وتحت ضوء القمر
هناك
عند الأصيل
لألتقي الخليل
بين الأكمة المتناثرة
والشواطئ الساحرة
بجوار أنين الأمواج الدافئ
وشخير البحر الهادئ
التقيتها
وكان اللقاء
أخذت تزحف نحوي
تتمايل
لتجر ثرى الشاطئ
بمخالبها المتعرجة
وكأنها حيوان مفترس
قد عاد من رحلة صيد خاسرة
كنت انظر إليها
غير مدرك ما أرى
فعزفت دموعي في شراهة
فأحسست بضيق المساحة
فإذا بالنسيم
وكأنه تنور لا يرحم
وتخيلت البحر
وكأنه بركان شر عرمرم
وذاك القمر
شهب يعدو نحوي
كأني أبرهة الأشرم
حينها
أخذت اقبض بكفي
على حبيبات الشاطئ المنسدل
وأتحسس قلبي
فغدا كطبل قرع لحرب لا ترحم
وفجأة
هاهي تقترب ببطء شديد
وكأنها احد مصاصي الدماء
لتصبح أنيابها أعمدة بيضاء
حادة المنظر
يقطر منها لعاب الانتقام
فكرت في الهرب
وكان للنجاة هو الأقرب
التفت مسرعا
لأعدو للورى
فإدا بي ارتطم بجدار زجاجي
فلست ادري ما جرى
ألصقت ظهري بالجدار
لأعاود الفرار
وما زالت تجر جسدها القاتم
وأنا دون حراك واجم
يلمع من عينيها الحمراوتان الشرر
وكأنها مدمنة خمر
وفمها الوحشي
يرسم التكشير
فأيقنت أن ألأمر خطير
صرخت .. ولكن
حتى الصدى لم يرعني سماعا
أفقت من روعي
فأخذت حفنة من الثرى
لكي أمنعها من النظر
لكن لا مفر
لا زالت تتجه نحوي
عند ذلك
أيقنت في القريب
سأصبح عند البشر غريب
سأغدو مصاصا للدماء
وذوا أنيابا سامة
يكسوها اللعاب الكثير
والشكل المقزز المثير
أحسست بالغثيان
كنت أفكر كيف سأصبح
وكيف يكون شعوري
حينها …
استيقظت من تفكيري
لأجدها تقربني بخطوة لا غير
لتفتح فاها
وتندي ماها
فصرررخت
وفجأة
أجد نفسي جالس على السرير
فشكرت ربي على البقاء
وأعذت به من الشقاء
وصلت عبر الايميل
ارق التحايا