عندما تتناثر زخات المطر هنا وهناك.. عندما تلتطم قطراته على ما راكمته من ماء محدثة تموجات رقيقة! تنساب على بعضها البعض.. قطرة تلو الأخرى.. تتسابق لعناق أرض قد فارقتها زمانا!!!!!
تأملت المنظر.. وابتهج قلبي لهذا اللقاء الحار!!! فتبسمت! وبينما أنا مبتسمة منشرحة بهذا المنظر العطر، إذ شعرت بظلمة لبدت المكان!!!! فرفعت رأسي للسماء!! لأراها وهجمة مسودة!!!!!
فتلاشت البسمة من شفتي.. وشعرت بانقباض في نفسي..
أوتبكين يا سماء؟
فأجابت بصوت "رعدها المزمجر" ولما لاأبكي؟!! لقد ضقت ذرعا بما أراه منكم!!
منا؟!! ومن نحن؟!!
أجابتني: أنتم البشر!! أعدمتم كل جميل كنت أتأمله من هنا… أعدمتم الوفاء.. أعدمتم الصدق.. أعدمتم الفضيلة.. وكل معاني الجمال!!! فلم أعد أرى سوى الخيانة! الخداع! النفوس الضيقة!… فبكيت لأشكي للأرض ما رأيت وتشكو هي لي ما حصل عليها!!!!!!
تأثرت لحديث السماء.. وتكدر صفو فكري.. وشعرت بضيق يسري في عروقي.. فتوجمت!
وما إن رأتني السماء واجمة حتى رأيت ابتسامة "برقها" تشع نورا علي! فتعجبت لأمرها!!!!!
أوتبتسمين يا سماء وهذه الدموع تذرف منك!!!!!
فأجابتني: ولما لاأبتسم وأنا أرى خير بكائي؟!
خير بكائك!!!!!!!
نعم…. إني لأبكي فيحيى الوادي بدموعي!!!! وتحيا الأرض به!!
إذا ضقت بهذه الدنيا فابكي.. ولكن اجعل من هذا البكاء خيرا… وكلما ذرفت دموعك فاجعل الإبتسامة تشق طريقها بين الدموع.. فلعل غيرك يحيى بابتسامتك!!
بعدها بدأ العناق بين قطرات المطر والأرض يتلاشى….
وبدأت قطرات المطر بالإبتعاد عنها…. ورحل المطر ثانية.. ولكن قبل أن يرحل، التفت إلى أرضه وأودع فيها هدايا لها ولنا!!!!!
ووعدها بالعودة…!!!!!!!
خالص حبي
الوجود
متمنياتي لك بالتوفيق
في امان الله
كلمات خطت نقاءا وصفاء
رائعة بهدوء يأخذ ألألباب
تكلمت بالكثير الذي حملته بين طياتها ألأمنيات
لكي تصرخ بكل أصواتها
منطلقة من قلبي أو من قلوبنا جميعا
وتمنيت مثلها أن أذرف دموعا تلتقي بأرضي
أو بأي أرض أخرى لا تعرفني00
0
0
الوجود
0
0
شكرا لهذا النبض
ولهذه الكلمات الرقيقة
ألف شكر لك
ولروعتك