
ويبدأ يوم جديد ولقاء جديد..ولكن هذة المرة مفاجأة لآمال..
تنتظرة كالمعتاد ..تجلس على المقعد الخشبي..تعد الثواني ليظر امامها..
فتراه من بعيد ولكن!! انه عمر بصحبته..عمر زميلها في المعهد..
اهيا مصادفه تجمعهما..ام صداقه تربطهما؟
يقترب رشدي ويطرح السلام عليها..بينما هيا تتأمل عمر الذي يقف صامتا
يختبأ منها..ولا يستطيع مواجهتها..
آمال:من اين تعرف عمر يا رشدي؟
رشدي:يجلس على المقعد بجانبها ويبدأ بالحديث..
سأخبرك الحقيقه كامله يا آمال ولكن لا تلوميني وقدري ظروفي..
آمال:حقيقه ماذا؟؟انا لا افهم ماذا تعني
رشدي:انا لست صاحب الرسائل الذي كانت تصلك….
آمال:امعقول!! لم اعد افهم أي شيء
رشدي:هدئي من روعك…في البدايه سأحكي لك القصه كامله..
عمر زميلك في المعهد..متيما بك منذ اكثر من سنتين..
الحياء منعه من مصارحتك..وكما تعرفين انه خجول لدرجه كبيرة..
(تفتح آمال فمها وتصغي لكلامه)
لطالما ضغطت عليه ان يكلمك فرفض..الى ان استطاع ان يكتب لك العديد من الخطابات..والتي كنت تقرأينها..
ولكني عنيد بطبعي..ولم اتحمل ان ارى صديقي ضعيفا في مواجه الحب..
بدأت اتحدث معك على الهاتف منتحلا شخصيته..وكان كلام الحب كلامه هو..
ولكن سرعان ما احببتك انا الاخر..ولم اعرف ماذا افعل..وصديقي الضائع لا يقوى على الدفاع عن حبه لك..تاركا لي الامر لاقرر انا!!
تنصدم آمال بهذة الحقيقه وتنهال دموعها على خدها..تصمت وتتكلم..
آمال:ماذا يعني هذا يا رشدي..هل انا احب شخصان في نفس الوقت؟!
انت وعمر في وقتا واحد..امعقول يا الهي؟!
تهرب آمال من امامهما..ويبقى الصديق وصديقه يعاتبان بعضهما..
ويتسائلان من هو الذي يستحق حب آمال..او من ستختار آمال من بينهما.؟
وفي هذة الليله تبقى آمال في غرفتها شاردة بما سمعت ورأت..
رافضه لمحادثه أي شخص من عائلتها او اصدقائها..
ما هو القرار الذي ستتخذة يا ترى؟
هل ستنفصل عن رشدي حبيب عمرها المنتظر..ام ترتبط بعمر الذي لا يعني لها شيئا..هل تختار الجسد ام العاطفه؟
تقرر آمال ان تختبر نفسها..لتقرر من ستختار في النهايه..
استطاعت ان تتحمل اياما بدون ان ترى رشدي..ولكن تلك العاطفة الجياشه
لم تستطع ان تحيا بدونها..فتشتاق لرسائلها القديمه..
تفتح صندوق ذكرياتها وتبدأ بقرأتها واحدة تلو الاخرى..
وبعد عدة ايام تقرر ويكون قرارها نهائيا..
عمــــــــــــــر هو من سيملك قلبها الوحيد..ولن تتردد في ان تبعد رشدي عن طريقها..كانت تحيا في وهم..واخيرا تفتحت امام عينيها الحقيقه العاريه..
واختارت العاطفه لانها اسمى وارفع من ان تختار جسدا لا يميل لها روح ولا تنبض لها مشاعر..
فإذا كان الخيار لك انت ماذا سوف تختار؟ ولماذا؟
تقبلو تحياتي
اخوكم علاء الخطيب
!"""" منقول """" !
لدي طلب ما اظن منكم ان تردوني فاشل ممكن تساعدوني في ازاله اللقب عن اسفل اسمي
الاول عنده عاطفه ولا كنه لا يملك الشخصيه القويه فكيف له ان يعيش حياه مع من يحبها وهو مطمئن وهى ايضا مطمئنه
والثانى يمكلك اللسان والجسد والحيويه ولكنه فقد ثقه صاحبه فكيف لها ان تطمئن له انه ايضا لا يتخلى عنها ويخونها
ارى ان الشخصيتين يؤديان شخصيه واحده تتمناها اى بنت ولكن كل واحد منهم لحاله لا يشبع رغبات بنت لها احلام وطموح بزوج تتمناه
ما كتبت من تعليق على هذا الموضوع كان في ذهني وهو الصحيح 100%100 اشكرك على المناقشه الرائعه خيتو
وليد الباسل هههههههههه
عذرا" اخي وليد ومشكور مره ثانيه
لان اذا وجد الحب لامكان للعيـــــــــــــــــــــوب تحياتي
اها حلو يعني سار عندنا اختلاف في الاراء مشكوره خيتووو