والجواب هو نعم. فقد كنا نعتقد ان الاولاد والبنات يحتاجون في معظم الاحيان
الرعاية نفسها من آبائهم. إلا ان الابحاث الحديثة تظهر ان ادمغتهم مختلفة تماما،
وربما يكون هذا دليلا بيولوجيا على ما يقال عن الاولاد انهم يكبرون بشكل ابطأ،
ويميلون الى الانشطة الجسدية والمخاطرة اكثر من الفتيات.
اليكم بعض الأسئلة التي تشغل بال الآباء والأمهات عن أفضل الطرق لتربية ولد
محب وجريء وناجح، والأجوبة التي قد تسهل عليكم هذه المهمة.
• يقال أن تربية الأولاد أسهل من تربية الفتيات لأنهم أقل
حساسية وعاطفية، فهل هذا صحيح؟
اذا كان هذا الامر صحيحا فيما مضى فانه لم يعد كذلك الآن، فقد اصبح من الصعب
اليوم ان يمارس الولد طفولته في مجتمع يفرض عليه أن يكون صلبا وشجاعا في
مختلف الظروف. فالاهل – وخصوصا الآباء – غالبا ما يركزون على جعل الولد
رجلا في سن مبكر.
وقد اظهرت احدى الدراسات اننا غالبا ما نترك الولد يبكي لفترة اطول قبل ان نحمله
و اننا نتجاهل ضعفه، ونتناسى حقيقة ان الصبيان الصغار يحتاجون الى الحب
والعناق بقدر ما تحتاجه الفتيات. وتظهر الدراسات ان الصبيان لن يبدعوا في
حياتهم مالم يحصلوا على الحب. لذا يجب اللعب معهم والاهتمام بهم وحضنهم حتى
يشعروا بالامان.
يكبرون بشكل مختلف
• كيف يمكن للأهل التعامل مع حقيقة أن الاولاد ينمون بشكل أبطأ من الفتيات؟
الامر كله متعلق بتوقعاتك. فليس من المنطقي ان تجعلي ابنك (ونفسك) يشعر
بالبؤس لانه لا يستطيع مجاراة ابنة جارتك. يجب على الآباء تقبل حقيقة ان الاولاد
يكبرون بشكل مختلف. على سبيل المثال، هناك دليل على ان الاطفال الاناث
يستطعن السماع افضل من الاطفال الذكور، وربما يكون هذا هو سبب عدم تعلم
الذكور اللغة افضل من الاناث. كما تبدأ الاناث التحدث اسرع من الذكور، مما يجعل
فهم ما يفكرن به أسهل. كما انهن افضل في التهجئة والقراءة.
شجعوه على القراءة
• ماذا يستطيع الاهل ان يفعلوا لتشجيع اولادهم على القراءة؟
من المؤكد انكم سمعتم بعض الاشخاص ممن يقولون ان «الاولاد لا يحبون
القراءة»، وهناك بعض الحقيقة في ذلك: في سنواتهم الاولى، يعاني الاولاد من
القراءة اكثر من الفتيات. لكن كل طفل سيتعلم القراءة بطريقته الخاصة، ولا
يستطيع احد – مهما حاول – ان يسرع هذه العملية.
واذا شعرت بالقلق حيال قراءة ولدك، فان سيشعر بانه يعاني من خطب ما، وان
القراءة مهمة صعبة ومخيفة. لذلك لا ترغمي طفلك على القراءة في البيت، وبدلا
من ذلك، اقرئي له وقت النوم، حيث يساعده سماع قصصه المحببة على حفظها
فيكتسب الثقة بتعلم اللغة لانه يحفظ القصة كاملة عن ظهر قلب.
خشونة وعنف ونشاط زائد
• عندما يتشاقى الأطفال الذكور، هل يدل ذلك على مشكلة في تربيتهم؟
لا ليس هناك اي مشكلة. فالاولاد اكثر حركة ونشاطا من الفتيات. فهم يحبون
الالعاب الخشنة والقفز بين ذراعي والديهم وان يتأرجحوا، وهم أقل طاعة واسرع
غضبا واقل ليونة في التأقلم مع الظروف المحيطة بهم. غالبا ما ينظر الاهالي الى
اولادهم على انهم يتعمدون عدم الطاعة والتخريب، إلا ان الاطفال الذكور حينما
يلقون بالاشياء أو يقومون بركل شخص ما أو لا يطيعون والديهم، فان ذلك بسبب
مقدرتهم على مقاومة ردات فعلهم العفوية.
• كيف نتصرف إذا مارس الصغير مع أصدقائه ألعابا تتسم
بالخشونة والعنف؟
يميل الاولاد بالغريزة الى العنف والالعاب الجسدية، خصوصا عندما يكونون مع
اقرانهم. فهم يلعبون المطاردة ويصرخون ويتصارعون، ويقلدون اصوات البندقيات
ويرمون الرمل على بعضهم. وهذا التصرف طبيعي جدا.
إلا اننا نخاف ان نترك الاولاد يلعبون بحرية لاننا نخاف من نتيجة السلوك العدواني
الجسدي. وغالبا ما نميل الى التدخل لايقاف العراك عندما يحتدم اللعب، مع ان عدم
التدخل احيانا افضل، حتى يحل الاولاد خلافاتهم بانفسهم.
دب وبطانية
• أحيانا يميل الطفل إلى احتضان دمية محشوة، أو يتمسك مثلا ببطانية يرفض
التخلي عنها، فهل هذا يدل على الضعف؟
عندما يحتضن الطفل الصغير دبا مثلا أو يتمسك ببطانيته فهذا يشعره بالأمان وبأنه
قادر على التحكم في شيء ما. فلا يمكنه الاعتماد على الام والاب دائما، لانهما
احيان يكونان مشغولين عنه، أو لا يهتمان به، أو يشعر بأنهما يهملانه، لكن اللعبة
التي يمكن حضنها ستكون موجودة دائما. فهي قادرة على امتصاص شحنة الغضب
والحب والاهمال التي يشعر بها، كما انها تشجعه على الاستقلالية وتمنحه الامان
والحماية.
ويجب ان يدرك الاهل ان حضن ابنهم للبطانية حتى يصبح في السادسة أو الثامنة
ليست دليلا على عدم النضج أو الضعف.. في الحقيقة انه امر جيد.
أتمنى أن ينال أعجابكم
موضوع جدير بالقراءه
دمتي بالف عافية