.. طحالب مذهبة , وأخرى فضية .. وطحالب حمراء وخضراء حتى أن العناكب قد غادرت السقف
إلى جهة مجهولة .. من الرطوبة .. كان الصمت يخيم على كل زاوية من زوايا الزنزانة .. ويعيش
معه .. كان الصمت بالنسبة له هوايته الوحيدة .. فهو منذ أن دخل السجن لايتفوه بكلمة .. أحيانا
يكتب جملا لامعنى لها .. وعندما ينتهي من الكتابة يمزق مايكتب فيشعر بالرضى الكبير.. ثم ينام!
ذات ليلة استيقظ من نومه على أثر صداع .. صداع شديد , كان كابوسا مزعجا قد داهمه : امرأة
عجوز قبيحة المنظر مدت إليه أصابعها العجاف وقادته إلى المقصلة نهض من فراشه .. ومن خلل
النور الخافت المنسل من النافذة حاول أن ينظر إلى ساعته التي توقفت عن الدوران منذ أعوام ..
الحزن كان يقاسمه يومه لحظة بلحظة .. وهو لايكاد يفتح عينيه بسبب ذلك الصداع ..عاوده حلم
قديم .. كان يجلس عند الشاطىء على حافة البحر .. يتمنى أن تخرج إليه حورية البحر تأخذه إلى
مدن مائية عميقة .. تجعل منه أميرا في قصر بلوري .. بيده صولجان من ذهب وألماس ومرجان..
يمتد سلطانه على كل البحور والمحيطات .. يحكم الإنس و الجن والأسماك .. ضحك في داخله من
حلمه الطفولي .. تحرر من بلادته وقاوم صداعه .. وقد نسي كل ا لكلمات .. كل المفردات .. كل
الأسماء .. الا اسمها .. جن جنونه بها وذاب ولها عليها .. كان كل من زاره في سجنه يرى في
عينيه صورة حلمه القديم .. كان الصمت مثل بركان يتقد داخله .. يتحدث مثل إنسان يعرف فلسفة
الصمت .. على أساس لغة مطلقة ذات مفاهيم نفسية عميقة غير مدركة ..
التوقيع :
اسلوب رائع و جدته هنا
طبت و طابت حرووفك
كن بخير
كلمات رائعة وجدت هنا
رفم الحزن والالم
فلسفة عجيبة
وحروف ساحرة
دمت ودام سحر قلمك
تحياتي
دموع ألم