هــز الـزمــان غصـونـنـا فكـأنـنـا
بـيــد تــحــج بـكـفـهـا الأصــــداء
والعمر لملم ما لديـه وقـد مضـى
مثـل الـسـراب تضـمـه البطـحـاء
وعلى ضفاف الدهر حطت خيلنا
يمضـي علـى أعرافـهـا الإعـيـاء
بـات الدعـاء رسولنـا فـي عـالـم
طـافـت عـلـى أبـوابــه الظـلـمـاء
والشعر شابت في يديه قصائدي
وانسل مـن بيـن الحـروف بهـاء
فكأنـنـا لا شـــيء فـــي أشيـائـنـا
وكـــأن أحـــلام الـطيــورهــبــاء
تمـضـي بـنـا الأيــام دون "درايــة"
ويـديـر دائــرة الـزمــان قـضــاء
نحيـا ونرحـل والـوداع مصيـرنـا
ويـنــوح فـــي أعقـابـنـا الأبـنــاء
فكـأن وجـه الأرض بـات محطـة
يـرسـو عليـهـا الحـقـد والأنــواء
وكــأن أحــــلام الـعـبـاد نوارس
ماتـت علـى جنحانـهـا الأضــواء
وكأنـنـي نـبـض يــأن بـأسـطـري
ويقودنـي صــوب الجـفـاء لـقـاء
مـا عـاد يمـرح فـي ديـاري بلبـل
ما عاد يصهل في الغروب مساء
حتـى كـأن العـمـر عـطـل قـاربـي
وتـرمـلـت فـــي حـــده الأشـيــاء
مـاذا أسجـل والبلاغـة فـي يــدي
مــوج يعـكـر صفـوهـا الخطـبـاء
ماذا أرتـل و الفصاحـة فـي فمـي
يسـطـو عـلـى أبطالـهـا الجبـنـاء
والخيل تعدو فـي رحـاب مدائنـي
ويصيـح فـوق ظهورهـا اللقطـاء
والصـبـح عــاد مكفـنـا بدمـوعـه
والليل أعيـت صمتـه الضوضـاء
يـا رب إنـي قـد تعبـت ولـم يــزل
في خاطـري بيـن الجـراح رجـاء
أنـى تـئن عـلـى يـديـك جوانـحـي
والداء في حضن الحبيب دواء .