أثر الفراشة ديوان جديد لمحمود درويش . كتبه بين صيفي 2024 و 2024 2024

أثر الفراشة .. ديوان جديد لمحمود درويش… كتبه بين صيفي 2024 و 2024……

ليتني حجر

لا أحن الى أي شيء
فلا أمس يمضي، ولا الغد يأتي
ولا حاضري يتقدم أو يتراجع
لا شيء يحدث لي!
ليتني حجر – قلت – يا ليتني
حجر ما ليصقلني الماء
أخضر، أصفر… أوضع في حجرة
مثل منحوتة، أو تمارين في النحت…
أو مادة لانبثاق الضروري
من عبث اللاضروري…
يا ليتني حجر
كي أحن الى أي شيء!

مكر المجاز

مجازا أقول: انتصرت
مجازا أقول: خسرت…
ويمتد واد سحيق أمامي
وأمتد في ما تبقى من السنديان…
وثمة زيتونتان
تلمانني من جهات ثلاث
ويحملني طائران
الى الجهة الخالية
من الأوج والهاوية
لئلا أقول: انتصرت
لئلا أقول: خسرت الرهان!

لم أحلم

متنبها الى ما يتساقط من أحلامي، أمنع
عطشي من الإسراف في طلب الماء من
السراب. أعترف بأني تعبت من طول
الحلم الذي يعيدني إلى أوله وإلى آخري،
دون أن نلتقي في أي صباح. «سأصنع
أحلامي من كفاف يومي لأتجنب الخيبة».
فليس الحلم أن ترى ما لا يرى، على
وتيرة المشتهى، بل هو أن لا تعلم أنك
تحلم. لكن، عليك أن تعرف كيف تصحو.
فاليقظة هي نهوض الواقعي من الخيالي منقحا،
وعودة الشعر سالما من سماء لغة متعالية
الى أرض لا تشبه صورتها. هل في
وسعي أن أختار أحلامي، لئلا أحلم
بما لا يتحقق، كأن أكون شخصا آخر…
يحلم بأنه يرى الفرق بين حي يرى
نفسه ميتا، وبين ميت يرى نفسه حيا؟
ها أنذا حي، وحين لا أحلم أقول:
«لم أحلم، فلم أخسر شيئا؟!

على قلبي مشيت

على قلبي مشيت، كأن قلبي
طريق، أو رصيف، أو هواء
فقال القلب: أتعبني التماهي
مع الأشياء، وانكسر الفضاء
وأتعبني سؤالك: أين نمضي
ولا أرض هنا… ولا سماء
وأنت تطيعني… مرني بشيء
وصوبني لأفعل ما تشاء
فقلت له: نسيتك مذ مشينا
وأنت تعلتي، وأنا النداء
تمرد ما استطعت علي، واركض
فليس وراءنا إلا الوراءالجيريا

مشكور ياعسل
مشكور على اقتباس يا عسل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.