هنا تركت ورائي الزمن 2024

فلم أعرف يومذاك أن الحب سينشأ بيننا من النظرة الأولى
وأن هذا البحر الجميل
وكل بحور العالم سيكون بعد الان رفيقة دربي
وتستولى علي وتجعلني أسيرا لمياهه واعماقة ورهينة لشغفة العظيم

حصل ذلك قبل أعوام عندما حلمت أن قدمي تأخذانني الى جزر
لم يطلق عليها مكتشفوها اى اسم حقيقى لكنها فى الواقع كانت مرمية
خلف الوقت وفى أحضان الغيوم بين احلام اليقظة والنوم

نزلت فيها طوال شهر كامل من صيف احدى السنوات
كنت وحيدا بنفسى وغنيا بالنوم الذى سلمنى الى الزوارق والمجاذيف
فتركت ورائى الزمن وعقارب الساعة وجعلت هموم الحياة اليومية حرة منى
بعدما أطلقت سراحها فى الهواء لكى تسافر على هواها دون أن تعير أي اهتمام لما بيني وبينها من عقود وارتباطات .

حدث ذلك دون إرادة مني والان أقول إن ذلك كان بتدبير من اللاوعي
الذى رتب طيور الليل والنهار وجعلنى أطير على أجنحتها فذهبت بي إلى حيث
ما زلت أقيم إلي الأن صيفا وشتاء
وإلى أن تقوم الساعة

فى ذلك البحر تعلمت أن القلب لا يستطيع أن يكون لينا وحبيبا
إلا اذا استسلم لإيقاع الجسد الحر
وتعلمت ايضا أن ما يتراءى من على سطح البحر
ليس سوى وجهه الاول فثمة مرايا لا بد من النوم فى طياتها للوصول الى
الوجوه الخفية التى تحتضن شبق اللذة والسعادة الاخيرة .

لم أشأ الخروج من ذلك البحر وجزرة النائية
رغم أني مشغول بأمور كثيرة وعندما كان على أن أذهب الى حياتى اليومية لتدبير شؤون عيشى فقد أثرت الذهاب بأقنعتى كي أحافظ على السر الذى لا يزال حتى هذه اللحظة يمنحنى القدرة على السفر مرتميا بين احضان الاحلام والمرايا .

اخوكم

الساحر الجميل

اخوكمعاشق الابداع