( 1 )
معرض الفن البابلي
د . عدنان جواد الطعمة
باب عشتار
دعينا مساء السبت الموافق في 1 / 12 / 2024 من قبل عائلة ألمانية صديقة في برلين للإحتفال بإحدى المناسبات العائلية في أحد الفنادق الواقع على بحيرة فانسيه Wannsee .
فلم يكن ببالنا أبدا القيام بزيارة متاحف برلين . و لم آخذ معي كامراتي لأننا حجزنا تذاكر السفر بالقطار ذهابا السبت والعودة مساء الأحد في وقت متأخر .
بداية عمليات الحفر و التنقيب الألمانية
غادرنا الفندق سان سوسي Haus Sanssouci في حدود العاشرة صباح الأحد باتجاه محطة برلين للقطارات الرئيسية . و عندما قرأت الإعلانات عن وجود معرض الفن الإسلامي في متحف برجامون سلمنا حقائبنا للحفظ في الخزانات الخاصة بالمحطة و ذهبنا بالقطار إلى جزيرة المتاحف قاصدين متحف برجامون العظيم .
مخطط باب عشتار
و بعد شراء بطاقات الدخول إلى أقسام و أجنحة المتحف ، إتجهنا إلى جناح الشرق الأوسط المعروضة فيه القطع الفنية افسلامية و آثار بابل الفخمة و خاصة باب عشتار الشامخ و طريق أو شارع المواكب .
جانب من شارع الموكب
وكان باب عشتار الفخم و الشامخ يتصدر القسم بهاءا و جمالا و فنا وإبداعا بنقوشه البارزة الملونة و المزججة الرائعة .
وفي تلك اللحظات قلت لزوجتي ينتابني الآن شعور مزيج بالحزن و المرارة و الألم لعدم وجود هذه الآثار التاريخية النادرة لحضاراتنا العراقية في الوطن العراق ، و شعور بالبهجة و الفرح و السرور بأن هذه الآثار موجودة سالمة في هذا المتحف ، لكي تتطلع عليها شعوب العالم الوافدة إلى برلين من ناحية أخرى .
بقايا برج باب عشتار
فلو كانت هذه الآثار البابلية موجودة في العراق ، لدمرت بالقصف الجوي و المتفجرات أو سرقت كافة مثلما حصل ذلك في اليوم العاشر من نيسان عام 2024 بعد سقوط النظام السابق بمحتويات المتحف العراقي في بغداد من قبل العصابات المجرمة .
حزنت كثيرا لعدم أخذ كامراتي معي لإلتقاط كل حجر و قطعة فنية عن حضاراتنا العراقية و عن الحضارة الإسلامية المجيدة ، لكني اكتفيت بشراء بعض الكتب و الكتالوجات و دي في دي DVD عن تاريخ هذا المتحف و محتوياته .
ترتيب القطع الصغيرة الملونة للرسوم البارزة عام 1928
شارع الموكب و باب عشتار
إبتدأت بعثات الحفريات الأثرية الفرنسية في الفترة الواقعة 1851 – 1854 م بحفر منطقة آثار تل القصر في مدينة بابل و جمع القطع الفنية الملونة . و في ألمانيا إعتقد المختصون بأنه لا تزال بقايا من هذه القطع الفنية و الأحجار الملونة المزججة موجودة بالقرب من هذه المنطقة المحيطة بتل آثار القصر .
زخارف قاعة العرش بالقصر من الآجر المزجج القرن السابع أو السادس قبل الميلاد
و قد خولت البعثة الأثرية الألمانية من قبل متاحف برلين الملكية عام 1887 ميلادية كلا من روبرت كولدفي Robert Koldewey و أدوارد سخاو Eduard Sachau للقيام باعمال البحث و التنقيب عن الآثار في منطقة مدينة بابل .
قصر مردوك
و في ذلك الوقت سعى الألمان على منافسة القفزة العلمية للحفريات الفرنسية و البريطانية , و على ضوء ذلك تأسست الجمعية الألمانية الشرقية في يوم 24 شباط / فبراير عام 1898 ميلادية لدعم البعثات الأثرية الألمانية ماديا و معنويا .
ولدى وصول البعثة الألمانية إلى منطقة بابل وجدوا فعلا بقايا آثار مدينة بابل موجودة لن تمس و لها أهمية تاريخية و خاصة الأحجار و الجدران و الرسوم الملونة و المزججة .
خارطة مدينة بابل 600 سنة قبل التاريخ الميلادي
بدأت الغزة الأولى ( غرس ) بالمسحاة في مدينة بابل في يوم 26 مارس عام 1899 م .
لقطة جوية لآثار معبد بابل
تسلم قيادة بعثة عمليات الحفر في بابل المهندس المعماري روبرت كولدفي ، و وقف إلى جانبه كل من المهندس المعماري فالتر اندريه Walter Andrae و عالم اللغة المختص باللغة الآشورية برونو مايسنر Bruno Meissner .
أسد بابل على جدارا
إستمرت عمليات الحفريات الأثرية حتى عام 1917 م . و قد إستعانت هذه البعثة الأثرية الألمانية بأيدي عمال عراقيين بلغ عددهم 200 إلى 250 عامل .
كانت حصيلة عمليات الحفر الأثرية أكثر من عشرة آلاف قطعة صغيرة و كبيرة التي تعتبر للبعثة غنيمة علمية إن لم نقل سرقة آثار عراقنا الحبيب .
إزالة الأملاح عن آلاف القطع الفنية
المراجع :
1 – Joachim Marzan : Das Ischtar-Tor von Babylon. Staatliche Museen
zu Berlin, Vorderasiatisches Museum.
2 – Pergamonmuseum, Berlin 66 Meisterwerke, Staatliche Museen zu Berlin-Preussischer Kulturbesitz, 2024 Berlin.
3 – دكتور ثروت عكاشه :تاريخ الفن – الفن العراقي القديم سومر و بابل و آشور ، المؤسسة العربية للدراسات و النشر ، دون تاريخ .
ألمانيا في 17 نيسان 2024
ويالا جمالك عشتار…
تمنيت ان تكون من تصويرك الخاص..
لكن بوصفك وصلنا المضمون..
شكري الخاص لك…