و غدوت بين سطورها جرحا له قلب عليل
لا تنظروا نحوي فأشعر أنني طفل ذليل
أرنو إلى الأرض التي رسمت خطى دربي الطويل
و أفر من نظراتكم نحو الخيال المستحيل
لا تنظروا في صورة رسمت بألوان الرحيل
لا تنظروا في صورتي يكفي جراحاتي العويل
أنا لست تمثال الكرامة لا و لست لها سبيل
لا تسألوا عني الحياة كفاكم تلك الصور
لا تسألوا عن أمنيات في فؤادي تحتضر
لا تسألوني عن ربيع الكون عن لون الزهر
لا تسألوني عن وفاء الناس في زمن التناحر و الكدر
لا تسألوني عن شموخ النفس في دنيا العثر
لا تسألوني عن ضياء الشمس عن نور القمر
لا تسألوني عن أهازيج الطفولة في السحر
لا تسألوا عن دميتي و قطار رحلتي الصغير
لا تسألوا عن نكهة الحلوى و طعم العصير
لا تسألوا عن دفتري و حقيبة الحزن الكبير
لا تسألوا عم مهدي الدافي و عن نومي القرير
لا تسألوا عن حضن أمي حين يجفوني السرير
لا تسألوا عن ضحكة غابت و أعقبها الزفير
لا تسألوا عن بذلتي و حذاء عيدي و البشير
لا تنظروا في صورتي و لتسمعوا نبض الفؤاد
حتما سيحكي قصة الحرمان في زمن الرقاد
عن قهقهات الجرح في قلب يرافقه الحداد
قد شردت فيه الاماني و انتشى فيه السواد
أنا خطوة في درب بؤس قد كبا فيه الجواد
أنا قسوة القيد الذي قد كبلوا فيه العباد
أنا قصة المأساة في عين الفجيعة و العناد
و الشمس إن تشرق لهم دوما فشمسي في غياب
و أنا و ( الطفولة ) في قواميس التشرد و العذاب
كل الذي أبغيه حقي في الكرامة و الإهاب
لا تنظروا نحوي و سدوا في طريقي ألف باب
باعوا الطفولة للأسى و رموا خطاها للصعاب
مثلي ألوف دربهم درب التعاسة و الخراب
أطفالكم في لهوهم ما بين حلوى أو ثياب
يتبطرون بعيشهم أنا و غيري في اغتراب
و لتجعلوا من قصتي رمزا بحاشية الكتاب
إن كان لي حلم فإني بعته بيع التراب
ماذا أقول غدا لعمر راح لا ينوي الإياب؟!
أنا لست أرنو للحياة فكل ما فيها سراب
سلمت اناملك
ما شاء الله
بانتظار جديدك