تخطى إلى المحتوى

وحي القلم بين لا ونعم 2024

  • بواسطة

الخضوع أشقى ما تشقى به الأمم , الخضوع الذي يصبح عادة , الخضوع الذي

الذي أدمنت أفيونه دول العالم الثالث , الخضوع الذي يأتي عقب الأمر مهما كان

ذلك الأمر, كمايدق الجرس على الفور وراء ضغط الزر واتصال التيار

ولكم أحببت الذي يقول :لا في وجه من قالوا:نعم , واستطاع الخلاص من العدم

والطاعة بعض سجايا الناس , وما الطاعة الا الخضوع. وكذا المقاومة والرفض

من بعض تلك السجايا والشيم .خلقان متعارضان متكاملان . ولم يخلق شيء عبثا

كالغضب والحلم, خلق كلاهما ليمارسهما الانسان. أما أن يخضع الانسان دائما

فصفة تتنافى مع طبيعة النفس البشرية.

وفي المرأة . أحب المرأة التي تقول:لا . وتقول:نعم. ولا أحب المرأة التي تقول:نعم

دائما لأنها تعين على الظلم . ولا التي تقول دائما:لا. لأن هذا ينافي الواقع ,فمن

طبائع بعض الاشياء أن تقبل , ومن طبائع بعضها أن ترفض.

والمواطن وهذا بيت القصيد, لا أجد في مواقف الخضوع التي أكره مثل كراهيتي

خضوع المواطن . الخضوع المتصل المستمر الذي تعوده صاحبه حتى نسي

ما الرفض , جرى لسانه سهلا بنعم , وتعثر بلا . فهذا الذي ينطبق عليه قول

الفرزدق: ما قال لا قط الا في تشهده*** لولا التشهد كانت لاؤه نعم

ولكن في غير هذا المعنى الجميل الاصيل الذي عناه الشاعر , وما أحسب أن

مواطنا كهذا يتشهد أبدا الا أن يستعين بالله عند عجزه .

وأنظر في الأمم فأجد أكثرها فهما وعلما وتقدما تلك التي سبقت في التاريخ

فقالت: لا ثم لا.. ثم لا..

غير أن نعم ليست سيئة دائما فقد تأتي في مواضع الفخر ولاعتزاز يقول الشاعر:

لاتقولن إذا مالم ترد*** أن تتم الوعد في شيء نعم

حسن قول نعم من بعد لا

وقبيح قول لا بعد نعم

إن لا بعد نعم فاحشة

فبلا فبدأ إذا خفت الندم

التوقيع :

منشكوووووووووووووووووور…………………………)

الجيريا

شكرا نوف.. على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.