نقدم لكم في هذا المقال بعض النصائح التي تجعل معنوياتك عالية وتجعلك تشعر بالثقة والسعادة.. هذه السعادة التي تجعلك أكثر عطاء وقدرة على إسعاد الآخرين:
– حاول اكتشاف قدراتك، تأكد من قدراتك العقلية والجسدية على فعل كل ما هو مطلوب منك في العمل، حاول معرفة رأي زملائك والذين من حولك عما تؤديه من أعمال، يجب أن تسأل أقرب الأقربين إليك لأنه سوف يقول لك الحقيقة حتما ولن يخفي عنك أي سلبيات في عملك، أو في شخصيتك. وعبر آراء أعز الأصدقاء يمكنك استيضاح الطريق ليكون سالكا في المستقبل.
– ضع قائمة تضم أعز الأصدقاء لزيارتهم بمنازلهم، فإن لقاء الأصدقاء في النادي أو في العمل ليوطد العلاقة بما في الكفاية، ويا حبذا لو شملت الزيارة عائلتك، إن توشيج العلاقات لا يتم في الأماكن العامة، إنها تعتبر مكانا للترفيه وتقديم بعض العلاقات الجانبية، ولكن العلاقات الوطيدة يجب أن تتم بتبادل الزيارات المنزلية بحيث تزيد فرص التقارب وازدهار العلاقات الحميدة والودودة.
– حاول إظهار كل مكامن القوى الكامنة في نفسك، وإبعاد شبح الضعف الذي يحاول أن يهمن على روحك، حاول حصر جميع الأعمال الموجبة التي قمت بأدائها وتنفيذها، كل العلاقات الجديدة التي اكتسبتها وهل استطعت الوصول لقلوب الأصدقاء الجدد؟
– تحاشى المقارنة السالبة: الإنسان بطبعه يحاول المقارنة بينه وبين الآخرين، وهو بطبعه يحاول تكبير حجم المقارنة أو تصغيرها سواء أكانت سالبة أم موجبة، ولكن الشخص الذي يتمتع بشخصية قوية يحاول أن يكون متفردا في خصاله وأعماله، يجب ألا يركن للمقارنة بينه وبين أصدقائه أو زملائه، وأن يؤمن بأن لكل إنسان طريقا وقدرا يجب أن يسلكه، وأن يحاول هو قدر جهده سلوك ذلك الطريق المختط بكل قناعة ومعنويات مرتفعة دوما.
– توقف عن نقد ذاتك ودواخلك: بعض الناس يسقطون كل الأخطاء الحادثة على أنفسهم ويظلوا يذكرونها لكل شخص يقابلهم، يندمون على ما حدث ويعذبون ذاتهم، يجب الابتعاد عن تعذيب الضمير ووخز النفس.
– عدم لوم النفس عما حدث سابقا: دع الماضي وعش حاضرك، فالماضي قد ولى ومضى ولن يعود أبدا، افعل ما يمليه عليك ضميرك من خير وبعدها لا تلتفت للماضي، ابذل أقصى مجهود حتى لا تتسبب في إيذاء أحد أو حتى مضايقته، فإذا تأكدت من مسارك الخير فلا تلق بالا إلى ما سوف يحدث بعدها فإنك عملت الخير ولا شيء سوى الخير.
– وإن لم يدرك ذلك الشخص أنك كنت تنوي عمل الخير إلا مؤخرا، فإنه حتما سوف يرجع إليك أكثر حبا ومودة، اجعل ضميرك صافيا تجاه الغير، حتما سوف ترتاح نفسك وتريح كل من حولك، اجعل ضميرك صافيا كاللبن، وبعدها لا تلتفت وراءك قط.
– تأكد أن كل معاناة واجهتها في حياتك سوف تكون زادا لك في حياتك المستقبلية، إن النار الملتهبة تعيد صياغة الحديد الصلب ولكنها لن تغير من مكوناته، وهكذا هي المعاناة في الحياة، فإنها تعمل على صياغة الشخصية لتصبح أقوى وأنضر لمقابلة كل ما يواجهها من مصاعب ومشكلات.
– حاول جهد طاقتك المحافظة علي هدوئك في الأوقات الصعبة والحرجة، لا تخف ولا تضطرب، فالحياة ليست مادة فقط وإنما هي مجموعة من الصفات الكريمة وأنت تمتلك معظمها فما الذي يخيفك؟ أنت تمتلك حب الله وحب الوطن وحب العالم أجمع، إذن أنت تمتلك كل الدنيا!!!
– حب نفسك أكثر وأكثر، وحب الآخرين، أي كل من حوله سواء بالعمل أم بمكان السكن وبكل المدينة التي يسكنها، ليمتد ذلك الحب لكل الوطن. يجب تغليف ذواتنا بغلاف الحب وذلك عبر معرفة أحوال كل من حولنا، نبادلهم الشعور ونقف معهم في السراء والضراء، حينما يدرك أي فرد أنك معه في سرائه وضرائه فإنه سوف يخبرك بمكنون قلبه ولن يرتاح قلبه إلا أن تعرف ذلك الأمر، اعرف قربك من الآخرين حينما يكنون لك بمكنونات قلوبهم. إن الإنسان القوي قوي بكثرة أصدقائه، قوي بحبهم له، ولا يشعر الإنسان بتلك العاطفة إلا عندما يصيبه مكروه، فإن الأصدقاء يقفون معه يشاركونه تلك العاطفة.
– حاول المحافظة على مرحك ومزاجك الضاحك: حاول أن تحافظ على مزاجك الضاحك حتى في أصعب المواقف، لا تزهق ولا تتضجر، فإن المشاعر القاسية على النفس تصيب الإنسان بالأمراض الخطيرة، لذا أكثر من زيارة الأصدقاء الذين يحبون المرح والضحك، زر المسارح الكوميدية الهادفة، اقرأ الكتب الكوميدية والساخرة، إن الضحك والمرح حسب قول العلماء يفيد صحة الجسد وأنه يعمل على تقوية جهاز المناعة، كما أن الحزن الدائم يحطم جهاز المناعة ويكون سببا للكثير من الأمراض الخطيرة.
– صديقي القارئ، اجعل الحب عنوانا لوجهك، ابتسم في وجه كل إنسان يقابلك، امنح الحب لأي شخص تربطك به رابطة أيا كان نوعها، وأن كل إنسان بلا شك سوف يشعر بهذه المشاعر التي تحملها.
إن مشاعر الحب لا تتطلب بذل المال وإنما فقط تحتاج للعاطفة، أي أنها لن تكلفك غاليا، وتأكد بعدها أنك سوف تعيش سعيدا، فالعاطفة هي الكنز الذي يغذي روحك بالحب والجمال ويصفيها من كل الشوائب التي تعكر صفوها سواء من الناحية المادية أم المعنوية.
وإنني أتذكر امرأة موسرة كانت بإحدى القرى النائية يعمل زوجها مديرا لأكبر مشروع بتلك القرية، كانت تحب الجميع بتلك القرية، تشاركهم في أحزانهم ومسراتهم، تساعد المريض والفقير، دائمة الابتسامة، معنوياتها مرتفعة دوما، أحبها كل من في القرية.
كانت تشارك في كل الأعمال الخيرية المقامة بالقرية من دعم للمدارس ورياض الأطفال، وتشارك في كل ورشات العمل الخاصة بدعم قدرات المرأة والطفل بتلك المنطقة، ساءت الأحوال وانهار المشروع الذي كان يعمل به زوجها، غادرت المنطقة ليفقدها الصغير والكبير بتلك القرية ولكنهم ظلوا يذكرونها ولا ينسوا أفضالها وحبها للخير، وبعد عشر سنوات أتت لزيارة تلك القرية، كان قدومها عرسا لتلك القرية، ازدهت المشاعر وبكت القلوب فرحا، كانوا يحضنونها ويبكون الدقائق الطوال، إنني شاهدت ذلك المنظر حينما رافقناها لزيارة بعض المنازل بالقرية، لم يلقوا لنا بالا ولم نستطع أن نلقي عليهم التحية، وجاشت مشاعرنا تأثرا بذلك المنظر، نزلت دموعنا لتثبت نبل تلك المشاعر الجميلة والحبيبة للنفس.
__________________
الله يعطيك العافية
جزاك الله خيرا