مغامرتنا و رحلتنا إلى منجم ميركيرز بعمق 800 مترا تحت الأرض
د . عدنان جواد الطعمة
بمناسبة مرور 16 سنة على زواجنا قررنا القيام برحلة لمدة ثلاثة ايام إعتبارا من 1 إلى 3 أبريل 2024
لزيارة مدن باد سالتسونجن Bad Salzungen و منجم أملاح البوتاسيوم ميركيرز و متحف هيرنجن و جبل
مونته كالي Monte Kali لأملاح البوتاسيوم و مدينة باد هيرتسفيلد Bad Hersfeld وقصر و مزرعة آيشهوف .
حجزنا غرفة في أحد فنادق مدينة سالتسونجن للسياحة والراحة والإستجمام والإستحمام .
تحركنا بسيارتنا في تمام الساعة الثامنة صباح الجمعة الموافق في 1 ابريل 2024
حيث وصلنا مدينة سالتسونجن في تمام الساعة 10 و 45 دقيقة .
تركنا سيارتنا في موقف خاص ثم ذهبنا إلى الفندق كارتوفل كيفر . ثم عدنا إلى موقف السيارات وقدنا سيارتنا إلى موقف خاص بهذا الفندق .
وفي مقال ثان سأكتب بالتفاصيل عن هذه المدينة الساحرة الجميلة . بتنا ليلة واحدة في هذه المدينة
وسافرنا حسب الموعد إلى مدينة ميركيرز Merkers للقيام بمغامرة جريئة لزيارة منجم
أملاح البوتاسيوم ميركيرز الضخم والنزول إلى عمق 800 مترا . وصلنا المنجم في الموعد
المحدد التاسعة والربع وذهبنا إلى الإستعلامات و دفعنا أثمان بطاقة الدخول . أخبرتنا السيدة
المسؤولة أن ننتظر قدوم مجموعتين . و في تمام الساعة العاشرة إلا الربع جاء إلينا المفتش
والخبير المسؤول وطلب من الجميع الصعود إلى الطابق الأول والدخول إلى قاعة المحاضرات
و الإستقبال . تحدث إلينا الخبير السثيد أندرس عن تاريخ إنشاء المنجم وعن طاقاته
الإنتاجية وعن التعليمات الصحية و عن كيفية الإلتزام بنظام المنجم عند حدوث شئ لا سمح الله .
كانت مجموعتنا تتكون من ثلاثين شخصا من النساء والرجال و صبيان . وبعد الإنتهاء من
محاضرته قادنا إلى غرفتين كبيرتين فيهما خوذ بلاستيكية بيضاءة اللون و صدريات ملونة
باللون الأزرق . كما طلب منا أن نسلم أرقامنا المعدنية لغرض التأكد بعدد المجموعة عند العودة من أعمق نقطة من المنجم .
ثم نزلنا جميعا إلى الأسفل و دخلنا المصعد الكهربائي الضخم . وقبيل تشغيل المصعد بدا الخبير
المشرف علينا بشرح المعلومات الفنية عن المصعد الكهربائي ، منها أنه يتحرك بسرعة فائقة
جدا وأننا سنصل إلى عمق 500 مترا تحت الأرض بأقل من دقيقة .
نزلنا من المصعد و سرنا جميعا إلى موقف السيارات المكشوفة وصعدنا إلى سطح السيارة
رقم 11 وكانت أمامنا سيارات اخرى تحمل ركابها . جلسنا في الوسط ومسكنا أطراف مقاعدنا
. أخذ الخبير يتحدث عن أنواع الأحجار الصخرية وبدأ بالهبوط بسرعة إلى جهة اليمين والشمال
بمنعطفات و منحنيات بمسافات قريبة . أبهرتني جدارن المنجم المتعددة الألوان وكذلك ألوان السقف القريب من رؤوسنا .
وقد حذرنا الخبير بألا نف أثنا السياقة لأن السقف جدا واطئ .
وصلنا إلى ساحة أول قاعة كبيرة جدا في عمق 600 مترا . نزلنا من القاعة و قادنا إلى متحف
المنجم الكبير المنظم تنظيما حسنا . وعلى جدار المتحف في الجهة اليسرى شاهدنا لوحة كبيرة
كتب عليها تاريخ تفاصيل نشوء المنجم مع الخرائط و المعلومات الفنية والعلمية التي تتعلق به .
ثم سرنا على هذا الجانب خلف الخبير وتوقف أمام مجموعة من الآلات والوسائل التقنية
والحديدية اليدوية التي كان يستعملها عمال المناجم في مطلع القرن الماضي . ثم تحدث عن
الجهود الجبارة التي كان يبذلها عمال المناجم لثقب الصخور وتكسيرها وتفجيرها , كما تحدث
عن المشاكل التي كانت تلم بهم أثناء العمل .
ثم مشينا خطوات فشاهدنا مجموعة من اللمبات والمصابيح النفطية التي كان يستعملها العمال في حينه .
وعلى بعد خمسة امتار شاهدنا كافة أنواخ الخوذ والألبسة الوقائية والوسائل المساعدة للعمال وطريقة تفجير الصخور بالديناميت.
كما شاهدنا ألبسة و قناعات خاصة للوقاية من الغازات السامة أو الحارقة التي كانت تنبعث من الصخور عند ثقبها أو تفجيريها .
ثم شاهدنا كافة المكائن والآلات الضخمة الخاصة بحفر وتفجير وتكسير وثقب و جلاخات ضخمة
جدا للصخور و سيارات وعربات نقل الصخور و كل شئ يتعلق بحياة وعمل عمال المنجم .
ثم عدنا بعد ذلك إلى سيارتنا وسرنا بمسافة 100 مترا أخرى أي وصلنا عمق 700 مترا .
شاهدنا ساحة أو قاعة كبيرة جدا مفتوحة و فيها منصة للمسرح وكراسي كثيرة و بارا لتقديم
المشوربات بأنواعها المختلفة . حيث تقام هنا عدة مرات في السنة حفلات موسيقية يحضرها
المئات من الناس . سألنا الخبير هل تودون الإستماع إلى موسيقى آخر فرقة ؟ أجاب الجميع بنعم
. قال لنا إبقوا في مقاعدكم ونزل من السيارة واتجه إلى الجانب الأخر و فتح الإنارة و شغل كاسيت الموسيقى الصاخبة مع الألوان المختلفة المتحركة .
كان المشهد جدا رومانسيا و مبهجا للنفس . و بعد الإنتهاء من هذا العرض عاد إلى السيارة وسار
مسافة قليلة وتوقف . طلب منا النزول . مشينا خلفه حوالسي 50 مترا راينا بوابة سوداء حديدية مغلقة . إستخرج مفتاح البوابة وطلب منا الإنتظار لحين عودته . دخل هذه القاعة الكبيرة وفتح الأضوية والإنارة ثم أشار إلينا بالدخول .
طلب منا التقدم إلى الأمام ، بالقرب من الشاشة الجدارية الكبيرة . حدثنا قبيل ان يشغل الفلم ،
بأن الجنرال أيزنهاور أمر بتطويق واحتلال مدينة ميركيرز قببيل انتهاء الحرب العالمية الثانية
، حيث قامت في فجر اليوم الرابع من أبريل 1945 قوات مدرعة الثالثة للجيش الأمريكي
بقيادة الجنرال باتون Patton بالهجوم على منطقة تورينجن و طوقت مدينة ميركيرز
Merkers وحدة 458 كتيبة مدفعية رقم 90 . وكان هدف هذه القوات السيطرة على منجم
أملاح البوتاسيوم كايزرودا Kaiseroda . وفي يوم 15 أبريل 1945 أخذت سبائك
الذهب و عملات ذهبية و مسكوكات ذهبية وفضية وسبائك من الفضة والبلاتين و كذلك
اللوحات والقطع الفنية لمتاحف برلين . تقدر قيمتها بمقدار أربعة مليارات و ثلاثمائة مليون مارك ألماني .
حيث اعتبرت هذه غنائم حرب . ثم تحدث إلينا الخبير قائلا أن الجنرال آيزنهاور قد إطلع بنفسه على هذه الغنائم الدسمة عندما زار المنجم .
نقلت هذه الغنائم بحراسة مشددة إلى فرانكفورت في يوم 17 أبريل 1945 .
ثم شاهدت تمثال نفرتيتة في زاوية القاعة التي أنارت القاعة باعتبارها كنز ثقافي حفظ مع كنوز الذهب وسبائك الفضة والبلاتين وغيرها .
وبعد انتهاء الفلم عدنا إلى سيارتنا و سرنا مسافة 50 مترا أي توقفنا في عمق 750 مترا .
وفي هذا المكان شاهدنا أجمل مغارة للأحجار البلورية . وإن شاء الله سأكتب مقالة مفصلة كاملة عنها .
عدنا إلى سيارتنا وسرنا مسافة 100 مترا أي وصلنا إلى عمق 800 مترا .
نزل الخبير من السيارة وطلب منا البقاء في مقاعدنا . أنار القاعة الكبيرة ثم سألنا بأنه سيرينا
فلما عن كيفية تفجير الصخور بعد ثقبها بماكنة خرامة . طلب من الصبي الذي كان جالسا مع أمه أن ينزل .
بدأ الخبير بشرح عملية التفجير بالتفاصيل و كيف يوضع الديناميت في ثمانية أو أربعة ثقوب .
وأخيرا طلب من الصبي أن يضغط على زر كهربائي وقال له لا تخف !
وعندما ضغط الصبي على الزر تم إنفجار ضخم .
وبهذالمشهد والمعلومات الكثيرة إنتهت رحلتنا إلى أعمق نقطة في هذا المنجم 800 مترا .
عدنا إلى سيارتنا حيث قاد الخبير السيارة بسرعة فائقة باتجاه منعطفات و لوفات متقاربة يمنة
ويسرى إلى أن وصلنا المصعد الكهربائي . سألت الخبير ما هي المسافة التي قدتها من المصعد
إلى آخر طابق ، أجابني عشرين كيلومترا . وفي المرة القادمة سأعد المنعطفات أو اسأله إن شاء الله .
و بعد مرور ثلاث ساعات وصلنا إلى سطح الأرض بالسلامة ولله الحمد .
تقبلوا مني فائق ودي واحترامي
د .عدنان
ألمانيا في 6 أبريل 2024
و الله روعه
بالتوفيق دكتورنا الله يهنيك…~
مغامره رهيبه ,
يالله لايحرمنآ من جديك ,,
حضرة ألأخت الكريمة Zartlichkeit المحترمة حياك الله و حفظك
تشرفت بحضورك البهي و بمشاركتك الموضوعية الرائعة التي أسعدتني جدا . بارك الله فيك و حفظك
لك مني كل الشكر و الإمتنان
دمت بود و هناء
تقبلي مني أرق تحياتي
د .عدنان
ألمانيا في 6 أبريل 2024
[CENTER]
حضرة الأخت الكريمة دلعي معذبهم المحترمة طابت اوقاتك
نورت الصفحة بإطلالتك البهية و سعدت جدا بمشاركتك المفصلة الرائعة .
صح لسانك كان الرحلة مغامرة رهيبة 800 متر تحت الأرض . لكننا توكلنا على الله و لم نشعر بالخوف . الله يعين عمال المناجم في اية دولة ، فهم معزولون عن العالم الخارجي .
لك مني خالص ودي و تقديري
ربي يسعدك و يهنيك
تقبلي مني عاطر تحياتي
وشكرا لك يا غالية على الحضور البهي
د .عدنان
ألمانيا في 6 أبريل 2024 [/CENTER]
يعطيك الف عافيه
مجهود طيييب
يعطيك العافية
تحياتي لك
كانت لديكم شجآعة كبيرة للقيآم بهذه الرحلة بلا شك..
الله ينورك اخي..
حضرة الأخت العزيزة سالفة عشق المحترمة طابت اوقاتك
سعدت جدا بحضورك البهي و بمشاركتك الموضوعية الرائعة . ربي يحفظك و يهنيك
لك مني خالص ودي و احترامي
دمت بخير و عافية
تقبلي مني أرق تحياتي
وشكرا لك
د .عدنان
ألمانيا في 29 تموز 2024
تسلم لي يا اخي على الحضور الكريم و المشاركة الرائعة التي سعدت بها
لك مني خالص ودي واحترامي
دمت بخير و هناء
تقبل مني ازكى تحياتي
وشكرا لك
د .عدنان
ألمانيا في 29 تموز 2024