تخطى إلى المحتوى

الحقيقة القاتلة 2024

1

الحقيقة القاتلة

2

أول رواية لي بقلمي أتمنى أن تنال إعجابكم

3
دعوني أقدم لكم خالتي أناستازیا امرأة متوسطة الطول نحیفة
الجسد و متدھورة الصحة لسوء التغذیة تبلغ الخمسین من
العمر لھا وجھ دائري و شعر طویل رمادي و عینان
صغیرتان بنیتان و وجھھا مليء بالتجاعید لكون الزمن أخد
منھا الكثیر یبدو على وجھھا ھم الدنیا كلھ
جاءت في أحد الأیام إلى غرفتي فاستیقظت من النوم و
رأیتھا و الحزن یظھر من عینیھا و كانت تبدو منھمكة و
قالت لي بصوت خافت
– بنیتي أرید أن أتحدث معك بشأن موضوع مھم
قالتھا لي خالتي بصوت یبدو منھ التعب و أجبتھا قائلة
– تفضلي خالتي
– أنت تعرفین أنني عملت جاھدة لمدة ستة أعوام لكي أوفر
لكي كل ما تحتاجینھ و كما تعرفین أصبحت الآن امرأة
مسنة و صحتي سیئة
– أجل أعلم یا خالتي و لكن ماذا تریدین أن تقولي؟
– أنھ علیك یا بنیتي أن تخرجي للبحث عن عمل فأنا لم
أعد أستطیع العمل
– وأین أجد ھذا العمل یا خالتي فأنت تعرفین أنني لست
متعلمة و لیست لدي خبرة في شيء
– أعرف یا بنیتي و لكن لماذا لا تعملین في المجال الذي
أعمل فیھ ؟
– خادمة بیوت و لكن كیف سأجد ھذا العمل؟
– ھناك الكثیر من الأغنیاء یرغبون في خادمة شابة و
جمیلة مثلك
4
و لما سمعت كلمة " أغنیاء" علمت أن ھذا ھو الطریق
لأحقق أحلامي فأجبت بحماسة
– حسنا سأفكر في الموضوع
– ھذا ممتاز بنیتي سأتركك الآن
و في الیوم التالي استیقظت و غسلت وجھي ووضعت
مسحوق تجمیل خفیف نظرا لقوة الشمس و ارتدیت سروالا
أبیض و جاكیت سوداء و خرجت لأجرب حظي في البحث
عن عمل
وأثناء سیري أردت عبور الطریق فإذا بسیارة تنطلق بسرعة
نحوي فرجعت إلى الوراء بسرعة یا إلھي كادت أن
تصدمني فوقفت السیارة و خرج منھا رجل طویل القامة ذو
شعر أسود لامع ووجھ أبیض و أعین خضراء داكنة یرتدي
معطف أسود من النوع الباھض الثمن على ما أظن و كان
یبدو من الأغنیاء
– عذرا آنستي
قالھا لي الرجل و أنا كنت مفزوعة و أجبتھ بكبریاء قائلة
– ھل تعتبر نفسك سائقا أیھا المتھور كدت أن تقتلني
و أجابني بكل احترام
– أنا آسف آنستي ربما فقدت السیطرة قلیلا ھل أصابك
مكروه
و كان یتحدث إلي و ھو موجھ رأسھ للأسفل فعرفت إنني
قد ارتكبت خطأ عندما عاملتھ بذلك الأسلوب و أجبت و أنا
خجولة من نفسي
– أ…أعتذر عن الأسلوب الذي خاطبتك بھ لقد كنت…..
– لا داعي للأسف آنستي كنت سأفعل المثل لو كنت مكانك
– ھذا صحیح
5
و رفع رأسھ و نظر إلي و قال
– ھل تبحثین عن شیئ ما؟ آنستي
– أوه لماذا تقول ھذا؟
– لأنھ ظاھر من وجھك یمكنك إخباري فقد أستطیع
المساعدة
فظھر لي من أعین ھذا الرجل البریئة أنھ رجل صادق و
یمكنني إخباره ربما یستطیع مساعدتي
– حسنا سأخبرك أنا خرجت للبحث عن عمل
– لما لا نذھب لشرب فنجان قھوة و تحكین لي قصتك؟
– حسنا موافقة
و ذھبت معھ إلى مقھى رائع لم أرى مثلھ في حیاتي و
بعدھا جلسنا و قالت لھ
– ھل یمكنك على الأقل إخباري عن اسمك؟
– أوه اسمي ماركو دیلاریتشي أبلغ من العمر ثلاثون سنة
– متشرفة اسمي ماریا عمري سبعة عشر سنة
– أنت صغیرة جدا و تریدین العمل؟؟؟؟
– أنا فقیرة و خالتي التي ربتني لم تعد قادرة على العمل
– و أین عائلتك؟؟؟؟
و أجبت بأسف شدید
– لقد توفیت عائلتي في حادث سیارة……
– أنا آسف
– لا داعي لذلك، أنا الآن أبحث عن عمل
– و من أي نوع؟؟؟
– كخادمة بیوت ھذا ما أبرع فیھ
– ممم لدي عمل من أجلك
– حقا
6
– أجل أنا أعمل في قصر تمتلكھ سیدة ثریة و ھي الآن
تبحث عن خادمة
– أخبرني عنھا قلیلا لو سمحت
– تدعى نتالیا دافیلا و ھي شخصیة ذات سمعة شریفة في
المجتمع و لدیھا ثروة ھائلة استثمرتھا من خلال عملھا في
الشركات المشھورة و تتمیز بصرامتھا في اتحاد القرارات و
ھي ذكیة جدا
– یا لھا من شخصیة مبھرة و كم عمرھا و ھل لدیھا
عائلة
– أنا لا أعرف كم تبلغ من العمر و لكن لا زالت شابة
جمیلة و لدیھا ابنة عمرھا سبع عشر سنة
– إنھا في مثل عمري و ماذا عن زوجھا ؟
– لقد توفي و السبب لا زال غامضا حتى الآن
– حسنا أرید العمل في ذلك القصر
– جیدا أعطني رقما ھاتفك لكي أخبرك عن رأیھا
و أعطیتھ رقم ھاتفي و عدت للبیت فرحة و أخیرا سأعمل
عند امرأة غنیة
وفي الیوم التالي استیقظت على رنة ھاتفي المحمول فأجبت
– آلو
– ماریا ھذا أنا ماركو لدي أخبار سارة من أجلك
و أجبت بحماسة شدیدة
– ما ھي یا ماركو ؟
– لقد طلبت السیدة نتالیا أن تقابلك لكي ترى إذا كنت
مناسبة للعمل أم لا
– حسنا أنا مستعدة
– سآتي لأقلك بعد قلیل
7
– شكرا لك كثیرا ماركو
– ھذا واجبي
و ارتدیت معطفي الأزرق و خرجت بحماسة و ذھبت مع
ماركو و بعد نصف ساعة وصلنا إلى قصر آل دافیلا و لم
تصدق عیني ما رأتھ
لم أرى مثل ھذا القصر في حیاتي كلھا انھ قصر كبیر جدا
لا أستطیع
– ألا تریدین النزول؟؟
قالھا لي ماركو و كأنھ أیقظني من حلم جمیل
– ھذا القصر رائع للغایة
– أنا أیضا قلت ھذه العبارة عندما جئت لأول مرة
– ماذا تعني؟؟؟
قلتھا لماركو باستغراب عندما كنا في الطریق لدخول القصر
– آه یا ماریا لو أنك لم تأتي إلى ھذا القصر كان أحسن
و توقفت و قلت لھ بجدیة
– اسمع لا تتحدث معي بالألغاز ھل ترید أن تقول
شیئ؟؟؟
– أنصحك أن تنسي العمل ھنا یا ماریا
– و لما تقول ھذا ألست أنت الذي طلبت مني العمل ھنا ؟
– أجل أنا و لكن أرید فقط أنا یكون في علمك بأن ھذا
القصر رغم أنھ جمیل إلى أنھ مليء بالمشاكل
– ھذا لا یھم أنا أرید فقط العمل
و دخلنا إلى القصر
دخلنا إلى القصر و أخذ ماركو یریني القصر بأكملھ أخد
ذلك ربع ساعة تقریبا تمنیت لو كنت أنا سیدة ھذا القصر
– ھذا ھو مكتب السیدة نتالیا
8
قالھا لي ماركو و نحن نقف أمام باب المكتب و أجبتھ
– و ما العمل الآن؟؟
– إنھا تنتظرك لقد أخبرتھا أنك ھنا
– و لكن ھل ستتركني لوحدي ماركو؟
– ماذا دھاك ماریا؟ ألم تكوني متحمسة منذ قلیل إذا أین
ذھب ذاك الحماس؟
– لا أنا فقط خائفة قلیلا
– لا داعي للخوف أنا سأذھب للعمل أراك لاحقا
– مھلا أنت لم تخبرني ما عملك ھنا؟
– أنا سائق السیدة نتالیا
و فتح لي ماركو باب المكتب و دخلت إلى المكتب الذي
تفوح منھ رائحة أجمل عطور ھولندا و كانت ھناك امرأة
جالسة في كرسي المكتب إلى أنني لم أستطع رؤیة إلا
ظھرھا و بعد برھة حركت الكرسي و التفتت لا أصدق ما
رأیتھ كانت أكثر مما وصف لي ماركو إنھا امرأة شقراء
ذات شعر أصفر كالحریر و ذات وجھ رقیق و عیون كبیرة
زرقاء بارزة و أنف دقیق صغیر وشفاه حمراء ناعمة و ھي
رشیقة كعارضات الأزیاء و متوسطة القامة و تلبس
مجوھرات جمیلة و فستان أزرق لامع
– ما اسمك؟
قالتھا لي السیدة نتالیا وھي جالسة على الكرسي و أنا واقفة
و أجبتھا و أنا موجھة رأسي إلى الأسفل
– اسمي ماریا دیفاسكو
– سمعت أنك تبحثین عن عمل
– أجل سیدتي ھذا صحیح
– و لماذا ترید فتاة جمیلة مثلك أن تعمل كخادمة
9
و لم أرد لأنھ لم یكن لدي أي جواب محدد لسؤالھا
– كم عمرك؟
قالتھا لي و ھي واقفة تتجھ نحوي و كنت مرتبكة و وقفت
أمامي و قالت و ھي تنظر إلي
– أنظري إلي عندما أتحدث إلیك ماریا
و رفعت عیوني و نظرت إلیھا
– عمري سبعة عشر سنة سیدتي
و قالت و ھي تبتسم وكانت فرصة لكي أرى أسنانھا
المرتبة و البیضاء كالحلیب
– أنت في مثل عمر ابنتي فیرونیكا
و جلست في مكتبھا و قالت
– جید إذا كنت تریدین ھذه المھنة لیس لدي مانع و لكن
ھنالك شرط
– ما ھو سیدتي؟
– الخادمات ھنا تخصص لھن غرف و لا یعودون إلى
بیوتھم إلا إذا وافقت أنا على ذلك
و أدھشتني بشرطھا ھذا أتظن أنھ لیست لدي عائلة أم ماذا؟
و أجبتھا
– أرجو منك یا سیدتي أن تعطیني الوقت لكي أفكر
– ألدیك عائلة ماریا؟
– والداي ماتا في حادث سیارة و أنا أعیش مع خالتي
– آه فھمت الآن لماذا تریدین العمل یمكنك البدء یوم غد إذا
وافقت على الشرط
– شكرا سیدتي
– یمكنك الذھاب الآن
10
و بعدھا خرجت من القصر و ركبت في تاكسي و عدت
إلى البیت و وجدت خالتي تعد العشاء و أعطیتھا قبلة و
ذھبت لأغیر ثیابي و بعد برھة نزلت للعشاء
– ھل تعلمین خالتي لقد وجدت عملا الیوم
– ھذا خبر مفرح ماریا و لما أنت حزینة ؟
– سیدة القصر أخبرتني أنھ إذا كنت أرید العمل یجب علي
أن أعیش في القصر
– تقصدین أنك ستتركین البیت؟؟
– تماما
– حسنا إذا كنت تریدین ھذا العمل فأنا لیس لدي أي مانع
لم أتوقع أن توافق بھذه السرعة یبدو أنھا ترید التخلص مني
فقط و أجبتھا
– سأرسل لكي المال كل شھر و إذا استطعت أن أزورك
سآتي
– لا یا بنیتي لن یكون علیك القدوم لرؤیتي منذ الآن
– ما ھذا الكلام خالتي ما الذي یجعلك تقولین ھذا ؟؟؟
– أنا مصابة بسرطان یا بنیتي
و في تلك اللحظة التي قالت فیھا سرطان أحسست و كأن
السماء كلھا سقطت على قلبي و سقط كأس الماء من یدي
ونزلت الدموع من عیناي بدون شعور و أجبت و أنا
غاضبة
– منذ متى یا خالتي؟
– منذ ثلاث سنوات
و الصدمة الثانیة أنھا أخفت الأمر عني لمدة ثلاث سنوات
– كیف؟ كیف تجرأت على إخفاء الأمر عني ھكذا و كأنني
غریبة ؟
11
– اسمعیني یا بنیتي……
و لم أدعھا تكمل كلامھا و ذھبت أجري إلى غرفتي و
رحت أبكي طوال اللیل حتى أخذني النوم و الدموع لازالت
تسیل من أعیني
و في الغد نزلت لكي أشتري خبزا من أجل الفطور و بعد
قلیل عدت و نادیت على خالتي لم یجبني أحد و تركت
الخبز من یدي و ذھبت إلى غرفتھا و وجدتھا نائمة
مبتسمة و كانت بجانبھا رسالة و أخذتھا و كان مكتوب
عزیزتي ماریا بعد صراع طویل مع المرض
قدر لي أن أراك تكبرین بین أحضاني مثل ابنتي
و الیوم أنا فرحت أنك وجدت عملا تعیشین منھ
لم أكن أرید أن أشغلك بمرضي لأنھ لا یمكنني أن أراك تعیسة
أخبرني الطبیب بأنھ لیس لدي إلا القلیل من الوقت لأعیش
و إذا مت أتمنى أن تتابعي حیاتك و تكونین سعیدة
ھذا قدر الرب
و بعدھا جریت نحو خالتي و بدأت أحركھا و أصرخ
باسمھا و لا جدوى لقد ماتت الخالة أناستازیا و أخذت معھا
ذكریاتنا الجمیلة
لقد تركتني وحدي لأواجھ ھذا العالم القاسي و حضنتھا و
أنا أبكي بشدة حتى أصبحت عیناي مثل الدم
وبعد كل ھذه المعاناة تمت مراسم الدفن و أتمنى أن ترقد
بسلام و علمت أنھ لا فائدة من البكاء فقد ماتت و لا
أستطیع إعادتھا ببكائي و الحیاة تستمر رغم كل ذلك و
عدت إلى المنزل و أخرجت كل أغراض الخالة و وضعتھا
في القبو لكي لا أتذكر المأساة التي مررت بھا و مرت
الأیام و جمعت أغراضي و ذھبت إلى القصر
آه نسیت موعد السیدة نتالیا ماذا عساي أقول لھا
12
سوف أخبرھا الحقیقة و انتھى كل شيء
دخلت القصر و وجدت السیدة نتالیا جالسة في الحدیقة
المحاطة بالورود الحمراء و الیاسمین و ذھبت نحوھا و
قالت لي و كأنھا غاضبة بعض الشيء
– ماریا الجمیلة
– سیدتي أرجو منك المعذرة لعدم قدومي
– ھل أتیت لكي تعتذري منذ البدایة عرفت أنك لا تحترمین
المواعید
– سیدتي أنا كنت مجبورة على ھذا لقد ماتت خالتي التي
تبقت لي من عائلتي
– حقا إذا ھذا یعني أنھ لم یعد لدیك من تبقین لأجلھ في
بیتك؟
و قلت في نفسي كیف یمكن لھا أن تكون قاسیة القلب ھكذا
؟
أجبتھا قائلة
– أجل لقد أحضرت أغراضي و لقد تركت البیت
– جید ھكذا أریدك یا جمیلة
– ھل یمكنني أن أبدأ العمل سیدتي؟؟
– قبل ھذا سأعرفك على الكل ھنا و أریك غرفتك
– كما تریدین سیدتي
و رافقت السیدة نتالیا إلى داخل القصر و جاءت ابنتھا لا
تختلف عن أمھا كثیرا
إنھا فتاة قصیرة و شقراء ذات عیون زرقاء إنھا نسخة عن
أمھا تماما إلا أنھا تبدو علیھا البراءة و لیس مثل أمھا
– ماریا ھذه ابنتي لوسي
قالتھا لي السیدة نتالیا و نحن واقفون أمام لوسي
13
و أجبت و أنا أمد یدي لكي أسلم على لوسي
– متشرفة بمعرفتك
و قالت لي
– و أنا أیضا ما اسمك؟
– اسمي ماریا
و أخذتني السیدة نتالیا لكي أرى غرفتي الجدیدة
إنھا غرفة صغیرة بعض الشيء مرتبة بھا سریر و مكتب
لم یكن یبدو من شكلھا أنھا للخادمات لقد كانت أجمل من
غرفتي القدیمة
– ھل أعجبتك ماریا ؟
قالتھا لي السیدة نتالیا و ھي جالسة فوق السریر و أجبتھا
بابتسامة كبیرة
– أجل سیدتي إنھا جمیلة شكرا لكي كثیرا
و دخلت امرأة طویلة القامة نحیفة الجسد ذات شعر بني
داكن و عینان بنیتان تلبس ثیاب الخادمات
– ھذه خادمتي الخاصة اسمھا آندي
قالتھا لي السیدة نتالیا و أجبت قائلة لآندي
– متشرفة بمعرفتك
و كانت آندي تنظر إلي بنظرات غریبة ملیئة بالكره و
كأنني فعلت لھا شيء
– ماریا أعدي لي فنجان قھوة
قالتھا لي السیدة نتالیا و ھي تنظر إلي و أجبتھا بكل احترام
– حاضر سیدتي
و ذھبت إلى المطبخ لأعد القھوة و بعد برھة أعددت القھوة
أخذتھا للسیدة نتالیا و عندما أردت أن أقدم لھا الفنجان
14
فوجئت بدفعة من خلفي فأوقعت القھوة على السیدة نتالیا
فاستدرت فعرفت أن آندي ھي التي دفعتني
– ماذا فعلت أیتھا المتھورة ؟
قالتھا لي السیدة بصراخ و غضب و ھي تنظف ثیابھا من
القھوة و وقفت و ھي تتجھ نحو غرفتھا
– ستدفعین الثمن أیتھا الغبیة بعد أن أغیر ثیابي
و أحسست بخوف شدید عندما أكملت كلامھا و ذھبت إلى
المطبخ و وجدت آندي تنفجر من الضحك و قلت لھا بلا
مبالاة لكي لا أشعرھا بضعفي و خوفي
– اضحكي یا آندي فمن یضحك في البدایة یبكي في النھایة
– یجب أن تعلمي أنھ لا یمكن لأحد أن یأخذ مكاني في
ھذا القصر
– و من قال لكي أنني أرید مكانك یا آندي؟
و سكتت آندي و ظھر على وجھھا الارتباك و وقفت أمامھا
و قلت
– لكن أنت لن تحصلي على ما تریدین بھذه السرعة
و خرجت من المطبخ و تركتھا حائرة
و لما وصلت إلى غرفة الضیوف و جدت لوسي
جالسة تستمع إلى الموسیقى و في نفس الوقت نزلت السیدة
نتالیا متجھة نحوي و كلما كانت تقترب كان خوفي یزداد
– من البدایة بدأت تتھاونین في عملك كدت أن أحترق
بسببك أیتھا المتھورة
– سیدتي لم یكن قصدي……
و قاطعتني السیدة نتالیا صارخة
– أنا لا أحتاج إلى اعتذارك
و قاطعت لوسي أمھا قائلة
15
– أرجوك یا أمي سامحیھا من أجلي للمرة الأخیرة
– لوسي لا تتدخلي فیما لا یعنیك و الآن اذھبي من ھنا
– ولكن یا أمي …………
– نفذي ما قلتھ لكي
قالتھا السیدة نتالیا وھي تنظر إلى لوسي بنظرات مخیفة
وذھبت لوسي تجري إلى غرفتھا و بقیت أنا و السیدة نتالیا
لوحدنا
– أنت فسري لي ماذا أصابك الیوم
قالتھا لي السیدة نتالیا و ھي غاضبة و فجأة رن ھاتفھا و
أجابت و ذھبت إلى الحدیقة أووه لقد أنقذني الھاتف الیوم و
ذھبت لكي أنظف المطبخ و وجدت لوسي جالسة تشرب
كأس عصیر و جلست أمامھا و قلت لھا
– شكرا لكي كثیرا لأنك دافعت عني قبل قلیل
و أجابتني و ھي تبتسم لي
– لا داعي للشكر یا ماریا
– بسببي قامت السیدة نتالیا بتوبیخك الیوم
و ضحكت لوسي و قالت
– أنا معتادة على ھذا
– ھذا یبدو واضح من معاملة أمك لكي و لكن شكرا على
كل شيء فعلتھ الیوم من أجلي
– أخبرني ھل أوقعت الفنجان عمدا؟؟
– بالطبع لا ھذا بسبب آندي
– آه آندي مجددا أنا أكره ھذه المرأة
– ھل ترغبین في شرب شيء سیدة لوسي؟
– لا تنادیني سیدة یا ماریا یمكنك مناداتي لوسي اتفقنا ؟
– كما تریدین لوسي
16
و أمسكت لوسي بیدي و قالت
– اجلسي ماریا أنا لا أرید شرب شيء أرید أن تتحدثي لي
عنك قلیلا لأنني أشعر أنك إنسانة جیدة
و جلست و بدأت أسرد لھا قصتي
كنت في المطبخ أغسل الأواني و بعثت لي لوسي رسالة
بأنھا تحتاجني في غرفتھا فذھبت مسرعة لأرى ماذا ترید و
عندما وصلت قالت
– أنا أرید منك خدمة یا ماریا و أرجو منك المساعدة
– بالطبع سأساعدك ماذا ھناك؟
– سوف أخرج اللیلة مع أحد أصدقائي و أریدك أن
تخترعي حجة لكي لا تشك أمي في شيء ھل فھمت ماذا
أرید أن أقول ماریا؟
– أجل و لكن أنت تعلمین أنھ إذا اكتشفت السیدة نتالیا…….
و قاطعتني بقولھا
– أرجوك ماریا
– و أین ستذھبین ؟
– سأذھب إلى الدیسكو
– كیف؟؟ و لكن……
– ھذا یكفي ماریا أنا أرید أن أكسر ھذا الروتین الذي أنا
فیھ
– حسنا سأساعدك
و لم أكمل الجملة حتى حضنتني لوسي و عندھا أحسست
بأنني قد وجدت صدیقة و أخت جدیدة
– سأغادر القصر في العاشرة لیلا
قالتھا لي لوسي و أنا سارحة لا أعلم في ماذا و أجبتھا
17
– حسنا أنا موافقة علي الذھاب الآن ربما تحتاجني السیدة
نتالیا في شيء
– یمكنك الذھاب و شكرا لقبولك مساعدتي
و خرجت و سمعت السیدة تنادیني و ذھبت إلیھا في شرفة
القصر وجدتھا تتمتع بالجو الجمیل
– أین كنت ھل تعلمین كم مرة نادیت علیك؟
قالتھا لي السیدة نتالیا بكل ھدوء فأجبتھا
– آسفة سیدتي لقد كنت عند السیدة لوسي في غرفتھا
– و ماذا كنت تفعلین مع لوسي ؟
– لا شيء لقد طلبت مني أن أحضر لھا شيء لكي تشربھ
– ھل ھذا كل شيء؟
– أجل سیدتي
– لماذا أشعر كأنك تكذبین علي في كل مرة أتحدث فیھا
معك؟
قالتھا لي بكل ثقة و أجبت بكل ھدوء
– لا یوجد ھناك أي شيء یستدعي الكذب سیدتي
– آمل ذلك لأنھ إذا اكتشفت أنك تكذبین علي في شيء لن
تتخیلي ماذا سأفعل
و أحسست بخوف و كأنھا تھددني و قلت لھا
– لا تقلقي حیال ھذا الأمر سیدتي
– جید ماریا
– ھل تریدین شيء آخر ؟
– لا اذھبي الآن إلى عملك
و في العاشرة لیلا بعد أن نام الكل خرجت لوسي متسللة
لكي لا یراھا أحد و أنا كنت أحرس غرفة السیدة نتالیا لكي
لا تخرج و بعدما رأیتھا ركبت في سیارة سوداء كانت
18
تنتظرھا جریت مسرعة نحو غرفتھا و أخذت وسادة و
وضعتھا تحت غطائھا لكي یبدو للكل أنھا لوسي و بعد
برھة سمعت السیدة نتالیا تفتح باب غرفتھا و نھضت
بسرعة لكي أفعل أي شيء لمنعھا من دخول غرفة لوسي و
وجدتھا ترید فتح باب الغرفة و تدخلت بسرعة
– سیدتي ھل تحتاجین إلى أي شيء؟
– ألم تنامي بعد ماریا؟
– بلى أنا فقط سمعتك و ظننت أنك قد تحتاجین إلى شيء
– لا أنا لا أرید شيء شكرا
و كانت تكاد أن تفتح الباب و قلت بدون شعور
– و إلى أین أنت ذاھبة سیدتي ؟
و أجابتني باستغراب
– ھل أنت بخیر ماریا و من أنت لكي تسألیني؟ أرید أن
أرى ابنتي قبل النوم
– و لكن السیدة لوسي أخبرتني بأنھا لا ترید أن یزعجھا
أحد لأنھا مریضة بعض الشيء
قلتھا و أنا مرتبكة و أجابتني بابتسامة مع أنني لم أراھا
لطیفة معي ھكذا من قبل
– لا تقلقي علیھا لھذه الدرجة أنا أمھا و لن أزعجھا
مفھوم؟
ولم تترك لي شيء لأقولھ و أجبتھا
– مفھوم سیدتي
و بقیت واقفة أنتظر ردة فعلھا عندما تعلم أن لوسي لیست
في غرفتھا و بعد برھة نادت علي بصراخ و دخلت
مسرعة لأرى ماذا ترید
– أین ھي أیتھا الكاذبة و إلا سأقتلك
19
قالتھا لي السیدة نتالیا بصراخ و نحن وحدنا في الغرفة و
شعرت بالخوف و لكن لا یمكنني أن أفضح سرھا و أجبت
خائفة
– لكن…..م….كیف لي أن أعلم لقد…لقد تركتھا قبل قلیل
نائمة
و جاءت إلي و أمسكتني من قمیصي و ألصقت وجھھا
بوجھي و قالت
– سوف تخبرینني یا ماریا شئت أم أبیت لأنھ عاجلا أم
آجلا سأعلم لذا یستحسن لكي أن تخبریني الآن
و لم تكمل كلمة "الآن" حتى رمتني على السریر یا الھي
ماذا سأفعل لا یمكنني إخبارھا و قلت لھا
– أنا لا أكذب سیدتي لقد تركتھا نائمة
– أنا لا أصدقك ماري لأنھ واضح من عینیك أنك تكذبین
– أنا أقول الحقیقة سیدتي صدقیني أرجوك
– أنت لا تریدین إخباري ألیس كذلك؟
و اكتشفت عندھا أنھا ذكیة و لن تصدقني و لكنني بقیت
مصرة على أنني لا أعلم شيء
و عادت السیدة نتالیا إلى غرفتھا و ھذا غریب و كأنھا
غیر مكترثة بھذا و خرجت إلى الشرفة لكي أنتظر لوسي و
أخبرھا بما حدث و بعد نصف ساعة من الانتظار عادت
لوسي في نفس السیارة التي أقلتھا و نزلت بسرعة و
وجدتھا قد وصلت إلى غرفة الضیوف و كان الضوء منطفئ
و لم یكن بوسعھا رؤیتي و نادیت علیھا بصوت خافت لكي
لا یسمعنا أحد
– ما الأمر ماریا ھل علم أحد بأمري ؟
قالتھا لي لوسي و القلق یبدو على وجھھا و أجبتھا
20
– لوسي لقد…….
و أشعل أحد الضوء فجأة و استدرنا أنا و لوسي و اكتشفت
أنھا السیدة نتالیا و في تلك اللحظة أحسست بخوف شدید و
علمت أنني قد انكشفت
– ھذا جید منذ متى و أنتما تحمیان بعضكما ؟
قالتھا لنا السیدة و ھي تنزل من السلالم متجھة نحو لوسي
و وقفت أمامھا و ھي تنظر إلى ملابسھا من الأعلى إلى
الأسفل و قالت لھا
– و منذ متى و لوسي دافیلا تذھب إلى الملاھي اللیلیة؟
و أجابتھا لوسي و ھي ترتعش من الخوف
– أمي لیس كما تظن…..
و قاطعتھا السیدة بصفعة قویة في خدھا جعلتھا تسقط علي
و قلت للوسي
– لوسي ھل أنت بخیر؟
– أجل ماري لا تقلقي
و قالت لي السیدة نتالیا
– و أنت لم أنتھي منك بعد یا ماري
و توجھت مباشرة نحو مكتبھا قائلة
– لوسي تعالي إلى المكتب الآن
و بعد أن ذھبت نظرت إلي لوسي و الخوف یظھر من
عینیھا الزرقاء و قلت لھا
– لوسي أنا آسفة لم أكن أرید أن…..
– لا داعي للأسف یا ماري أنا أفھم الأمر
– و لكن ماذا تریدك؟
21
و عندما سألتھا ھذا السؤال بدأت عیناھا تذرف الدموع
انصرفت و لم تجب و كان واضحا من أن السیدة نتالیا
ستعاقبھا و لكن أي عقاب یا ترى؟؟
وعدت إلى النوم و لم أستطع أن أعرف ما حدث بعد ذلك
و في یوم غد استیقظت باكرا لأعد الفطور و بعد ذلك
نزلت السیدة نتالیا لكي تفطر و لاحظت أنھا الوحیدة التي
أتت أین ھي لوسي یا ترى؟
أردت أن أصعد لكي أرى ماذا حدث لھا و لكن السیدة
أوقفتني بندائھا علي
– إلى أین ماریا؟
قالتھا لي السیدة نتالیا و أنا على وشك الصعود إلى الفوق
– أنا ذاھبة لكي أرتب غرفتك سیدتي
– إیاك و الاقتراب من غرفتي المكلفة بھا ھي آندي
– كما تریدین سیدتي سأرتب باقي الغرف إذن
و صعدت إلى فوق وطرقت باب غرفة لوسي و لكن لم
یرد أحد و بعدھا فتحتھ لأجد لوسي غارقة في النوم و
دخلت و نادیت علیھا عدة مرات و لا إجابة و رأیت قنینة
في یدھا و عندما قرأت محتواھا و جدت أنھا أقراص للنوم
یا الھي لقد تناولتھا بأكملھا و بدأت أنادیھا و عندما رأیت
وجھھا و جدت بعض الكدمات و الجروح علیھ یا الھي
كیف استطاعت السیدة نتالیا فعل ھذا بابنتھا لقد فھمت الآن
لقد أرادت لوسي الانتحار لا یمكنھا تركي كما فعلت خالتي
و رحت أجري كالمجنونة لأخبر السیدة نتالیا عما حدث وقد
فوجئت ھي أیضا و جرت إلى غرفة لوسي و ذھبت إلیھا
تحاول أن تیقظھا و لكن بدون جدوى
– لا زلت تتفرجین ھیا نادي على ماركو
22
قالتھا لي السیدة نتالیا بصراخ و كأنھا مكترثة لما حدث
رغم أن ھذا كلھ بسببھا و نادیت على ماركو و أخذوھا إلى
المستشفى بسرعة و طلبت من ماركو أن یأخذني معھ و
عند وصولنا أخذ الأطباء لوسي یا لھا من مسكینة قلبي
یتقطع ألما علیھا
كیف دخلت إلى قلبي بھذه السرعة كیف؟؟
و بعد قلیل جاءت السیدة نتالیا بمعطف أحمر و كانت في
قمة الجمال
ما فائدة الجمال إذا لم یكن القلب فیھ رحمة
ما فائدة الثروة إذا كانت القسوة تملأ صاحبھا
– ماذا تفعلین أنت ھنا ؟
قالتھا لي السیدة نتالیا باستغراب و أجبتھا
– لقد بقیت قلقة على لوسي فجئت مع ماركو
لم تجبني السیدة نتالیا لكونھا منشغلة
و رأیت الدكتور فسألتھ عن حالة لوسي
– دكتور أخبرني أرجوك كیف ھي لوسي؟
– لا داعي للقلق كل شيء على ما یرام لو لم تحضروھا
في الوقت لكانت قد ماتت الآن و لكنھا لا زالت تحت تأثیر
الأقراص یمكنھا الخروج في الغد
– شكرا جزیلا لك دكتور
– ھذا واجب
– ھل یمكنني أن أراھا ؟
– أجل والدتھا دخلت قبل قلیل
و ذھبت أمام الغرفة التي بھا لوسي و سمعت السیدة نتالیا
تتحدث مع لوسي قائلتان
23
– اسمعیني جیدا یا لوسي إذا أخبرتي أحدا بما حدث لیلة
أمس أنت تعرفینني جیدا و لا أحتاج أن أعید ما أقولھ
– مفھوم أمي
قالتھا لوسي لأمھا حسب ما سمعتھ و بعدھا دخلت و عندما
رأتني السیدة نتالیا غضبت و قالت
– أنت ثانیة ماذا تریدین؟
أرید أن أرى صدیقتي
– ھا ماذا؟ صدیقتك إنھا ابنتي قبل أن تكون صدیقتك یا…
و قاطعتنا لوسي بقولھا
– ھذا یكفي أمي دعیھا تدخل
و خرجت السیدة نتالیا و ھي تنظر إلي بنظرات كره
– كیف حالك لوسي؟
قلتھا ل لوسي و نحن وحدنا في الغرفة
– أنا بخیر ماریا أشكرك كثیرا على اھتمامك لا تعرفین كم
أنا محظوظة لأن لدي صدیقة مثلك
– أنا أیضا لوسي و لكن أخبریني ماذا حدث لكي لیلة
أمس؟
– لا شيء مھم ماریا
و علمت أن لوسي خائفة من إخباري الحقیقة و لم أعد
سؤالھا لأنني أعرف أنھا لن تخبرني بشيء و في یوم غد
خرجت لوسي و عدنا إلى القصر و عدت إلى عملي من
جدید عندما دخلت إلى المطبخ لأعد الفطور و جاءت إلي
آندي قائلة
– سیدتي تریدك في مكتبھا الآن
– ولماذا ؟
– و لماذا تسألینني ھذا السؤال؟
24
و تركت المطبخ و ذھبت إلى المكتب و طرقت الباب و
دخلت و كانت السیدة نتالیا واقفة اتجاه النافذة و جاءت
أمامي و ضربتني بقوة في وجھي لا أعلم لماذا؟ و
أمسكتني من ذراعي و دفعتني على الكرسي لأجلس و لم
أستطع فعل شيء لكونھا سیدتي و قلت بخوف
– لكن ماذا فعلت یا سیدتي ؟؟
– ھل تظنین أنني نسیت أنك كذبت علي لقد حذرتك من
قبل ألیس كذلك؟
قالتھا لي و ھي تنظر إلي مباشرة و أجبتھا و أنا أرتعش
من الخوف
– أنا آسفة سیدتي أنا لم أقصد…..
و قاطعتني بصفعة ثانیة على وجھي و أمسكتني من ذراعي
بقوة و قالت لي بغضب
– لآخر مرة أحذرك یا ماري لا تتدخلي فیما لا یعنیك ھل
ھذا مفھوم؟
– أجل سیدتي مفھوم
قلتھا و أنا أتوسل إلیھا لتترك ذراعي
– أتركیني سیدتي أنت تؤلمینني أرجوك
و أخیرا تركتني و قالت
– ھذا لا یعتبر شيء بما سأفعلھ بك إذا كذبت علي مرة
أخرى یمكنك الذھاب الآن
و خرجت مرعوبة من كلامھا و كان وجھي یؤلمني لقوة
ضرباتھا و عدت إلى المطبخ و عندما رأتني آندي قالت
– یبدو أنھ…..
قاطعتھا قائلة
– أجل لقد ضربتني ھل ارتحت الآن ؟
25
– اھدئي أنا أعرف أنھا فعلت ھذا ألا ترین أن فمك ینزف
اذھبي أنا سأعد الفطور
لقد كانت آندي لطیفة معي الیوم لا أدري لماذا؟ ذھبت
لأضمد جرحي و بعد أن نزل الكل إلى مائدة الفطور
لاحظت أن السیدة نتالیا لم تنزل ھذا غریب لأنھا كانت
تنزل ھي الأولى و عندما كنت مارة بجانب مكتبھا حاملة
معي كأس سمعتھا تتحدث إلى أحد في الھاتف قائلة
– اسمعني براد یجب أن لا یعرف أحد بأنني التي أمرت
بقتل دایفد تلك اللیلة ھل سمعتني ؟
و عندما سمعتھا قالت كلمة "قتل" لم أشعر حتى أوقعت
الكأس و سمعتھ السیدة نتالیا و جریت بسرعة لكي أختبئ و
عندما اختبأت رأیتھا فاتحة الباب تنظر إلى الكأس المكسور
و لكن لا أظنھا رأتني و عدت إلى المطبخ أفكر فیما قالتھ
في الھاتف یا الھي آمل أن لا یكون شكي في محلھ و
خرجت إلى الحدیقة و نادیت على ماركو و قلت لھ بقلق
– ماركو أنت أخبرتني أن زوج السیدة نتالیا مات في
حادث طائرة ألیس كذلك؟
– أجل ھذا صحیح
– ھل تظن أن ھذه الحادثة طبیعیة ؟
– حسب علمي لا زالت غامضة لحد الآن
– أخبرني ما اسم زوج السیدة نتالیا؟
یا الھي آمل أن لا یكون ما أظنھ صحیح
و أجابني ماركو
– اسمھ دایفد دافیلا لماذا؟
و عندما قال ھذا فوجئت تماما و فقدت توازني لیتني لم
أدخل إلى ھذا القصر لقد أوقعت نفسي في مشكلة كبیرة
26
إنھا السیدة نتالیا من قتلت زوجھا كیف یمكن أن تفعل ذلك
إنھا قاتلة..
و عدت إلى القصر و وجدت لوسي و أمھا في مائدة
الطعام و كل ما نظرت إلى السیدة نتالیا كان الخوف ینتابني
فھي تستطیع فعل أي شيء لتزیل من یقف في طریقھا
– ماریا
قالتھا لي السیدة نتالیا و أنا واقفة أمامھا
– نعم سیدتي
– ھل أنت من أوقع كأسا أمام باب المكتب ؟
و أحسست بالارتباك و أجبت ناكرة
– ماذا؟ لا سیدتي أنا لم أمر بجانب المكتب الیوم
– و من یا ترى؟ یوجد في ھذا القصر خادمتان و سائق
و لا یمكن للسائق أن یدخل إلى القصر إلا بإذن مني
– لا أعلم سیدتي ربما آندي
– و لماذا لا تكونین أنت؟
– لقد أخبرتك سیدتي لست أنا
و قالت لوسي للسیدة نتالیا
– ھذا یكفي أمي ألم تخبرك بأنھا لیست الفاعلة و ھذا لا
یستحق كل ھذا العناء انھ مجرد كأس
– الشخص الذي فعل ذلك یا لوسي یعلم جیدا ماذا اكتشف
قالتھا السیدة نتالیا و ھي تنظر إلي بعیون واثقة و كأنھا قد
اكتشفت سري و ذھبت إلى المطبخ و أنا مرتبكة ماذا
سأفعل و بعد قلیل ذھبت لأجمع مائدة الإفطار و التقیت ب
لوسي و قلت لھا
– كیف حالك لوسي ؟
– أنا أفضل بكثیر عزیزتي شكرا
27
– ھذا ظاھر من وجھك لقد اختفت كل الكدمات
– ھذا صحیح أراك لاحقا ماریا علي الخروج الآن
– مع السلامة أراك لاحقا
و بعد أن أرادت لوسي الذھاب توقفت و ھي تنظر إلي
بتمعن و قالت
– ماریا ماذا حدث لفمك ؟
– ماذا؟ فمي آه انھ مجرد حادث بسیط
– إنھا أمي صحیح؟
و عجزت عن إخفاء الحقیقة عنھا لأنھ كان من الواضح أنھا
عرفت و أجبتھا
– ھذا صحیح
– و لكن كیف…..
– لا داعي لھذا لوسي انھ فقط مجرد سوء تفاھم بیننا
– ھل تظنینن أنني غبیة ماریا؟ أنا أعلم أنھا فعلت ھذا
بسبب مساعدتك لي تلك اللیلة ألیس كذلك؟
– أنا فقط أخذت عقابي الذي أستحقھ لوسي
– أي عقاب ماریا؟ أنت خادمتھا أجل و لكن لست عبدة
عندھا
– یكفي لوسي سوف تسمعك السیدة نتالیا و….
– لا یھمني ما ستفعلھ منذ الآن ماریا
– أنت على حق لوسي سوف نتكلم في ھذا لاحقا
– حسنا أنا ذاھبة لا تنسي أنا دائما بجانبك ماریا
– و أنا أیضا
و خرجت لوسي و أثناء جمعي للمائدة فوجئت بأحد یمسكني
من الخلف و یضغط على یدي حتى لا یمكنني تحریكھا
28
إنھا آندي من فعلت ھذا و قلت لھا و أنا أحاول تخلیص
نفسي لكن بدون جدوى لقد كانت أقوى مني بكثیر
– اتركیني آندي ماذا تفعلین ؟
و بعدھا رأیت السیدة نتالیا تتجھ نحوي وھي تبتسم قائلة
– اھدئي ماریا الجمیلة لن یحدث لكي شيء بالطبع إذا
أخبرتني بما أرید
و عندھا عرفت بأن لا مفر لي لقد علمت بأنني سمعتھا
وقفت السیدة نتالیا أمامي و آندي تمسكني بقوة
– ھل سمعتني قبل قلیل؟
و أجبتھا بارتباك و خوف و صوت متقطع
– أ…أنا أجھل عن ماذا تتحدثین سیدتي؟
– و إذا كنت لا تعلمین لماذا أنت ترتعشین خوفا ؟
– أرجوك سیدتي أنا لا أعرف شيء دعیني أذھب
– سأعید سؤالي ھل سمعتني قبل قلیل ؟
بقیت مصرة على إنكار الحقیقة
– لقد أخبرتك أنني لا أعلم سیدتي
و أمسكتني من ذقني و وجھت عیناھا في عیناي و قالت
– ھل سمعتني قبل قلیل؟
– لا
و ضحكت و قالت
– أنت تكذبین أیتھا الحقیرة ھذا ظاھر من عینیك ھل
ستجیبینني أم لا؟
قالتھا لي بصراخ و ھي تنظر إلي و استسلمت و أجبتھا
– أجل لقد سمع…
29
لم أكملھا حتى تلقیت صفعة قویة على وجھي و تركتني
آندي و أمسكتني السیدة نتالیا من ذراعي و أخذت سكینا
كان على المائدة و وضعتھ على رقبتي و قالت
– إذا نطقت بأي كلمة مما سمعتھ سأضطر لقتلك أنت أیضا
یا ماریا ھل ھذا مفھوم ؟
و أجبتھا بخوف شدید
– أجل سیدتي مفھوم
– ھذا ما أحبھ فیك ذكیة و سریعة الفھم یمكنك الذھاب و أنا
أحذرك مرة أخرى یا ماریا
و خرجت و أنا أبكي و مرعوبة مما قالتھ لي
یا الھي
ما ھذه المشكلة التي وقعت فیھا
لقد ندمت على قدومي إلى ھذا القصر المشئوم
كیف لي أن أخرج من ھذا المأزق الآن؟
لیتني سمعت نصیحة ماركو
و لكن لا یجب علي الاستسلام
یجب أن أفضح حقیقة تلك الحقیرة
في الیوم التالي استیقظت في الصباح الباكر لكي أخرج من القصر
و لكي لا یراني أحد أعددت حقیبتي و بدأت بالنزول بدون إصدار
أي صوت یثیر الانتباه و عندما أردت فتح باب داخل القصر
فاجئني أحد قائل
– لیس بھذه السھولة یا جمیلة
لقد وقفت السیدة نتالیا مجددا في طریقي و أردت فتح الباب لكنھ
كان مقفولا
– أنظري المفتاح معي ماریا من یدخل ھذا القصر لا یخرج منھ
أبدا
قالتھا لي نتالیا و ھي تبتسم متجھة نحوي و أجبتھا
30
– و لكن ماذا تریدین مني لقد قلت لكي أنني لن أخبر أحدا أنا لا
یھمني سرك أرجوك سیدتي
– نتالیا لا تثق في أحد یا ماریا
– و حتى إذا بقیت ماذا ستفعلین؟
– أنا التي تقرر ماذا سأفعل بك
و صعدت إلى فوق و أنا أحس بالفشل و عدت إلى غرفتي أفكر في
طریقة أخرى للفرار
ھناك طریقة واحدة وھي أن أخبر لوسي بحقیقة أمھا و لكن سیتحطم
قلبھا إذا علمت بالأمر و لكن لابد من إخبارھا الحقیقة
و قبل وقت الفطور بقلیل دخلت إلى غرفة لوسي و وجدتھا غارقة
في النوم و أیقظتھا و قالت باستغراب
– ماریا ماذا تفعلین ھنا في ھذا الوقت؟
– أنا آسفة على إزعاجك لوسي و لكن علي إخبارك بشيء مھم
جدا
– ما الأمر ماریا أنت تخیفینني ماذا ھناك؟
و خاطرت بحیاتي و أخبرتھا بكل ما سمعتھ و قالت لي و ھي في
صدمة شدیدة
– ماذا لا لا لا أنت تكذبین أنت فقط تریدین الانتقام مني لما فعلتھ
أمي بك
قالتھا لي لوسي بصراخ و أجبتھا و أنا أحاول تھدئتھا
– أنا لا أكذب لوسي ھذا ما سمعتھ
– لا ھذا لا یمكن كیف لأمي أن تفعل ذلك بأبي؟
– أردتك أن تعرفي الحقیقة قبل أن أموت
و جاءت إلي لوسي و ھي تنظر إلي قائلة
– ماذا تقصدین ماریا؟
– لقد وعدتني أمك بأنھ إذا أخبرتك سوف تقتلني
31
– ماذا؟ و لكن كیف لھا أن تفعل ھذا ؟ اھدئي ماریا لن یحدث لكي
شيء ما دمت أنا ھنا
و أجبتھا و أنا خائفة
– لا أنا سأموت لقد أفشیت سرھا سوف تقتلني
– ماریا اسمعیني لا تدعیھا تسیطر علیك
– و لكنھا…
– لا تقلقي ھي لن تعلم بأنك أخبرتني أنا لن أخبرھا أي شيء
– أنا أرید الخروج من ھنا یا لوسي أنا لا أقدر على كل ھذه
المشاكل
– أنا أیضا أرید الخروج من ھنا
لقد أدھشتني لوسي عندما أخبرتني بأنھا ترید الخروج من القصر
یبدو أنھا بدأت تكره أمھا على ما فعلتھ و قالت لي
– یجب أن نساند بعضنا البعض إذا أردنا الخروج من ھنا
– و لكن ماذا سنفعل بعدھا؟
– سنذھب للشرطة
– و لكن لماذا لوسي؟
– یجب أن تدفع أمي الثمن على قتلھا لأبي انھ الشخص الوحید
الذي كان یقف دائما بجانبي و قد حرمتني منھ
– ولكنھا تبقى أمك رغم كل شيء
– أنت لا تعرفینھا یا ماریا لم أحصل منھا یوما على حنان الأم لا
تھتم سوى بنفسھا و مالھا
– و لكن كیف سنخرج من ھنا ؟
– أنا لدي فكرة ھناك باب خلفي لھذا القصر و لكنھ مغلق لا أحد
یستعملھ
– و أین سنجد المفتاح؟
و بدت لوسي مضطربة و قالت لي
32
– لا أعرف ماریا
– ھل رأیت لوسي لا یوجد مفر لنا
– لا بد أن تكون قد وضعتھ في مكتبھا
– و كیف سنصل لمكتبھا
– أنت یا ماریا أنت التي تنظفین المكتب دائما
– لست أنا من ینظف المكتب آندي ھي التي تفعل ذلك
– أووه ھل تظنین أنھا ستقوم مساعدتنا إذا أخبرناھا بالحقیقة؟
– ھل جننت لوسي لا یمكننا الوثوق بھا فھي الذراع الیمنى لأمك
و لا یمكن لھا خیانتھا و لیس أیضا من البعید أن تكون على علم بما
فعلتھ أمك بوالدك
– لقد سئمت من ھذا سأقوم بالبحث عن المفتاح بنفسي
– و لكن لوسي ماذا ستفعلین إذا…
– ھي لن تعلم سنقوم بذلك في اللیل
– ھذا جید آمل أن نحصل على ذلك المفتاح و نخرج من ھذا
الجحیم
و فجأة دخلت علینا السیدة نتالیا و استغربت عندما وجدتني مع
ابنتھا و قالت و ھي أمامنا تنظر إلینا
– ھذا غریب ماریا ھنا في ھذا الوقت
لم أعرف بما أجیبھا و شعرت بالخوف و نظرت إلي لوسي و كلتانا
لم تعرف ماذا تقول و قالت السیدة نتالیا بثقة
– ماذا؟ أرى أنكما ترتعشان من الخوف ھل ھناك شيء ما؟
و أجبتھا بعد أن تخلصت من خوفي
– لقد سمعت السیدة لوسي تصرخ فجئت أرى ماذا حدث؟
– ولماذا كانت تصرخ؟
و أجابتھا لوسي
– إنھ مجرد كابوس یا أمي
33
– و إذا كان كابوس فلما لم تجیباني قبل قلیل؟
– ھذا لأنھ لا أرید إزعاجك یا أمي
و خرجت السیدة نتالیا قائلة
– ماریا تعالي أریدك
و عندھا علمت أنھا قد شكت في شیئ ما و قلت للوسي
– أرأیت لوسي لقد شكت في أننا نخفي شيء
– لا تقلقي ماریا یجب أن لا تلاحظ علیك أي خوف لكي لا
تكتشفك فرغم كل ھذا أمي ذكیة ھل فھمتني ؟
– أجل سأذھب الآن أراك لاحقا
و خرجت و رأیت السیدة نتالیا تدخل إلى مكتبھا و ذھبت لأرى ماذا
ترید و عندما دخلت و جدتھا جالسة في الكرسي كالمعتاد فقالت لي
– أعلم أنك فتاة لا تحب المشاكل فلماذا تسعین وراءھا دائما
– أنا لا أفھم سیدتي ماذا تقصدین بكلامك؟
– أنت تدعین أنك لا تعرفین شيء
– و ماذا سأعرف سیدتي؟
و نھضت من الكرسي بغضب شدید متجھة نحوي قائلة
– ھذا یكفي ماریا لقد حفظتك جیدا من أول یوم لك ھنا و لن تأتي
الآن لتلعبي معي ألعوبتك ھل فھمت؟
– و لكن سیدتي على الأقل أخبریني ما الأمر؟
و أقفلت السیدة نتالیا باب المكتب وعندھا شعرت بالخوف لبقائي
وحدي مع قاتلة قالت لي وھي تنظر إلي بتمعن
– ھل أخبرتھا شيء؟
و أصبت بالارتباك قلیلا و أجبتھا
– لا سیدتي لم أخبرھا أبدا
– و لماذا كنت عندھا قبل قلیل ؟
– لقد أخبرتك سیدتي
34
– ھل تظنین أنني غبیة لكي أصدق تلك الكذبة التافھة؟
– و لماذا سأكذب سیدتي ؟ لنفرض أنني أخبرتھا ھل تظنین أن
ذاك ھو الذي سیكون رد فعلھا ؟
و قاطعتنا آندي بطرقھا باب المكتب قائلة
– سیدتي ھناك رجل ینتظرك في باب القصر
وقالت لھا السیدة نتالیا
– من ھو؟
– إنھ السید براد
– حسنا أنا آتیة أدخلیھ
و تذكرت ھذا الاسم "براد" أجل إنھ ھو الذي كانت تتحدث إلیھ ذلك
الیوم في الھاتف و قالت لي
– اذھبي الآن و أعدي الفطور
و أخیرا لقد تخلصت منھا و خرجت ذاھبة إلى المطبخ و وجدت
آندي و قلت لھا
– آندي أرجوك ھل یمكنك إعداد الفطور أنا لا أشعر بحالة جیدة
– حسنا اذھبي
رغم كل ما فعلتھ آندي یبدو أنھا فتاة لطیفة من الداخل و إنما ھي
ترید أن تثبت أنھا سیئة
تظاھرت بأنني مریضة فقط لأسمع محادثة نتالیا و براد و ذھبت
أتجسس علیھم من فوق حیث لا یراني أحد سمعتھم یتحدثون
براد رجل لا یبدو علیھ كبر السن و ھو رجل طویل القامة و ذو
شعر بني لامع و عیون خضراء بارزة ومن مظھره یبدو أنھ غني
– ھل تعلمین یا نتالیا أوضاع الشركة لیست مفرحة فھي تتدھور
بشكل مؤقت
قالھا براد ل نتالیا وھما في غرفة الضیوف و أجابتھ نتالیا
35
– و ما عملك إذا یا براد لقد وظفتك معي و وضعت ثقتي فیك لكي
تتكلف بھذه الأمور
– أنا أعلم جیدا ھذا و سأعمل قصار جھدي لكي أتكلف
– ھذا ما أرید سماعھ منك
و رأیتھ یمسك بیدھا و كأنھ لیس مجرد موظف و إنما عشیقھا
– أنا لا أستطیع أن أعیش من دون أن أراك لیوم واحد
قالھا براد للسیدة نتالیا و ھو ینظر إلیھا یا الھي ھل كانت بینھما
علاقة أم ماذا ؟
إذا كان ھذا صحیح فھي كانت تخون السید دایفد لا أصدق ھذا
و قالت لھ السیدة نتالیا و ھي تبعد یده عن یدھا
– أبعد یدك عني براد سوف یرانا أحد
– و منذ متى و أنت تخافین من الأشخاص الموجودین ھنا فأنت
لدیك كل السیطرة علیھم حتى لوسي تخاف منك
– أنت محق كلھم سوى واحدة
و أجابھا براد وھو یضحك
– ومن ھذه التي تخیفك؟
– إنھا خادمة جدیدة اسمھا ماریا
أصبت بالدھشة عندما سمعتھا تنطق باسمي لم أصدق أنني أشكل
كل ھذه الخطورة على سیدة مثلھا و أجابھا براد باستغراب
– و لماذا تشكل علیك كل ھذه الخطورة؟
– ھي تعلم بأنني وراء مقتل دایفد
– ماذا لكن كیف؟
– لقد سمعتني أتحدث إلیك في الھاتف
– و لما لم تزیلیھا من طریقك إذن؟
و أصبت بالخوف عندما سمعتھ یقول ذلك ھل یخططان لقتلي أم
ماذا؟
36
– آه یا براد أنت لم تراھا إنھا في غایة الجمال و لا أرید أن أقتلھا
الآن لا تعلم ربما تفیدني في المستقبل
قالتھا نتالیا ل براد و ھي تضحك و أجابھا براد
– ھي لا تعرفك بعد أنا أشفق علیھا
– سوف تعرف من أكون مع مرور الوقت
قالتھا نتالیا بكل ثقة ل براد و لكنني لن أدعھا تفعل أي شيء سوف
أنھي كل مؤامراتھا و قالت لھ نتالیا
– ماذا عن كاثرینا ؟
– لا تخافي ھي لم تھرب مازلت أحتجزھا في ذلك المكان
– ھذا جید سأریھا ماذا یحدث للذي یحاول الوقوف في طریقي
و لم أكمل الإستماع لأنني سمعت آندي قادمة و جریت نحو غرفتي
و دخلت إلیھا و بدأت أفكر في من تكون كاثرینا یا ترى؟ و لماذا
قال براد أنھ یحتجزھا؟
لیس ھناك أي تفسیر لھذا إلا تفسیر واحد و ھو أن ھذه المدعوة
كاثرینا اكتشفت حقیقة نتالیا و أرادت أن تفضحھا و لكن نتالیا فعلت
بھا ھذا
سمعت أحد یطرق باب غرفتي و عندما فتحت وجدت لوسي و قلت
لھا بسرعة
– لوسي أرید أن أسألك عن شیئ
– ماذا ھناك ماري؟
– ھل كانت واحدة من ھذه العائلة اسمھا كاثرینا؟
– أجل إنھا خالتي لماذا؟
و أصابتني الصدمة عندما سمعت ذلك كیف یمكن للسیدة نتالیا أن
تفعل ھذا بأختھا ؟
و قالت لي لوسي بعد أن أیقظتني من الصدمة
– و لكن لماذا تسألینني ھذا؟
37
و قلت لھا
– و أین ھي الآن؟
– لقد سافرت إلى إنكلترا
– و من أخبرك بھذا؟
– أمي ھي التي فعلت و لكن ماري لماذا تسألینني ھذه الأسئلة؟
– ھناك شیئ لا تعرفینھ لوسي
– ماذا؟
– خالتك لم تسافر لأي مكان بل أمك التي تحتجزھا في مكان ما
لأنھا قد علمت بما فعلتھ
– ما ھذا الذي تقولینھ و لكن ھذا مستحیل لقد أرسلت لي بنفسھا
رسالة تقول فیھا بأنھا قد سافرت إلى إنكلترا
– أنا لم أخترع ھذا لقد سمعتھا بنفسي و ھي تتحدث مع براد
– یا إلھي ھذه لیست إنسانة إنھا وحش كیف زالت من قلبھا
الرحمة ھكذا؟
– لن نغیر أي شيء بقولنا ھذا لوسي علینا أن نفعل شيء لنساعدھا
فغالبا ھي لازالت حیة الآن
– و لكن ماذا بوسعنا فعلھ فأنت تعرفین أنھ لا یمكننا مغادرة
القصر إلا بموافقتھا
– أنا لدي خطة غالبا ستنجح
– ما ھي ماري؟
– أنت ستمثلین بأنك مریضة و تحتاجین للذھاب إلى المستشفى و
ھكذا سترافقك أمك و أنا سأبقى في القصر و سأبحث عن المفتاح
– و ماذا عن آندي؟
– لا تقلقي بشأنھا لدي خطة من أجلھا ھل تملكین دواء للنوم؟
– آه لقد فھمت الآن ھل تعلمین شيء ماري؟ لم أكن أعلم أنك ذكیة
إلى ھذه الدرجة
38
– شكرا لك عزیزتي یجب علینا أن نبدأ بالخطة الآن ھل أنت
مستعدة؟
– أجل مستعدة اذھبي
و نزلت و بدأت بالركوض و كأن شيء قد حدث بالفعل و مثلت
كأنني قلقة و قلت للسیدة نتالیا و قد كانت ھي و براد لازالا في
غرفة الضیوف
– سیدتي لا أعلم ماذا حدث للسیدة لوسي و جدتھا فاقدة للوعي و
لا تجیب
و نھضت نتالیا من فوق الأریكة و قالت
– ماذا؟ ألا تعرفین ماذا حدث؟
– لا سیدتي وجدتھا فاقدة للوعي
و راحت تجري كالمجنونة مصدقة لما قلتھ و ذھب معھا براد أیضا
و بعد أن رأت لوسي قالت ل براد
– براد خذھا للسیارة سنأخذھا إلى المستشفى
و كانت لوسي ملقیة على الأرض لم اعلم أنھا ممثلة بارعة
و بعد أن خرج الكل أخذت دواء النوم و وضعتھ في شاي أعدتھ
آندي لنفسھا و عندما عادت قالت لي
– ماذا تفعلین ھنا ؟
و أجبتھا بابتسامة و ھي تشرب الشاي
– و ماذا برأیك أفعل؟ أنا أعمل ھنا
– أظنك قلت أنك مریضة
– أنا بخیر الآن
و بدت على آندي علامات الإرھاق و قالت لي وھي تبدو متعبة
– أنا أشعر بالتعب ماري ھل یمكنك التكلف بالتنظیف؟
– طبعا و ھذا ھو عملي
– شكرا لك
39
و ذھبت آندي لتنام و بقیت في القصر لوحدي و ذھبت للمكتب و
لكن وجدتھ مقفولا یا لھ من حظ سيء ماذا سأفعل الآن ھذه ھي
فرصتي الوحیدة لإیجاد المفتاح آه لقد تذكرت غرفة نتالیا
و لم تكن غرفتھا مقفلة دخلت إلیھا لأول مرة إنھا جمیلة جدا لم أرى
مثلھا في حیاتي و رحت أبحث في غرفتھا حتى وجدت عدة مفاتیح
في خزانة الثیاب و لكن لا أعلم أي مفتاح ھو مفتاح باب القصر و
أخذت المفاتیح و جریت بسرعة كبیرة نحو ماركو و سألتھ
– ماركو أخبرني أین ھو الباب الخلفي للقصر؟
– و لماذا ھذا السؤال؟
– أنا على عجلة یا ماركو سأخبرك لاحقا
و أراني ماركو الباب و بدأت أجرب المفاتیح مرارا و تكرارا حتى
و جدتھ و في اللحظة نفسھا رأیت سیارة نتالیا تدخل إلى القصر و
لم أعلم ماذا سأفعل و لم یكن بوسعي سوى الركوض بسرعة خارقة
لأعید المفاتیح بعد أن أخذت المفتاح الذي أحتاجھ و وصلت إلى
غرفة نتالیا و وضعت المفاتیح في مكانھم و رتبت الغرفة كما كانت
لكي لا أثیر الشك و عندما استدرت لكي أخرج من الغرفة و جدتھا
أمامي
– ماذا تفعلین أنت في غرفتي؟ ألم أقل لك أن لا تدخلي إلیھا؟
قالتھا لي نتالیا بغضب و صراخ و أجبتھا و أنا ھادئة لكي لا تشك
في أي شيء
– أنا آسفة سیدتي آندي مریضة لھذا قمت بترتیب الغرفة بدلا عنھا
– اسمعیني أنا لا أرید أن تعیدي ھذا الخطأ و إلا أنت تعرفین
– ھذا مفھوم سیدتي لن أعید الكرة أعدك بھذا
– لا أحتاج إلى وعودك ھیا اذھبي عند لوسي و أحضري كل ما
تطلبھ منك إنھا مریضة
– أمرك سیدتي
40
و خرجت و أنا أضحك لأنني حصلت على المفتاح و لكن لم تنتھي
الخطة بعد ذھبت عند لوسي و وجدتھا تنتظر و نھضت بحماسة و
قالت لي
– ماذا؟ ھل حصلت علیھ؟
و أریتھا المفتاح و بدأت بالضحك و جلست و قالت
– یجب علینا أن نقوم بنسخة عن ھذا المفتاح لأن أمي ستعرف بما
فعلناه إذا لم تجده في مكانھ
– ولكن من سیساعدنا في ھذا؟
– سأعطیھ ل ماركو فھو رجل جید و یمكننا الاعتماد علیھ
– أنا متفقة معك إنھ شخص جید و لكن متى سنخرج من القصر؟
و أجابتني لوسي قائلة
– لیس الآن ماري یجب علینا أولا معرفة أین تحتجز أمي خالتي
فیجب علینا إنقاذھا و لكن كیف سنعرف ھذا؟
– براد ھو المتكلف بالأمر
– آه لقد نسیت لقد عاد معھا براد إلى القصر و غالبا قد یكونان
الآن یتحدثان عن ھذا
و أجبتھا و أنا واقفة
– تعالي یجب أن نستمع إلى حدیثھم
و خرجت مع لوسي و وقفنا بجانب المكتب نستمع إلیھما قائلان
– سوف أذھب لمقابلتھا ھذه اللیلة لكي آخذ لھا بعض الطعام فقد
بقیت لمدة طویلة بدون أكل
قالھا براد ل نتالیا و أجابتھ
– أنت لن تأخذ لھا شيء براد أنا من سیراھا ھذه اللیلة لأنني أرید
التحدث معھا قلیلا
– حسنا كما تریدین نتالیا و لكن خذي المفاتیح أولا
– شكرا لك أراك غدا في الشركة إذا
41
– وداعا
و ابتعدنا عن الباب و عدنا إلى غرفة لوسي و قلت لھا
– ما بك لوسي لماذا أنت حزینة؟
– ھذا لأنني عندما سمعتھا تقول ذلك الكلام لم أصدق بأنھا المرأة
التي عشت معھا لمدة سبعة عشر سنة
– أنا لم أكن أریدك أن تعلمي بھذا و لكن كان من الواجب أن
أخبرك
– ستذھب للقائھا اللیلة و كیف سنتبعھا ؟
– لا أعلم سوف نجد خطة یجب علیك في الأول إعطاء المفتاح ل
ماركو یا لوسي
– أجل سأذھب الآن
و ذھبت لوسي عند ماركو و أنا عدت إلى المطبخ لأعد الغذاء و
بعد برھة دخلت آندي و قلت لھا بسخریة
– أین كنت آندي؟ لقد نسیت أنك تعملین ھنا
– ھذا یكفي لقد كنت مریضة و ھذا كل ما حدث
– اھدئي كنت فقط أمزح معك تعالي ساعدیني على تحضیر الغذاء
و رأیت لوسي من نافذة المطبخ تتحدث مع ماركو و أعطتھ المفتاح
و عندھا عرفت أن الخطة قد نجحت
أعددت مائدة الغذاء و نزلت نتالیا و بعد قلیل دخلت لوسي إلى
القصر و قلت لھا
– سیدة لوسي الغذاء جاھز
– أنا لست جائعة ماري….
و قاطعتھا نتالیا بقولھا
– تعالي لوسي
– أنا لست جائعة أمي
قالتھا لوسي لأمھا و قالت لھا نتالیا و كأنھا غاضبة بعض الشیئ
42
– ھل یجب أن أعید كلامي لوسي؟
و لم تستطع لوسي تجنب أمر أمھا و جلست إلى مائدة الغذاء
و عندما أردت الذھاب نادت علي نتالیا
– اجلسي أنت أیضا ماریا
و أجبتھا باستغراب
– أنا یا سیدتي؟
– أجل أنت
و جلست أنا أیضا و لوسي تنظر إلي بنظرات و كأنھا تسألني عما
یحدث و نطقت نتالیا
– أرى أن كلتاكما مندھش أو ما شابھ ذلك
و لم تجب أي منا و كأننا تجمدنا في أماكننا
– ماذا؟ ھل أبدو وحشا بالنسبة لكما أم ماذا؟
و أجابتھا لوسي لكي لا تجعلھا تشك في أي شيء
– لماذا تقولین ھذا یا أمي؟ بالعكس أنت إنسانة ذات قلب حنین
مليء بالرحمة و حنونة
قالتھا لوسي لأمھا و كأنھا تسخر منھا و أجابتھا أمھا
– لماذا أحس بأنك تخفین عني شيء یا لوسي؟
– و ماذا سأخفي عنك یا أمي؟
– أنا التي یجب علي أن أسألك ھذا السؤال
و قلت لكي أغیر الموضوع
– سیدتي یجب علي الذھاب لتنظیف المطبخ
– اجلسي ماریا المطبخ یمكنھ الانتظار أنا لم أنھي كلامي بعد
و جلست بعد أن قالتھا لي نتالیا
– أخبرینا أمي ما ھو ھذا الموضوع الذي تریدین إخبارنا بھ؟
قالتھا لوسي لأمھا و أجابت
43
– سنقیم اللیلة حفلة في القصر إنھا حفلة عمل سیحضرھا
شخصیات مھمة جدا و أریدك یا ماریا أن تقومي بكل التجھیزات
اللازمة و آندي ستساعدك بالطبع و لا أرید أي خطأ ھل ھذا
مفھوم؟
– أجل ھذا مفھوم سیدتي سنقوم بكل التجھیزات لا تقلقي
و قالت لوسي لأمھا وھي تقطع حدیثنا
– أمي أرید أن أطلب منك شيء
– ھذا غریب ھذه أول مرة أسمع فیھا ابنتي تطلب مني شیئ ماذا
ھناك لوسي؟
قالتھا نتالیا ل لوسي بكل استغراب و قالت لوسي
– أریدك أن تقومي بدعوة خالتي كاثرینا
و لم تكمل لوسي اسم كاثرینا حتى ظھرت الدھشة على وجھ نتالیا
مع أنني لم أراھا یوما مندھشة و أجابت بسرعة
– لماذا تسألین عنھا بعد كل ھذه المدة؟
– أنا قد اشتقت إلیھا كثیرا لقد مر وقت طویل و أنا لم أراھا أو
أتحدث إلیھا
– أخبرتك أنھا في إنكلترا و لن یمكنھا المجيء
– أرجوك أمي قومي بھذا على الأقل من أجلي
– لا یمكنني ھذا أنت تعرفین أن بیننا خلافات منذ أن كانت تعمل
في الشركة
– رغم كل ھذا إنھا تبقى أختك
و ظھر على وجھ نتالیا أنھا لا یمكنھا الرفض و قالت
– أنا لن أعدك بشيء و لكن سأحاول أن أدعوھا
و ابتسمت لوسي ابتسامة ساخرة لكي تظھر الفرحة لأمھا
– شكرا لكي أمي أنا أحبك كثیرا
و ذھبت نتالیا إلى الفوق و جاءت إلي لوسي و ھي قائلة
44
– لنرى الآن كیف ستحلین ھذه المشكلة یا أمي
و قلت لھا
– غالبا ستقوم بإحضار كاثرینا و التمثیل بأن شيء لم یحدث
– ھذا ما أریده یا ماریا أرید أن أرى خالتي و علي أن أخرجھا من
ذلك المأزق الذي ھي فیھ
– و لكن كیف سنقوم بھذا؟
– أظن أن أول ما ستفعلھ أمي الآن ھو الذھاب لرؤیة خالتي لأن
الحفلة ستكون اللیلة ألیس كذلك؟
– أجل ھذا ما أظنھ أیضا
– یا إلھي ماریا
قالتھا لي لوسي بخوف و قلق و أجبتھا بسرعة
– ماذا ھناك لوسي؟
– المفتاح لقد نسیناه
– أنت محقة سأذھب لأرى ماركو الآن
– و لكن أمي صعدت إلى مكتبھا أو ربما في غرفتھا أنا لا أعرف
– ھذه المرة سنعتمد على حظنا یا لوسي
– حسنا أسرعي ماریا
و خرجت أركض إلى الحدیقة و وجدت ماركو یغسل السیارة و قال
لي
– ما بك ماریا لما أنت تركضین؟
– ماركو ھل قمت بنسخة عن المفتاح الذي أعطتھ لوسي لك
– أجل فعلت ذلك
– جید أعطیني إیاه
– لا یمكنني ھذا السیدة لوسي طلبت مني أن…..
– لا تقلق ھي التي أرسلتني
و أعطاني ماركو المفتاح مع الأصلي أیضا و قلت لھ بابتسامة
45
– شكرا ماركو لن أنسى ما فعلتھ من أجلي
وعدت إلى القصر و وجدت لوسي تنتظرني أمام المطبخ و قالت لي
– ھل حصلت علیھ؟
– أجل إنھ بحوزتي و لكن كیف سنعید الأصلي الآن؟
– لا أدري إن أمي في مكتبھا على ما أظن
رأینا نتالیا متجھة نحونا و ھي تحمل نفس مجموعة المفاتیح یا
إلھي آمل أن لا تكون قد اكتشفت الأمر و أخفت لوسي المفتاح
بسرعة خلف ظھرھا و جاءت نتالیا قائلة
– ماریا تعالي معي أنا أریدك أن تساعدیني في إخراج بعض
الأغراض من القبو
و عندھا علمت أنھا لم تكتشف شیئا و أجبتھا
– أمرك سیدتي أنا قادمة
– ھیا إذا أسرعي
و بعد ذھاب نتالیا قالت لي لوسي
– كدت أموت من الخوف ظننت أنھا قد علمت بأمر المفتاح إنھا
الفرصة لنعیده إلى مكانھ
– أجل أعطیني إیاه سأستغل الفرصة و أعیده
و نزلت إلى القبو و وجدت نتالیا قد فتحتھ و أصابني الرعب عندما
دخلت إلیھ إنھ مكان مظلم للغایة و مخیف ملیئ بالصور و
الأغراض غیر النافعة
– ما بك ماریا؟
قالتھا لي نتالیا و كأنھا أیقظتني من صدمة و أجبت بسرعة و خوف
– ل ل ل لا شیئ سیدتي
– ھل أصابك الخوف أم ماذا؟
– أعتذر سیدتي ھذا فقط لأن المكان مظلم قلیلا
46
– أنت محقة إنھ مكان مخیف ھیا ساعدیني على حمل ھذه الصور
و إخراجھا
و بینما كنت أحمل الصور رأیت صورة لرجل یبدو في الأربعین
من عمره و لھ شعر یمیل للأبیض و عینان خضراء كبیرتان
– إنھ دایفد زوجي
قالتھا لي نتالیا بعدما وجدتني أنظر إلیھا و قلت لھا بسرعة
– أ أ أنا أعتذر سیدتي لم أكن أقصد ……
– لماذا تعتذرین ماریا یمكنك النظر إلى الصورة بما أنك لا
تعرفینھ دعیني أحدثك عنھ قلیلا
– كما تریدین سیدتي
– ھذا زوجي العزیز تزوجنا عندما كنت في العشرین من عمري
و لكن لم أشعر معھ كثیرا بالسعادة و لكنني اكتشفت بعد زواجنا أنھ
مجرد وغد حقیر لم یكن یستحق حبي بل كان كل ما یھمھ ھو
استغلالي
قالتھا لي بكل غضب و صراخ مما جعلني أرتعب منھا ولكنھا قد
فاجئتني بھذا الكلام و لكن لماذا تقول لي ھذا كلھ و أجبتھا بخوف
– سیدتي اھدئي أرجوك
– ھل أنت خائفة أنا لم أرى فتاة جبانة مثلك من قبل لا بل رأیتھا
أنت تشبھین لوسي كثیرا إنھا مجرد جبانة
قالتھا لي نتالیا بضحك و استفزاز و لكن كل ما كان یھمني ھو كیف
أعید المفتاح فقد كانت تحمل المفاتیح معھا طوال الوقت و بعد برھة
من حمل الأغراض جاء ماركو فجأة ینادي على نتالیا و عندما
سمعتھ وضعت المفاتیح من یدھا و ذھبت لرؤیة ماركو و عندھا
أسرعت و أعدت المفتاح إلى مكانھ أوووه و أخیرا انتھت مشكلة
ھذا المفتاح و نادت علي نتالیا قائلة
– ماریا یمكنك الذھاب الآن فوقت الحفلة قد اقترب و علیكن البدأ
بالتحضیرات
47
و عدت إلى القصر و وجدت لوسي تستمع للموسیقى في الشرفة و
قلت لھا بسرعة
– كل شيء یجري كما خططنا لھ
و أجابتني بابتسامة كبیرة
– أحسنت صنعا یا ماریا لولاك لما قمنا بھذا كلھ سننتقل الآن إلى
الخطة التالیة
– خطة خالتك كاثرینا ؟
– أجل یجب علینا إنقاذھا ھذه اللیلة یا ماریا
– أجل سنفعل ذلك و لكن بعد أن أنھي تحضیرات الحفلة لا أرید
أن أقع في مشكلة أخرى مع أمك
– أنا أفھمك حسنا إذا أنھیت التحضیرات سوف تجدینني في
المسبح
– حسنا
و بدأنا أنا و آندي بتزیین القصر و إعداد المشروبات و الطعام و
كل الأشیاء اللازمة و قد تطلب الأمر أربع ساعات من العمل و قد
أصبت بالإرھاق لكثرة العمل و بعد أن أنھیت التحضیرات ذھبت
إلى المسبح و وجدت لوسي تسبح و ھي شبھ عاریة و نادیت علیھا
و أعطیتھا مندیلا لكي تغطي نفسھا و قالت لي بابتسامة
– شكرا لك ماریا ھل أنھیت عملك لأنھ یبدو علیك أنك متعبة؟
– أجل أنت محقة أنا متعبة كثیرا
– لازالت ھناك ثلاث ساعات قبل بدأ الحفلة ھل تعرفین أن أمي قد
غادرت قبل قلیل و لكن ھذه المرة بسیارتھا الشخصیة بدون ماركو
– لا شك أنھا ذھبت للقاء خالتك
– أجل ھذا ما أظنھ أیضا و لكن ھل سنقوم بالھروب من القصر
ھذه اللیلة؟
48
– لا أدري و لكن ھذه ھي الفرصة فالكل سیكون منشغلا بالحفلة و
ستكون ھذه فرصتنا الأخیرة
– أجل أنت محقة آمل أن تنجح ھذه الخطة یا ماریا
– آمل ذلك ھیا لنعد إلى القصر أظن أن أول المدعوین قد وصل
– لا إنھ فقط براد صدیق أمك
– أنا أعلم فذلك الغبي یكون دائما الأول
و عدت إلى القصر و وجدت براد جالسا في غرفة الضیوف یشرب
الكحول و كنت ذاھبة إلى المطبخ و لكنھ أوقفني بندائھ علي قائلا
– آنسة
و ذھبت إلیھ و قلت
– نعم سیدي ھل تحتاج لأي شيء ؟
– لا أنا فقط أراك متعبة من كثرة العمل لھذا قلت لماذا لا تجلسین
و تشربین كأسا معي؟
و فاجئني ھذا الغبي بكلامھ و كان یبدو منھ أنھ یحاول التقرب مني
و أجبتھ بابتسامة ساخرة
– لا شكرا أنا لا أشرب الكحول و شيء آخر ھذا عملي و التعب
شيء عادي بالنسبة لي المعذرة علي الذھاب
و وقف قائلا لي بكل احترام
– و لماذا كل ھذا الغضب أرى أنك قد أسئت فھمي
و أجبتھ مرة ثانیة و أنا أنظر إلیھ مباشرة
– لا سیدي أنا لم أسئ فھمك أبدا أنا فقط لا أرید أن أجتاز حدود
عملي ھذا كل شيء
– إذا كنت خائفة من نتالیا فلا داعي للقلق سوف تتأخر قلیلا
و لم أستطع رفض طلبھ من كثرة ضغطھ علي بالكلام
– ھل تشربین كأسا؟
– لقد قلت لك لا أشرب الكحول شكرا
49
– كما تریدین إذا أنت ھي ماریا التي أخبرتني عنھا نتالیا ؟
– أجل أنا ھي و لماذا تسألني ھذا السؤال؟
– أنا فقط قلت في نفسي لماذا لا نقوم بالخروج أنا و أنت في یوم…
و قاطعتھ بقولي و أنا أنھض من فوق الأریكة
– مھلا مھلا أھذا ما تحاول قولھ لي ؟
– أنا فقط….
– إسمع أنا لست من ھذا النوع من الفتیات و لا تظن أنھ إذا كنت
خادمة فأنا لیست لدي كرامة و الآن المعذرة سوف أذھب للعمل
و تركتھ جالسا مندھشا مما قلتھ و ذھبت إلى المطبخ إنھ بالفعل وغد
كیف یمكنھ التقرب مني ھكذا ألا تكفیھ نتالیا؟
– ما بك یا ماریا ؟
قالتھا لي آندي و أنا في المطبخ أنظر في النافذة و أجبتھا قائلة
– لا شيء لماذا تسألین ھذا السؤال؟
– أنظري إلى نفسك أنت غاضبة للغایة
– شكرا أنا بخیر لا داعي للقلق
و بعد برھة جاءت نتالیا إلى القصر و معھا كاثرینا
كاثرینا سیدة تبدو في العشرین من عمرھا عیونھا زرقاء لا تختلف
كثیرا عن نتالیا و إنما ھي قصیرة القامة ذات شعر أسود قصیر و
كانت ترتدي ثوبا أسود رائعا یبدو باھض الثمن و كانت نتالیا
ترافقھا في كل الوقت
خرجت إلى غرفة الضیوف لأجد لوسي تحضن خالتھا و ھي تبكي
قائلة
– لقد اشتقت إلیك كثیرا خالتي أین كنت كل ھذه المدة؟
و نظرت كاثرینا إلى نتالیا بنظرات خوف و كأن نتالیا تحذرھا من
قول الحقیقة و أجابت كاثرینا
50
– أنا فقط كنت منشغلة بعملي یا عزیزتي المھم أنني قد أتیت الآن
– آه یا خالتي كم اشتقت إلیك
و قالت نتالیا لكاثرینا و ھي تنظر إلیھا
– تعالي معي كاثرینا أرید أن أریك بعض الأوراق الخاصة
بالشركة
و ذھبت كاثرینا مع نتالیا إلى المكتب و تبعتھم لكي أرى ماذا
سیحدث
– ھل تحاولین فضحي یا كاثرینا ؟
قالتھا نتالیا لكاثرینا و ھن في المكتب و الباب مفتوح و أنا واقفة
بجانبھ أنظر إلیھن
– و لماذا تقولین ھذا ؟؟
قالتھا كاثرینا لنتالیا بھدوء و كأنھا غیر مرعوبة و غیر مكترثة
و أجابتھا نتالیا غاضبة
– ألم تلاحظي تحركاتك عندما كنت مع لوسي اسمعیني كاثرینا أنا
أقسم لك أنھ إذا قلت أي شيء للوسي سوف….
و قاطعتھا كاثرینا بقولھا
– لقد سئمت من وعودك یا أختي العزیزة و في الحقیقة أنا لا
یھمني ماذا ستفعلین لأنھ لو كنت تستطیعین فعل شیئ ل….
– ھل تعتقدین أنني لا أستطیع ذلك ؟ یمكنني فعل أي شيء بك و
أنت تعرفین ذلك جیدا
– و ماذا ستفعلین؟
قالتھا كاثرینا لنتالیا و كأنھا تتحداھا أو ما شابھ ذلك و بعد لحظة
انقضت علیھا نتالیا قائلة
– ھذا ما سأفعلھ
و كانت كاثرینا تحاول تخلیص نفسھا بأیة طریقة ممكنة و استمر
الشجار بینھن و فجأة لم تجد كاثرینا أي شيء یخلصھا من عنف
نتالیا سوى كأس كان فوق المكتب فأخذتھ و كسرتھ فوق رأس نتالیا
51
و سقطت في اللحظة نفسھا على الأرض لقوة الضربة و أرادت
كاثرینا الخروج و وجدتني واقفة أمام الباب
– أنت؟
قالتھا لي كاثرینا بصدمة و أجبتھا بصوت خافت
– لا تقلقي سیدتي أنا أعلم كل شيء و لوسي أیضا
– و كیف علمت بھذا؟
قالتھا لي كاثرینا و كأنھا لم تصدقني و أجبتھا بسرعة
– أرجوك سیدتي إنھا فرصتنا للھروب سأخبرك كل شيء لاحقا
ھیا بنا
و ذھبنا بسرعة إلى خارج القصر و وجدنا لوسي ھناك تبحث عنا
– خالتي ماذا حدث لك؟
قالتھا لوسي و ھي تنظر إلى كاثرینا و قلت للوسي بسرعة
– لوسي لیس لدینا وقت علینا الخروج قبل استیقاظ أمك
– ماذا لكن ماذا أصاب أمي؟
قالتھا لوسي بقلق شدید و قالت لھا كاثرینا
– إنھ فقط مجرد شجار بسیط
– ھل تحملین مفتاح الباب الخلفي بحوزتك یا ماري؟
قالتھا لي لوسي و أجبتھا
– أجل إنھ معي ھیا بنا
و وصلنا إلى الباب و قمت بفتحھ و رأیت الحریة أخیرا من بعد مدة
طویلة و أحسست و كأن شیئ ثقیلا قد زال من قلبي
و خرجنا من دون أن یحس أحد بخروجنا و بعدھا قالت لوسي
– یجب أن نتوقف ھنا لا یمكننا إیجاد أیة وسیلة نقل في ھذا الوقت
المتأخر
– أنظري ھنالك سیارة ماركو
قلتھا للوسي و أنا أشیر إلى السیارة
52
– و من سیقوم بالقیادة یا ماریا ؟ أنا لا أجید السیاقة
قالتھا لي لوسي
– أنا سأقود السیارة
قالتھا كاثرینا و كأنھا أعادت إلي الأمل و قالت لھا لوسي
– و لكن من أین سنحصل على مفاتیح السیارة ؟
و أجبتھا
– سأقوم بالبحث عن ماركو و ….
قاطعتني لوسي بقولھا
– ھل جننت یا ماریا؟ أنت تعرفین أنھ إذا عدت إلى القصر مرة
ثانیة لن تخرجي منھ أبدا لذا یجب علینا البقاء سویا
و أجابت كاثرینا
– لا داعي للقلق أنا أعرف كیف أشغلھا بدون مفاتیح
و كسرت كاثرینا زجاج نافذة السیارة بمرفقھا و فتحت السیارة من
الداخل و ركبنا و انطلقت السیارة و أخیرا ابتعدنا عن ذلك القصر
المشئوم و كلما ابتعدنا كلما شعرت بالأمن أكثر
– خالتي أنظري إلى مرفقك أنت تنزفین
قالتھا لوسي لكاثرینا
– لا تقلقي لوسي لیس جرحا عمیقا
انتابني شعور غریب اتجاه كاثرینا فھي تبدو غامضة و كل الوقت
ھادئة و لكن ربما ھي تشبھ أختھا
– أووه لا یا لھ من حظ سيء
قالتھا كاثرینا بغضب و قلنا أنا و لوسي
– ما الأمر؟
– الشرطة
و أصابتنا الصدمة عندما رأینا الشرطة و كأنھا بدایة المشاكل
مجددا و قلت بسرعة
53
– ارجعي للوراء كاثرینا
– لا فائدة لقد قاموا برؤیتنا و إذا قمنا بالرجوع سوف یظنون أننا
ھاربات
و بعدما أوقفتنا الشرطة جاء شرطي إلى النافذة و قال
– مرحبا
و أجابتھ كاثرینا
– ما الأمر سیدي؟
– ھل ھذه السیارة ملكك؟
– أ…أجل
– أعطیني الرخصة من فضلك
– في الحقیقة لقد نسیتھا في المنزل
– إذا ھذه لیست سیارتك؟
– بلى ….
– أرى أیضا أن و الزجاج مكسور
– لا إنھا فقط حادثة و …
– یكفي سیدتي الأمر ظاھر و لا یمكنك إنكاره و شيء آخر ھل
تملكان بطاقة وطنیة؟
و سكت كل منا لأننا لم نحضر معنا أیة أغراض و لم تستطع أي منا
الإجابة
– ھیا تعالوا معي
قالھا الشرطي و ھو یفتح باب السیارة و عندھا علمت أننا رھن
الإعتقال و قامت الشرطة بتقیید أیدینا و بعدھا ركبنا في سیارة
الشرطة
– یا إلھي ألا یمكننا العیش بسلام ؟
قالتھا لوسي و نحن في سیارة الشرطة
و أجابتھا كاثرینا
54
– حافظوا على ھدوئكن سوف نخرج من ھذا المأزق
– و كیف سنفعل ذلك؟
قلتھا لكاثرینا و نظرت إلي و قالت
– إذا أردت الحریة فعلیك فعل أي شيء من أجل الحصول علیھا
وصلنا إلى مركز الشرطة بعد ساعة و دخلنا إلى مكتب المدیر و
جلسنا و جاء حارس فك أیدینا
لا تتحركا من ھنا ستأتي السیدة جونسون للتحقیق معكما
قالھا الحارس لنا و نحن جالسات في المكتب و بعدھا خرج
– السیدة جونسون
قالتھا لوسي باستغراب و قالت كاثرینا
– أظن أنھ سیصعب علینا التخلص من ھذه المشكلة إذا كان من
سیحقق معنا امرأة
– و ما الفرق بین المحقق و المحققة ؟
قلتھا لكاثرینا باستغراب
– لا أعرف سنرى ماذا سیحدث
و بعد برھة دخلت علینا امرأة كانت ترتدي ملابس الشرطة
تبدو في الثلاثین لھا عیون كبیرة بنیة و أنف دقیق و شفاه حمراء
بارزة وجھ دائري و لھا نظرات قویة و تبدو في منتھى الأناقة
– ھل سرقتما السیارة؟
قالتھا السیدة جونسون و ھي تجلس في المكتب و تنظر إلینا بتمعن
– نحن لم نسرق شیئ إنھ فقط مجرد سوء تفاھم
قالتھا لوسي للشرطیة
– لقد سئمت من الكذب مھما یكن سوف أعرف الحقیقة
– إذا لماذا لا تقومین بمعرفتھا ؟ و لماذا تضیعین الوقت بالتحدث
إلینا ؟
قالتھا كاثرینا بغضب و صراخ للشرطیة و قلت لھا بصوت خفیف
55
– ماذا تفعلین كاثرینا ھكذا سوف تعتقد فعلا أننا مذنبات
– أنا لا یمكنني تحمل كلامھا ھذا إنھا تجعلني أشعر بالغضب
قالتھا لي كاثرینا
– ھذا جید ستبقون ھذه اللیلة في السجن لكي تتعلمي مرة أخرى
كیفیة التحدث إلى الشرطة
قالتھا السیدة جونسون و ھي تضرب بیدھا بغضب على المكتب
و بقینا لیلة كاملة في السجن و لا نعرف إذا كنا سنخرج مرة ثانیة أم
لا
– ماذا سنفعل الآن؟
قالتھا لوسي
– لا أعرف و لكن لا یمكننا البقاء ھنا
و خلدت كل منا إلى النوم في ذلك المكان المظلم و البارد
و في الصباح استیقظنا على صوت شرطي و ھو یقول
– ھیا أخرجوا لقد تم دفع الكفالة
و استغرب الكل من یا ترى یدفع الكفال
و بعد خروجنا من المركز أصابتنا صدمة قویة عند رؤیتنا لنتالیا و
براد كل ھذه المسافة و تجدنا مرة أخرى لقد ظننت أنني قد أصبحت
حرة و لكن یبدو أنني أخطئت
– أھلا بالعصابة
قالتھا نتالیا و كأنھا تسخر منا و قالت لھا كاثرینا
– ألا تخجلین من نفسك نتالیا ؟ ماذا تریدین بعد منا؟
– ھھھھھ ھیا أخبریني ماذا كنت ستفعلین لو لم أدفع الكفالة ؟
و أجابتھا لوسي
– ھذا یكفي أمي لقد سئمت منك و من سیطرتك و أیضا من
جرائمك التي لا تنتھي ألم تنتھي بعد؟
و نظرت إلي نتالیا و ھي تضحك
56
– یبدو أن الكل یعرف الحقیقة الآن ألیس كذلك یا ماریا ؟
– أجل لقد أخبرتني بسببھا اكتشفت حقیقتك البشعة و أكاذیبك اللعینة
قالتھا لوسي لنتالیا بصراخ و أجابت نتالیا و ھي تبتسم
– أجل ھذه ھي الحقیقة و لكن لا أحد یستطیع لومي لأن والدك
یستحق كل ما حدث لھ لأنھ كان مجرد وغد حقیر ..
– ھذا یكفي أمي لم أعد أرید سماع أي شيء منك
– كل ھذا بسبب ھذه
قالتھا نتالیا و ھي تشیر إلي متجھة نحوي
– لقد كنا نعیش حیاة سعیدة حتى أتیت أنت یا ماریا و لكن أعترف
أنك فتاة ذكیة و شجاعة لأنك الوحیدة التي تجرأت على إفشاء سري
و أمسكتني من قمیصي و قالت
– و لكن أنا أفي بوعودي دائما و لقد حذرتك أنھ إذا أخبرت أحدا
سأقوم بقتلك و ھذا ما سأفعلھ
و فجأة أخرجت مسدس من حقیبتھا و وجھتھ نحوي و قلت لھا
بخوف
– ماذا تفعلین سیدتي ھل جننت؟
و قالت لوسي بخوف
– أمي توقفي أرجوك أتركیھا
و أرادت كاثرینا إخبار الشرطة لأن مركز الشرطة كان قریبا منا و
لكن أوقفتھا نتالیا و أبعدت المسدس عني و وجھتھ نحو كاثرینا
– تعالي إلى ھنا ھل تریدین أن أدخل السجن
قالتھا نتالیا لكاثرینا بصراخ وھي تضع المسدس في رأسھا و قالت
لھا كاثرینا
– ھیا قومي بقتلي نتالیا
– أصمتي كاثرینا لا تعبثي معي
– أنت مجرد جبانة لا تستطیعین فعل شيء
57
و جاء براد و قال لنتالیا
– إخفضي المسدس یا نتالیا سوف ترانا الشرطة
– لیس قبل أن أقتل ھذه الحقیرة
و فجأة أمسكت كاثرینا المسدس و حاولت إزالتھ من ید نتالیا و
لكنھا ظلت ممسكة بھ و استمر الشجار بینھما على المسدس و فجأة
انطلقت الرصاصة و سكت الكل و كان قلبي یضرب بسرعة كبیرة
و رأیت كاثرینا تسقط على الأرض لقد أصابتھا الرصاصة و جرینا
أنا و لوسي نحوھا و قالت كاثرینا و ھي تحتضر
– عزیزتي لوسي سوف أموت أخیرا و …
– أرجوك خالتي لا تقولي ھذا سنتصل بالإسعاف
– لا … لیس…ه….ھناك …وقت یجب علیك أن….
– أرجوك ماریا اتصلي بالإسعاف
– اسمعیني …. لوسي .. یجب علیك معرفة …..
– حسنا خالتي أنا أسمع
– دایفد … لیس … والدك الحقیقي
و أصابتني الدھشة عندما سمعتھا تقول ذلك و قالت لوسي و الدموع
تملئ عیونھا و الصدمة تظھر على وجھھا
– كیف ذلك خالتي؟
– أجل..ه..ھذه ھي الحقیقة
– و من ھو والدي إذن؟
– ھو … ه …
و ماتت كاثرینا و لم تخبرنا الحقیقة و نھضت لوسي و كانت
الشرطة قد ملئت المكان و أمسكت نتالیا و أخیرا سوف تقضي بقیة
عمرھا في السجن
ذھبت لوسي و ھي في قمة الغضب إلى أمھا و قالت
– من ھو والدي ؟
58
قالتھا لوسي لنتالیا و الشرطة تمسك بھا
– ھل حقا تریدین أن تعرفي؟
قالتھا نتالیا بدون اكتراث و عندھا علمت أنھا قد أصبحت مجنونة
– أخبریني من ھو؟
و أخیرا أجابت نتالیا
– والدك ھو براد ھھھھھھ ھل أنت سعیدة الآن ؟
و أخذت الشرطة نتالیا و بقیت لوسي مصدومة و كأنھا أصیبت
بصدمة كھربائیة و ذھبت و قلت لھا
– لوسي ھل أنت بخیر ؟
و دفعتني و قالت وھي تصرخ و كأنھا أصیبت بالجنون
– ابتعدي عني لا تلمسیني كل ھذا بسببك
– ماذا تقولین لوسي أنا …
– لقد كنت أعیش حیاة كلھا كذب
– لوسي اھدئي أرجوك
– لم یعد لدي ما أعیش من أجلھ
و فجأة أخذت لوسي المسدس من الشرطي الذي كان واقفا بجانبھا و
وجھتھ نحو رأسھا و قلت بخوف شدید
– لا تفعلیھا یا لوسي
– لا تقتربي مني ماریا و لكن قبل أن أرحل أشكرك على كل
المساعدة التي قدمتھا لي
– لوسي أرجوك لا تقولي ھذا
قلتھا و أنا أبكي
– وداعا ماریا
و أطلقت النار على نفسھا لا أصدق لقد ماتت لوسي أیضا
59
لقد تركتني خالتي
لقد تركتني لوسي
من أجل من سأعیش الآن؟
كم مؤلم أن تعرف أنك سبب موت أعز الناس إلیك
یا لیتني لم أدخل إلى ذلك القصر یوما
یا لیتني لم أقل الحقیقة
و لكن الندم لا ینفع أحیانا
الحقیقة مرة
إما أن یتقبلھا الشخص أو یرفضھا
و أحیانا تكون قاتلة

تمت بحمد الله

يعطيك العافيه وربي يسعدك…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.