يا من رحلت وتركت لي هذه الأزهـار
لازلت أحملها مذ أعطيتني أياها
ولا زلت أستنشق عبيرها الزاكي
ولازلت أتغزل في وارف اوراقهـــا
ولازلت أسقيها من دموعي ومن دمي
هي بيني وبين ظلي في حيــاتي
وهي بيني وبين كفني في مماتي
وهي بقيتي من ميراث الانبياء
فأن اعجبك مني هذا الوفـــاء ؟
فجازني به وأنقذني فأني لا أعلم لماذا كلما أردت الكتابة عنك
ارتعدت كل فرائصي
وشلت جميع أصابعي
وانعقد لساني الفصيح
وتجمد فكري الــدافئ
وتوارى بياني الساحر
ولجأ الى الصمت قولي
وخضع الى السكون فعلي
حتى أحترقت كل أوراقي البيضـــاء
وأرتد الي القلم خاسئا وهو حسير
أخبرني
كيف نقلت عقلي من أعلى مراتب الحكمـاء الى أقل درجات السفهاء
وكيف أخذت قلبا من أعز قلوب العاقلين وأسكنته أردى منازل الغافلين
ما هذه اللعنة السوداء المخيفة التي حلت بكل جوارحي ؟
ومــا هذه الهزة المفزعة التي أستقرت بين جــوانحي ؟
بل ما كل هذا ؟
لماذا لا تجبني ؟
أين أنت ؟
ألا تسمع ندائي ؟
أم هل نسيت صوتي ؟
أم أنك تتجاهلني ؟
ليس أمامي اذا سوى القول بأني قد أكثرت عليك الاسئلة الحمقاء ؟
فدعك منهـا , وسأستبدلها بسؤال واحد فقط
فعدني باجابته أرجوكـ
فما أنا بسائلك بعد الآن
لماذا كلما ترائت لي ذكراك , تلاشى كاتب من زمن آخر ؟
بقلم : كاتب من زمن آخر
سلمت الايادي
لك مني اطيب تحية
لا خلا ولا عدم