نماذج مختارة من لوحاتي الزيتية عبر السنين
د . عدنان جواد الطعمة
يولد المرء بقدرة الباري عز وجل ، حيث تنمو ملكته الأدبية ومواهبه الفنية والإبداعية منذ نعومة
أظفاره و بمرور الزمن شيئا فشيئا . وهكذا تبرز معالمه ورغباته وأفكاره في شتى علوم المعرفة
والآداب والفنون في مرحلتي بلوغ سن المراهقة والشباب و تتبلور إتجاهاته الفنية والثقافية
والعلمية من خلال دراسته ومحيطه وبيئته الإجتماعية واطلاعه على العلوم والثقافات المختلفة ،
حيث تتحدد قدرته الإبداعية والفنية والأدبية لتطبيفها و تنفيذ هواياته ومواهبه الواحدة بعد الأخرى
عبر السنين. وتبقى قدراته افبداعية مفتوحة ومستمرة لتلقى المواهب الأخرى وتزداد و تتنوع
مواضيعه . فمن يحب الغناء مثلا، فإنه يحب الموسيقى والألحان . ومن يبدأ بالرسم فإنه يحب
المواضيع القريبة من الرسم كالنحت والآثار والحفر على الأخشاب والرسم على الزجاح أو عمل
الشموع وغيرها . وهكذا تتشعب وتزداد وتنمو هواياته سنة بعد أخرى . ونفس الشيئ ينطبق ذلك
على قراء ة الكتب والدواوين الشعرية التي تتنوع في قراءة القصص البوليسية والإجتماعية وقصص
الأطفال والروايات والشعر الفصيح والشعبي وقراءة كتب الأمثال والحكم .
بدأت بالرسم عندما كنت في الصف الخامس والسادس الإبتدائي . كان معلم الرسم الأستاذ رفيق
إطيمش يشجعنا على الرسم و يصلح رسوماتنا . كان درس الرسم والأعمال اليدوية جدا محببا إلى
نفسي .
أتذكر أني عملت مكعبا ملونا من الكارتون لإدخار الفلوس أي العملات المعدنية، التي كنت أستفيد منها لشراء الحاجيات في أيام العيد.
كنت أنذاك أستمع إلى تلاوة القرآن الكريم لأشهر قراء مصر أمثال المرحومين الشيخ القارئ
مصطفى إسماعيل و الشيخ أبو العينين شعيشع والقارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد .
لم تكن لدي صور هؤلاء القراء الأجلاء لكي ارسمهم، لأني بالفعل كنت أحبهم جميعا على روعة
إلقائهم وترتيلهم لسور القرآن الكريم .
كما كنت أستمع إلى أغاني المرحوة المطربة أسمهان و شقيقها المرحوم فريد الأطرش، حيث كنت
أحب أصواتهما ونصوص أغانيهما . وذات يوم إشتريت صورة أسمهان التي كنت أعشقها كصبي
وصورة فريد الأطرش . وعلى الفور رسمت صورهما بأصباغ الباستيل أي الطباشير الملون .
ثم اشتريت صورة المرحوم الكاتب الكبير الدكتور طه حسين التي عجبتني كثيرا . قمت برسمه أيضا بألوان الباستيل أي الطباشير الملون.
كانت من إحدى هوايات الصبا هي جمع طوابع بريدية ومسكوكات معدنية . شاهدت في ألبوم
طوابعي ، طابعا جميلا للمرحوم الملك فيصل الثاني الذي كان عمره صغيرا مثلي. وكان هذا الطابه البريدي من قيمة فلس عراقي .
خطرت على بالي آنذاك أن أرسم صورته التي أحببتها .
إشتريت لي عدسة مكبرة وضعتها على الطابع وبدأت بتخطيط مربعات صغيرة عليه.
وبموجب عدد هذه المربعات الصغيرة خططت مربعات كبيرة بقدرها على ورقة الرسم ثم رسمتها
بمساعدة العدسة ولونت الصورة بالطباشير الملون .
و بعد انتهائي من الصور الأربعة أخذتها معي وذهبت إلى مدرستنا الإبتدائية في درس الرسم والأعمال اليدوية
وعندما اطلع مدرس الرسم الأستاذ رفيق إطيمش قال لي يا إبني عدنان أنك رسام ماهر و شجعني على المزيد من الرسم .
ذهبت فرحا إلى البيت بعد انتهاء دوامنا وقلت لأمي المرحومة أن المعلم فرح برسوماتي.
وفي الحال قامت المرحومة أمي بتعليق الصور على جدار غرفة الضيوف .
سعدت كثيرا في ذلك اليوم المجيد بالنسبة لي بأن معلمي شجعني على الرسم وكذلك
المرحومة أمي شجعتني معنويا عندما علقت رسوماتي المتواضعة على جدار غرفة ضيوفنا.
كان ذلك اليوم من أجمل أيام الصبا ، حيث نمت الليلة سعيدا .
للأسف الشديد لم تدم الفرحة، وسرعان بعد ايام زارتنا سيدات من عائلتنا وصديقات أمي
المرحومة التي قالت مفتخرة بي لهن أنظر كيف قام إبني عدنان برسم أربع شخصيات مشهورة!
أخذت النساء يعلقن بسوء على رسوماتي وكنت حاضرا، بكيت وقفزت على الصور ومزقتها وأقسمت بألا أرسم .
ذهبت في اليوم التالي إلى المدرسة وحضرت درس الرسم والأعمال اليدوية . وعندما دخل معلم
الرسم الصف قمت وبكيت وقصصت عليه الحكاية من أولها إلى آخرها وأقسمت أمامه بأني لن أرسم.
رد علي المعلم الجليل برفق وطيبة قائلا : يا إبني عدنان ، أنا معلم الرسم وأقول لك أن رسوماتك
كانت جدا حلوة وعجبتني كثيرا وحصلت أنت على درجات عالية عندي.
أترك هؤلا النسوة العجايز فإنهن لا يعرفن فن الرسم .
كانت هذه التجربة بالنسبة لي صدمة عنيفة وانتكاسة و على ضوئها تركت الرسم .
لكني إشتريت لي كامرة بسيطة كوداك واشتريت أفلاما سود عادية . و بدأت أصور المناظر الطبيعية
وأشجار النخيل والحدائق وغروب الشمس على النهر . وعندما رأى والدي المرحوم اني مولع بالتصوير إشترى لي كامرة من الكويت .
وهكذا بمرور سنوات الدراسة الثانوية والجامعية في بغداد وعملي فيها إشتريت لي كامرة أفضل
وكنت أستخدم الأفلام الملونة. إلتقطت عشرات الأفلام في بغداد الحبيبة والموصل والبصرة وأربيل
والسليمانية والبصرة والديوانية وبعقوبة وديالى ومنطقة الصدور في ديالى وفي بحيرة الحبانية وغيرها من المدن والقرى والأرياف العراقية الجميلة .
وأجمل اللقطات كانت على ضفة نهر دجلة من شارع أبي نؤاس والجسر المعلق
والنصب التذكاري للجندي المجهول والباب الشرقي وغيرها .
وعندما سافرت إلى ألمانيا عدة مرات وإلى باريس ولندن وهولندا وسويسرا والنمسا و امريكا
وأسبانيا والجزائر و الكويت وسوريا ولبنان زالمملكة العربية السعودية وتركيا وبلغاريا وشيكوسلوفاكيا
و يوغوسلافيا وعشرات من المدن تجمعت لدي آلاف من الصور والسلايدات
قررت قبل سنوات أن أرسم لقطاتي بالتدريج بين حين وآخر و بالألوان المائية والزيتية ،
حيث تجمعت لدي عشرات اللوحات وأقمت معرضا ذات مرة في مدينتنا بألمانيا .
أنا لم أدرس فن الرسم وأرسم على قدي ولا أدعي أنني رسام أبدا .
صور لوحاتي التي ستشاهدونها إلتقطتها عن اللوحات المعلقة على جدران مكتبي ومكتبتي
وعلى جدران ممرات البيت وقسم كبير منها مخزون . تلاحظون أن ألوان اللوحات لا تشابه ألوان
اللوحات الطبيعية لأن إضاءة المصابيح الكهربائية تميل إلى الإصفرار، لذا أرجو المعذرة .
تقبلوا مني فائق ودي واحترامي
د .عدنان
ألمانيا في 31 يناير 2024
فنان ومبدع ويسلمو
حافلة بالأبداعات استاذعدنان
الله يعطيك العافيه
اللهأ يعطيكـ الف عااااافيهـ
عزيزتي الأخت الكريمة رغوده المحترمة حياك الله وحفظك
تشرفت بطلتك البهية و سعدت جدا بمشاركتك الأكثر من رائعة . ربي يحفظك و يهنيك
لك مني خالص شكري واحترامي
دمت بود وهناء
تقبلي مني أزكى تحياتي
د .عدنان
ألمانيا في 11 شباط 2024
غاليتي الأخت الفاضلة روح مشرقة المحترمة أسعدك الله في كل أوقاتك وحفظك
تشرفت بإطلالتك البهية التي نورت هذه الصفحة بقبس حروف وكلمات مشاركتك الأكثر من رائعة التي اسعدتني جدا.
بارك الله فيك ورعاك
لك مني خالص ودي وتقديري
دمت دائما بود وعافية
تقبلي مني أحر تحياتي
وشكرا لك يا أختي
د .عدنان
ألمانيا في 11 شباط 2024
حضرة الأخت الغالية والعزيزة مجرد حلم وراح المحترمة حفظك الله ورعاك
تشرفت بإطلالتك البهية و سعدت جدا بمشاركتك الموضوعية الراقية . بارك الله فيك وأسعدك
لك مني كل الشكر والإمتنان
دمت دائما بخير وعافية
تقبلي مني أرق تحياتي
د .عدنان
ألمانيا في 11 شباط 2024
دمت بخير وعافية
تحياتي العطرة
د .عدنان
ألمانيا في 19 مايس 2024