فقدحت زناد فكري – كما يقولون – وقررت أن أنبش عن الأسباب التي من شأنها كشف كذبكم الذي تعتزون به كثيرا
النصيحة الأولى:
إذا كنت كذوبا كن ذكورا
أي تتذكر جيدا روايتك الأولى ولا تدع التفاصيل الصغيرة تنزوي في ثنايا الذاكرة حيث ستتغير وتتبدل في كل مرة تروي فيها قصتك الكاذبة.
وللأخوة أصحاب الفهم الضيق أقدم المثال:
" دعاني وفد الكونجرس لكي أحضر التصويت على إعطاء مصر قمح بدل النقود وقد أرسلوا لي ليموزين أسود كبير والسائق كان مجريا لا يتحدث الانجليزية ولكنه اعتنى بي جيدا منذ أن أخذني من الفندق الى مقر الكونجرس"
يجب التنبيه هنا على تذكر لون السيارة وايضا جنسية السائق ولا يجب أن يتم السهو عن تلك التفاصيل في رواية أخرى تقول
"دعاني الوفد للتصويت على منح دولة جزر القمر معونة انسانية"
لاحظ هنا اختلاف الدولة
"وقد ارسلوا لي ليموزين احمر صغير"
لاحظ اختلاف لون السيارة
" السائق كان من دولة تنجانيقا"
لاحظ اختلاف الدولة
"وقد أخذني من على سطح المريخ الى مقر الكونجرس"
لاحظ هنا اختلاف محل السكن
أعرف أن المساحة شاسعة بين التفاصيل في الرواية الأولى والثانية ولكن أصدقكم القول أن بعضهم تتوه منه التفاصيل وتختلف بنفس هذا المقدار.النصيحة الثانية:
اذا كنت تكذب في شارعكم فلا تذهب الى شارع آخر
لنفترض ان هناك منطقة مقسمة الى خمسة شوارع
وأخينا الكذاب يسكن في الشارع رقم 1
ونظرا لبوار بضاعته في شارعه فقد قرر أن ينقل نشاطه الى شارع رقم 5
عليه الحرص حيث أن أهل الشارع بحكم الجيرة والثقافة الشعبية الواحدة وأيضا الخلفية الواحدة سيتنقلون كذبه بينهم وساعتها يبقى نقول عليه يارحمن يارحيم حيث لن يرحمونه بل سيتم عمل زفة له في الشارع كله.
الحقيقة كان بودي أحط مثال – لكن قررت الاكتفاء بالشرح نظرا لظروف واعتبارات سكنية كثيرة.
النصيحة الثالثة :
اذاكنت تحب الكذب لهذه الدرجة كن منطقيا
بمعني تقرر عدة أحداث متشابكه حاول أن يكون لها بناء منطقي متكامل ولا تأتي بمنطق متصدع يمكن كشفه بسهوله.
وهنا أيضا يأتي دور تذكر التفاصيل حيث له أهمية فائقة في اعطاء القصة مصداقية وتسهم في تدعيم البناء المنطقي السليم
النصيحة الرابعة:
اذا كذبت فتخير من الأغبياء ضحاياك
هل تعتقدون أن هذه النصيحة تحتاج الى شرح أو توضيح !!!!!!!!!!النصيحة الخامسة:
أحسن لك تكتب قصصك كلها فلا وسيلة للتذكر سوى التدوين وقد تعجبك الفكرة وتقرر أن تصبح كاتبا وبالتالي تقلع عن تلك العادة السخيفة غير المبررة المسماة بالكذب.
النصيحة السادسة والأخيرة :
فى نهاية اليوم أو الأسبوع أو الشهر اجلس مع نفسك واعمل احصائية بكل أكاذيبك وبكل ضحاياك وبما استفدته من كذبك .. وأجب عن السؤال التالى :
هل أنت راض عن نفسك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟مساكين ياكل كذابى الأرض ..
أدعو لكم بالهداية
ودمتم جميعا بخير
م
س
ر
و
ق
ه