تخطى إلى المحتوى

الذوق عند الوليد 2024

حاسة الذوق عند الوليد
يحب الطفل الرضيع السكر جدا, وإن حاسة الذوق متطورة لديه إلى حد كبير عند الولادة…
في الواقع،لدى الرضيع من الحليمات الذوقية (اللسانية) أكثر مما لدى الشخص البالغ منها, ثم إن هذه الحليمات هي أوسع انتشارا في فمه قياسا مع الكبار.
وفضلا عن حليمات اللسان، والحنك، والحلقوم، واللوزتين، لدى الرضيع عدد آخر منها داخل خديه, إنه ذواقة من مستوى رفيع, إلا أن كل هذا العتاد التشريحي ليس موجها إلا نحو نوع واحد من الغذاء:حليب الأم اللذيذ, أما الطعوم الأخرى فهي غير محببة بتاتا بالنسبة له.

حتى لو كنا راشدين وذواقين، نميز ألاف الطعوم و النكهات، علينا الإقرار بأنه لا توجد سوى أربعة طعوم أساسية: المر، والحامض، والمالح، والحلو, و إذا ما جعلنا الطفل الرضيع يتذوق مواد أو أطعمة تتوافق وهذه الطعوم، كل بدوره فإنه سيبدي استياءه من الثلاثة الأولى، مكشرا، ومحاولا إبعاد وجهه باتجاه آخر، وإن كان الطعم المنفر قويا، دفعه ذلك إلى الصراخ والبكاء غضبا, إلا أن للطعم الأخير، الحلو تأثيرا مختلفا من شأنه أن يحث الطفل على الرضاعة, فضلا عن ذلك، كلما ازداد الطعم حلاوة، استمرت رضاعته فترة أطول.
وإذا ما غمست الأم إصبعها في محلول سكري، ووضعته في فم طفلها الصغير، فإنه سيمص الإصبع ويلحسها، و إذا ما سحبت محلول سكري، ووضعته في فم طفلها الصغير ،و إذا ما سحبت هذه الاصيع من فمه، فسيحاول ملاحقتها برأسه،مشيرا بذلك إشارة أكيدة إلى شدة استجابته وتفاعله مع هذا الطعم.
ولكنه سيفعل عكس ذلك مع الأصبع المغموسة بمحلول مالح, وعقب تحققه الأولي من هذا الطعم لن يعود إلى مص الأصبع، وسيقاومها بلسانه،مكشرا ومشيحا بوجهه من هذا الجانب إلى ذاك في محاولة للهروب من هذا الطعم المخيف, ويتضح من ذلك أن الرضيع مجبول على رفض كل غذاء غير الحليب طعامه الطبيعي, وبما أنه بسيط وتخصصي، فقد بقي الجهاز الذوقي لدى صغير البشر قويا وفعالا، متناسب تماما مع المنظومات الحسية الأخرى.

وإننا هنا إزاء رد فعل ذوقي محدد الهدف تماما،متناسب تماما مع شروط الطفل الرضيع, وليس الرضيع ذواقي مآكل, إنهم لا يحبون الزيتون،و المايونيز،والفلفل، والقهوة، من حسن حظهم, إنهم على صعيد الغذاء أشبه بآلات رضاعة صغيرة، آلات في أوج نموها، وتحيط بها مخاطر حقيقية إذا ما لقمت أطعمة غريبة, ومن شأن حليماتهم الذوقية التي لا تحصى أن تضمن لهم الحماية الشديدة من المخاطر التي قد تأتي عن طريق الحليب.
وعلى الرغم من أن البالغين يظهرون فضولية هي أكبر بكثير إزاء الطعوم والنكهات، نجدهم يتراجعون إلى المرحلة الطفولية في أوقات التوتر, و يبدو أن في الطعم الحلو ما يدعو إلى الاطمئنان, ومن شان كأس الشاي، أو فنجان القهوة الساخن والمحلى جيدا أن يهدئ أعصابنا في أوقات الكرب، وحينها تجدنا أيضا ضعيفين إزاء الشوكولا، وقطع الحلوى و السكاكر, وإنها تعيدنا إلى أيام طفولتنا الأولى، أيام كنا متعلقين بالسكر, و من المؤسف أن هذا السكر يسبب نخر أسناننا.

من تأليف: محمد الحماد 🙂
موضوع قيم
يعطيك العافيه على الطرح ..
سبحان الله …
الله يعافيك رغوووودة على هالمعلومت الروووعة مثلك والجديدة علينا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.