ذكريات ايام الدراسة 2024

بالنسبة لي .. كنت شقيا في حدود .. كنت أشارك أصدقائي عبثهم بالمدرسة لكني كنت أفعل أقلها خطورة ..

لذلك فلدي الكثير لأقصه .. لكن الوقت لا يسمح لأكتفي بواحدة بسيطة :

في السن السادسة من عمري .. كنت متعودا على أن يرافقني أحد أفراد العائلة للمدرسة .. وكثيرا ما كان يفعلها جدي .. يرافقني

فتستغرق نصف ساعة بالطريق ..وفي يوم قررت أني أذهب لوحدي .. رفضت أمي لكني أصريت إلحاحا (كما قال عادل إمام ) ..

فذهبت .. وأنا بمنتصف الطريق تقريبا أرى على بعد أمتار مجموعة من الكلاب الضالة جالسة في وسط الطريق .. قلت بنفسي

" أنا رجل " وذهبت لكني ما إن اقتربت منهم حتى أحسست بكره أحدهم لي .. الذي بدأ يصدر صوته المخيف .. فاستدرت وبدأت

أمشي عائدا ببطء فأحسست أن صوت النباح بدأ يقترب مني .. وأحسست أيضا أن الكلاب التي كرهتني كثيرة .. فركضت بأقصى

سرعتي .. لم أتعثر كما يحصل بالأفلام .. بل جريت وجريت وجريت .. وحين التفتت وجدتهم توقفوا عن اللحاق بي .. ولم أستوعب

حينها سبب توقفهم .. وفهمت لاحقا أنهم يحمون فقط منطقتهم ويخافون الابتعاد عنها .. ورجعت للبيت بعد أن امتلكت أنفاسي ..

تسألني الوالدة متفاجئة عن سبب رجوعي .. فقلت لها أن المدرس لم يحضر … فنظرت للساعة على الحائط واستغربت .. كون

الساعة لم تصل بعد الثانية زولا .. ودخول الحصة المسائية يكون من الثانية زوالا إلى الخامسة .. فقلت لم تأتي فحسب ..

فلبست ملابسها وذهبت بي لنصادف سوية الكلاب التي كانت تلاحقني .. لم أعلم حينها هل كانت والدتي خائفة حينها أم لا

لكنها كانت واثقة الخطوات .. مررنا بجنب الكلاب وأنا أرتجف خوفا .. وكانت كل الكلاب ترمقني بنظرة كره وتصدر صوتا غير النباح ..

ولا زالت ترمقني حتى تجاوزناها .. كأنها تقول بنفسها : سنراك لاحقا ..

طبعا فهمت أمي القصة بمجرد أن أدخلتني الحصة متأخرا . وحين عدت بعد الخامسة بدأ أفراد العائلة يتغامزون حولي ويشيرون

بكلمات سخرية .. كنت أحس أن هذه الكلمات تخصني وأنهم يتكلمون عني لكني لم أعلم ذلك إلا بعد أن كبرت سنوات وسنوات ..

لا زلت أتذكر هذه الحادثة وكأنها حديثة .