تخطى إلى المحتوى

كأننا لاشيء . شعر . عبدالهادي القادود 2024

كأننا لا شيء

هــز الـزمــان غصـونـنـا فكـأنـنـا
بـيــد تــحــج بـكـفـهـا الأصــــداء

والعمر لملم ما لديـه وقـد مضـى
مثـل الـسـراب تضـمـه البطـحـاء

وعلى ضفاف الدهر حطت خيلنا
يمضـي علـى أعرافـهـا الإعـيـاء

بـات الدعـاء رسولنـا فـي عـالـم
طـافـت عـلـى أبـوابــه الظـلـمـاء

والشعر شابت في يديه قصائدي
وانسل مـن بيـن الحـروف بهـاء

فكأنـنـا لا شـــيء فـــي أشيـائـنـا
وكـــأن أحـــلام الـطيــورهــبــاء

تمـضـي بـنـا الأيــام دون "درايــة"
ويـديـر دائــرة الـزمــان قـضــاء

نحيـا ونرحـل والـوداع مصيـرنـا
ويـنــوح فـــي أعقـابـنـا الأبـنــاء

فكـأن وجـه الأرض بـات محطـة
يـرسـو عليـهـا الحـقـد والأنــواء

وكــأن أحــــلام الـعـبـاد نوارس
ماتـت علـى جنحانـهـا الأضــواء

وكأنـنـي نـبـض يــأن بـأسـطـري
ويقودنـي صــوب الجـفـاء لـقـاء

مـا عـاد يمـرح فـي ديـاري بلبـل
ما عاد يصهل في الغروب مساء

حتـى كـأن العـمـر عـطـل قـاربـي
وتـرمـلـت فـــي حـــده الأشـيــاء

مـاذا أسجـل والبلاغـة فـي يــدي
مــوج يعـكـر صفـوهـا الخطـبـاء

ماذا أرتـل و الفصاحـة فـي فمـي
يسـطـو عـلـى أبطالـهـا الجبـنـاء

والخيل تعدو فـي رحـاب مدائنـي
ويصيـح فـوق ظهورهـا اللقطـاء

والصـبـح عــاد مكفـنـا بدمـوعـه
والليل أعيـت صمتـه الضوضـاء

يـا رب إنـي قـد تعبـت ولـم يــزل
في خاطـري بيـن الجـراح رجـاء

أنـى تـئن عـلـى يـديـك جوانـحـي
والداء في حضن الحبيب دواء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.