لقد درج بعض الآباء وللأسف الشديد على التشاجر أمام أبنائهم دون مبالاة بالنتائج التربوية المترتبة على ذلك والآثار المستقبلية التي قد تؤثر بشكل أو آخر على شخصية هؤلاء الأطفال، وما قد ينقلونه من مظاهر سلوكية غير مقبولة من عامة المجتمع إلى مواقف سلوكية مقبولة يتفاعلون بها مع المجتمع، لان المظاهر غير المقبولة قد تؤثر على علاقاتهم الاجتماعية وصحتهم النفسية في المجتمع من خلال فهمهم الخاطئ لطبيعة العلاقات الأسرية بين الآباء. لذا من الأمور التي على المربين والتربويين والمختصين في المجالات ذات العلاقة التأكيد على توجيه الآباء عن طريق وسائل وطرائق متعددة تتضمن أساليب علمية مدروسة ودقيقة عن الكيفية التي يمكن من خلالها التفاهم بين الآباء في المشاكل التي تواجههم بعيدا عن مسامع الأطفال وللأسف الشديد يعتقد بعض الآباء أن الشجار فيما بينهم والذي يتطور أحيانا في بعض الأسر ليصل إلى مستوى الاعتداء البدني خاصة من الأب لا يؤثر على الحالة النفسية للأبناء على اقل تقدير في المديات القريبة على الرغم من إظهار هؤلاء الأبناء لمظاهر سلوكية تدل على تأثرهم بهذا الشجار كالبكاء أو الصراخ أو الكآبة أو الانطواء
إن الطفل في المراحل المبكرة من حياته يقوم بتقليد ومحاكات الكبار في المظاهر السلوكية المختلفة وبالتالي فانه يكتسب ويقلد أي مظهر سلوكي يبديه الكبار سواء كان هذا السلوك مقبول من المجتمع أو غير مقبول، وهنا مكمن الخطورة مما يتطلب من الآباء أن يحرصوا اشد الحرص على نقال العادات والمظاهر السلوكية المقبولة من المجتمع إلى أبنائهم، كما أن هذا الأمر يتطلب من التربويين أن يلاحظوا المظاهر السلوكية المختلفة للأطفال لاسيما في المراحل الدراسية المبكرة لتشخيص المظاهر السلوكية غير المقبولة أو التي تدل على أخطاء تربوية لغرض معالجتها تربويا كي لا تنتقل إلى الأطفال الآخرين في المدرسة، والذين تربوا في عوائل تؤكد على القيم التربوية الصحيحة خشية عليهم من اكتساب تلك المظاهر السلوكية غير المقبولة وبالتالي تكون المدرسة أدت دورا تربويا سلبيا غير المخطط لها بدلا عن الدور التربوي الايجابي الذي عليها أن تؤديه في تربية الأجيال التربية الصالحة التي تؤهلهم للقيام بدور ايجابي في خدمة مجتمعهم عندما يكبرون.
إن الواجب المطلوب من التربويين هو تشخيص كل مظهر سلوكي غير مقبول عند الأبناء ومنها مظاهر الشجار (خاصة بين الجنسين) كي يتم معالجتها مع الآباء عند استدعائهم إلى المدرسة من قبل المرشد التربوي أو من خلال مدير المدرسة، وإفهام هؤلاء الآباء على أن المشاكل التي يتعرضون لها يجب حلها بعيدا عن مسمع أو مرأى الأطفال لما لها من آثار مستقبلية على شخصياتهم والتي قد تظهر شخصيات عدوانية تؤثر عليهم وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه، ومن هنا يظهر الدور التربوي الذي ينبغي على جميع التربويين من آباء أو معلمين أو مختصين أن يؤدوا دورهم فيه بكل أمانة وإخلاص.
منقول يرحمكم الله
ان الثمرة من البذرة
وان الطفل صورة من من والديه يقلدهما في الخير او الشر
بارك الله فيك ..
يسلمو
منووره
تقبلي مروري
دمتي بخير 🙂 *