حقول وقرى وأزهار…
بشر و طيور وأشجار..
لي في الحياة عشر سنين…
لعب و لهو ولاشيء حزين…
أسير في الدروب دون توقف..
العب بالأشياء…أحطم واتلف…
الفتاة خضراء العينين…
تحمل وردا في سلتين…تجلس على حافة الطريق…
جلوسها زاد الطريق ضيق…تبدأ بالنظرات والتحديق…
المارون كثر…بشر..
عشرات…بل مئات البشر…
وجوههم قديمه…هل من جديد…؟؟؟
تبحث عن شخص وحيد…بل فريد…
هكذا حالها كل يوم…تجلس حتى تمل….وتقوم…تعود لبيتها كل مساء…
محملة بالتعب والعناء…ترمي أزهارها على حافة الطريق…
تجمع قروشا جاد بها عليها أهل الطريق..
بالتحديد…ماذا تريد؟؟؟
سؤال صعب وعنيد…
البساتين مليئة بالزهور…
الحقول..زهور..وزهور…
لكن كيف تبيع الزهور…؟؟؟
****
خارج أسوار المدينه…أمل.الكل يسعى للكد والعمل…حتى فتاة الزهور لها أمل…
عمر الفتاة سنين ثمان…
كأني أشاهدها…أراقبها الآن…وجه صغير وجميل…شعرها أسود…وطويل…
أتت هذا الصباح…
بكل تأتي كل صباح…
تحمل شالها الأحمر والسلال…
تجلس قرب الشجر والظلال…
الكل له نظرة وابتسامه…له مكانته ومقامه…
بائع الخبز له حظ ونصيب…
بائع الخضار له حظ ونصيب…
الكل له حظه حتى الغريب…
نظراتها…سحر…ضحكاتها…سحر..
كل يوم أغدو و أروح…
وهي تجلس وتبتسم…ولا تبوح…
في عينيها شيء غريب…مثير مخيف بل عجيب…
نظرتها تأسر القلوب…بل تسرق القلوب…
أحس أنها عينيها ترجمان…
لما في قلبي والوجدان…
كلما ابتسمت لها…تبتسم…
كلما نظرت لها…تبتسم…
إحساسي نحوها بدأ بالظهور…
شوق..لهفه..ياله من شعور…
أحس أني أسير من هنا لأراها…
أتعمد رؤيتها وليس سواها…
كل ليله…انتظر النهار…
لأبدأ رحلتي والأسفار…
أجلس بجوارها ساعات طوال…
أراقبها و اجمع حولها الأطفال..
صمتها…بسمتها…نظرتها…خيال …
***
ذات يوم حزين…
مررت بشوق وحنين…
لم أرها…لم أجدها…
سالت الدموع…دون شعور…
بدأت بالبكاء…دون شعور…
بحث في كل الطرقات…
لم أجدها…هيهات…
سألت الفلاحين والتجار…
سألت المارين والزوار…
من رأى بائعة الأزهار…
من رأى شمس النهار..
الجواب…كان لا ولا..
***
أصبحت أيامي طويلة…
أصبحت خطواتي ثقيلة…
كيف أسير في الدرب وحيد…
زادت وحدتي…ولا أريد…
أن أسير بدربها من جديد…
البحث كان لا يفيد…
غابت واختفت في البعيد…
***
مر عام وعامان…
أصبحت بلا عنوان…
أسير مقاعد الدراسه…
غريب في شعوره واحساسه…
دائم الصمت والحيره…
كلماته قليله…وقصيره…
بعدها حان السفر…
سنعود بعد سنين..ربما عشر…
***
مرت عشر سنين…بل عشرين…
سنعود بعد كل هذه السنين…
في الصباح مررت دون استئذان…
في الطرقات وأمام البنيان…
تغيرت قريتي…صارت كبيرة…
المباني زادت…والحقول صغيرة…
تلاشت البساتين والأزهار…
غابت النباتات والأشجار…
صارت السماء دخان وغبار…
صوت جديد مزعج…انه القطار…
أحس بالضيق والحصار…
متجر الألعاب لم يعد مكانه…
الماضي اختفى و زال من مكانه…
لم يعد هناك أطفال يلعبون…
يركضون…يضحكون…أو يمرحون…
حتى الكبار.. لم يعودوا يجتمعون…
يتسامرون…يحتفلون أو يرقصون…
موسم الحصاد…ألغي من حياتهم…
بل ألغيت الحقول والبساتين…
***
في المساء مررت بدربي القديم…
بقايا الزهور تملأ الرصيف…
إحساس بالذهول…
حيره… تفاؤل…و خوف…
كيف عادت الأزهار لمكانها…
من زرعها و سقاها و رعاها…
شيء غريب ومحير…
أعود في الصباح…قبل غدو الطيور…
أجلس تحت الشجرة…انتظر الزهور…
فتاة تأتي من الماضي القديم…
تأتي مثل هبات النسيم…
تحمل الأزهار في سلتين…
وعلى رأسها شال أحمر…
تجلس على الأرض…
تفرش شالها ليحتضن الأزهار…
وتبدأ بمراقبة الطريق والانتظار…
دنوت منها…ابتسمت…وابتسمت…
داعبتها…فابتسمت…
هل عاد الزمن من جديد…
أم أنا في حلم جديد…
أنا بائعة الزهور…هكذا قالت…
في بيتنا حقل زهور…وابتسمت…
سألتها: من علمك بيع الأزهار…؟؟؟
"أمي علمتني بيع الأزهار…"
أحسست بالدوار…
ورغبة بالبكاء…
لماذا الآن….؟؟؟
لماذا أنا…؟؟؟
أحس بقلبي…
عاد ينبض من جديد…
نشوة الفرح أتت من بعيد..
وجدتها بعد اليأس…
سأعيش جمال الأمس…
ما أجمل الماضي حين يعود…
ليجدد لي الوعود والعهود…
سأنتظر حتى المساء…
لأتبعها بالخفاء…
كي أرى أمها…
هل هي أمها…؟؟؟
***
هاهو بيتها أمامي…
وحقلها خلف البيت…
به الورود والأزهار…
والنباتات والأشجار…
في الصباح سألقاها…
في الصباح سأراها…
***
الشمس بدأت تطرق الأبواب…
والليل بدأ بالغياب…
انطلقت وكلي أمل…
أسير بشوق على عجل…
إنها تقطف الأزهار…
تملأ سلال الأزهار…
اقتربت من السور…
بدأت ملامحها بالظهور…
إنها هي…أعرفها…
أجل… أنا أعرفها…
نظرت إلي…فارتجفت…
ارتعشت وارتبكت…
لم تعد أقدامي تقوى على حملي…
لم يعد لساني يحمل جملي…
ماذا أقول…؟؟؟
بل كيف أقول…؟؟؟
اقتربت مني وابتسمت…
"أعرفك…." قالتها ثم سكتت…
عيناي لم تعد تكتم السر…
دمعي سال وانهمر…
ترقرق دموعها وهمست…
"أين كنت؟؟؟
عد من حيث أتيت…"
قلت: نعم قد عدت…
لأجلك عدت…
"عد و تذكر أنني كنت بائعة الأزهار"
همست وبكت…
أغلقت الباب واختفت…
أما أنا سأعود من جديد…
لأسافر للبعيد…
كي أنسى بائعة الأزهار.
رائع ما وجدته هنا
تنقلت بين السطور
شاركت في الإحساس
تلهفت للقاء
وحزنت للنهاية
تحياتي..دليل الساري
فاتنة
رائعة
حالمة
رومنسية
تجسد كل معاني الحب والوفاء بين طياتها
سافرت معك بين الحقول
تنفست من عطر الازهار ..
وشاهدت بعيني الفاتنة
بائعة الحب والغرام ..
ورحلت معك .. في رحلتك ..
وعدت معك من جديد ..
لأتوارى خلف دخان المدينة ..
لأضيع في زحام المدينة ..
ولتتووه من عالمي حياتي الريفية البسيطة ..
وقابلناها معا ..
رأينا تلك الصغيرة ..
ذات السنين القليلة ..
نفس العيون ..
ونفس اللغة ..
ونفس طريقة البيع ..
أزهار .. حمراء وبيضاء ..
ليتني .. لم أشاهد النهاية ..
وليتها .. كانت أجمل تلك الحكاية ..
أخي الكريم ..
عازف الصمت ..
ابداع في كل حرف ..
جمل فنية وتصاوير باهية واتقان في إختيار الكلمات ..
سلمت لنا
وسلم لنا قلمك الذهبي الرائع ..
اتركك في أمان الله
اخوك
همسي ..
تحياتي
بيداها الصغيرتان..
وراحت تجوب الارصفة .. والطرقات
تصيح .. انا بائعة الأزهار..
جميله .. بريئه .. حالمه
عازف الصمت
هكذا راينا بائعة الازهار
من خلال بوحك الرائع..
وهمسات حروفك الراقيه..
استطعت ان تأخذنا مع خيال فكرك ..
في صباح مشرق جميل..
مع تلك الزهرة الجميله
ابدعت .. وتألقت ..
وعزفت الحان من زهور جميله بحرفك..
تحياتي ,,,
نوران فلسطين
عاد ينبض من جديد…
نشوة الفرح أتت من بعيد..
وجدتها بعد اليأس…
سأعيش جمال الأمس…
ما أجمل الماضي حين يعود…
ليجدد لي الوعود والعهود…
وانت صاحبة الكلمات المعطاءة ,الداافئه .. والعميقة جدا , ابقي هنا داااااائما
ودعيني ارتشف مما تنهل به كلماتك
حبي واحتراي
همسة حزن
رائعه انتي دائما في مرورك وتواجدك بين سطور صفحتي
الف شكر لك اخي على مرورك
عازف الصمت
دائما يزيد مرورك البهجه والفرح في صفحتي
ويضفي عليها زينته الخاصه
كنت هنا دائما
مبدع في ردورك
ومتألق في كلماتك
سلمت وسلمت يداك على هذا الكلام الرائع
تحياتي
عازف الصمت
الله يعافيك اختي
والف شكر على مروك