خبزة الصاج
ياجماعة الخير .. ما فيه أفضل من أن الواحد في البر إذا كان كل شيء من طعامه من إعداد يده، يصير كل شي فيه لذة لو لم يكن بتلك الدرجة من الإتقان (يعني حوسة)، لكن يحس الإنسان أنه بإمكانه التعايش مع الصحراء في أي مكان وفي أي ظرف ..
عملنا في هاليوم هو عن طريقة كثيرا ما يحتاجها رواد البر، بل ويلجؤون إليها في بعض الأحيان غصبا عنهم !
وهي تخدم بالدرجة الأولى من يمكثون منقطعين عن المدينة فترة طويلة؛ أمثال من يذهب للربع الخالي للقنص مثلا، أو من تكون رحلته البرية طويلة من دون أن يمر على قرية أوهجرة توفر له بعض المستلزمات ..
وهي عمل الخبز في البر على الصاجة
لأنه من المستحيل أن تكون وجبات الواحد في طلعته مقتصرة على الرز واللحم أو الدجاج!! لأنه سيتناول المعلبات حتما، ما تسمى بالنواشف وحينها سيحتاج للخبز، سيقوم بعمل مرقة خضار أو غيرها من الإدامات فحينها سيحتاج للخبز، سيحتاج لعمل مشوي اللحم أو الدجاج فسيحتاج للخبز، سيحتاج لعمل مقلقل اللحم أو الكبدة فسيموت قهرا إن لم يجد خبزا .. إضافة إلى ذلك فإن لها محبين يفضلونها على الخبز الجاهز بكثير ..
نبدأ في الشغل .. مستعدين، باسم الله :
طبعا مافيه فرن ولا فيه تنور ولا عندك باكستاني بيسنع شغلك .. أنت أمام الأمر الواقع ..
أنا أتوقع أنك إذا أتقنت عمل الخبز، فستدمن عليه إدمان حقيقي ( مثل ماهو الحاصل مع محدثكم !! كفانا الله وإياكم شر الإدمان)
طبعا عمله إما بالدقيق الأسمر "البر" أو بالدقيق الأبيض، والأخير هو المفضل لدي مع الإدامات والمقلقل والكبدة وغيره .. مع العلم أنه لا يقارن بفائدة البر أبدا ..
أما الدقيق الأسمر (البر) فيفضل في عدة أمور كوجبة الإفطار مع الحليب أوالزنجبيل أوغمسه في العسل والسمن في الشتاء .. ياسلاااام
وعلى العموم الاثنين يصلحون لجميع الأغراض، وكما قال الشاعر : ( كل وشهوته
هذي صورة المقادير لثلاث خبزات فقط، والتي حرصت أن تكون غالبا في متناول أي عزبة أو بإمكانه إضافته فيها :
كاس بحجم كاس الجبن القزاز – صاجة حديد التي تستخدم للمقلقل، وإن حصلت مقرصة صغيرة فشي حلو ماء دافئ حسب الحاجة – نصف فنجان زيت – دقيق أبيض أو أسمر حسب الرغبة – ملعقة صغيرة خميرة – ملعقة كبيرة حليب بودرة وبالإمكان حليب سايل إن بغيت يكون الخبز أكثر بياضا (غير ضروري) – نصف بيضة (غير ضروري) – ملعقة صغيرة ملح – سكر (غير ضروري وحسب الرغبة) ويزاد إن أردت أكله لوحده العصرية مع الشااااااي الخادررر، لكن لا تزود على فنجان سكر في هذا المقدار، وبالإمكان الاستغناء عنه تماما ..
هذي صورة للمقرصة وبجانبها صورة للصاجة .. شفتوا الفرق، لكن من يشيلها كل ما طلع للبر؟
طريقة العمل :
أولا: لابد أن تضع في اعتبارك عدد الخبزات التي تريد خبزها وهذا راجع لعدد الأشخاص الموجودين، فالغالب أن لكل واحد خبزتين تكفيه ..
وعندنا معلومة مهمة أيضا .. أن الكاس سوف يوفر لنا حوالي ثلاث خبزات بالتمام، طبعا الخبزة تبي تكون بحجم قطر الخبز المنفوخ، حتى تتمكن من ضبط استوائها على الصاجة أو على المقرصة.
ثانيا : نحضر بادية صغيرة ونضع فيها الملح والزيت والخميرة والماء، وتحرص على أن يكون الماء دافئا حتى تضبط العجينة وما تاخذ وقت في انتفاشها وخصوصا في الشتاء ثم نحرك الجميع مرة واحدة حتى يذوب الملح إن كان خشنا مثلا .. ثم نسكب الجميع على قدر أكبر يكون موجود فيه الدقيق وعليه الحليب البودرة (غير ضروري)، يخلط الجميع ويزاد الماء حسب الحاجة ..
وليكن في الاعتبار أن تبقي قليلا من مقدار الدقيق جانبا حتى تضيف حسب الحاجة .
اخلط العجينة باتجاه واحد حتى ما يدخلها الهواء وتفسد عليك العجينة ( واسألوا المعزبة إن لزم الأمر ) حتى تبدو متماسكة (وكلمة متماسكة أكيد ستحتاج لمعرفة المراد منها من المعزبة) الأهم ألا تكون العجينة خفيفة – كثيرة الماء – تلتصق باليد بمجرد اللمس، وألا تكون ثقيلة بحيث تتعبك في عملية الخبز وانتفاش العجينة، بحيث إن كانت العجينة خفيفة في حالة فردها ستتفكك وتتمزق، وإن كانت ثقيلة فلن تنتفش العجينة، وستجد مشكلة استواء العجينة، فلتكن بين الحالتين
ثالثا : بعد عجنك للعجينة غطها فورا وضعها في مكان دافئ غير معرض للهواء، وبعد ربع ساعة اعجن العجينة مرة ثانية، ثم اقسم العجينة إلى ثلاث أقسام، أو أقل أو أكثر حسب رغبتك. ثم اتركها مرة أخرى ساعة أو أكثر أو أقل حسب برودة الجو ( في الصيف تقل المدة وفي الشتاء تزيد ).
رابعا : بعد المدة المحددة سوف تجد أن العجينة قد تضاعف حجمها بفعل الخميرة، ولم يتبق سوى خبزها. أشعل الغاز (ولم أقل الحطب لأنه سيتعبك كثيرا وسيحرق عليك الخبزة ) وضع الصاجة عليه حتى تحتمي .
خامسا : (أهم نقطة وهي زبدة الموضوع) وهي عملية خبز الخبز، فهناك عدة طرق منها :
– فرد الخبز خارجا على طاولة أو صحن ومن ثم وضعها على الصاجة.
– ومنها فردها بواسطة اليدين في الهواء وهنا تحتاج لمهارة وتدريب، لكن ليست بتلك الصعوبة.
وفي حالة فرد الخبزة على طاولة أو صحن فلابد دهنه بقليل من الزيت أو يفضل رش قليل من الدقيق حتى لا تلتصق العجينة بالطاولة ..
صورة لفرد العجينة على صحن، وصورة لفردها بواسطة اليد
ليكن في اعتبارك أن الخبز على الصاجة لا يمكنك من وضع العجينة وهي سميكة بل لابد من جعلها أخف حتى تتمكن من استوائها، وهنا يجب أن نجعلها بين سمك الخبز العادي التنور وبين سمك القرصان أو أسمك بقليل أيضا .. ولابد من تخفيف الغاز حتى لا تلهب العجينة فتحترق من دون استوائها ..
ولمن سوف يقوم بفرد العجينة باليد في الهواء سوف يواجه مشكلة ثخانة الأطراف، ويحاول قدر الأمكان أن يرهفها. وحاول ألا تكون بجوار تيار هوائي أو مكيف لأنه سيفسد عليك العجينة وسيجفف الخبزة .
صورة للسمك المتوسط لخبز الصاجة
سادسا : بعد وضع العجينة على الصاجة بإمكانك بحركة سريعة عمل ثقوب بها وترهيف الأطراف الثخينة ووضع السمسم أو غيره – إن رغبت – .
سابعا : يستحسن أن يكون هناك شخص بجانبك يساعدك في إعداد الخبزة التالية حتى لا يستغرق وقت الإعداد طويلا، وألا تنشغل عن الخبزة الحالية.
ثامنا : في حالة بدو الاحمرار "التشقير" على الخبزة من الأسفل اقلب الخبزة على الجانب الآخر (وأكرر أن يكون الغاز على أدنى درجة وخصوصا على الجانب الآخر) .
تاسعا : كرر هذه الطريقة مع جميع الخبزات .
عاشرا : بإمكانك زيادة هذا المقدار مع زيادة الأشخاص، ولتتذكر أن لكل كاس دقيق سوف يوفر لك ثلاثة خبزات متوسطة الحجم ..
أخيرا .. لا يسعني إلا أن أشكر الجميع على حرصه لخروج هذا الموضوع، وكما قيل : "تمخض الجبل فولد فأرا
" فاعذروني على القصور وعلى هذه العجالة في الإعداد ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذي صورة والعدة كاملة من مقاميعوا .. للدليل على إمكانية حمل جميع هذه الأغراض في عزبة واحدة .
من الآن وصاعدا ..
لن تقول : ( أو
وووووووو!! نسينا الخبز )
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووول