الزائر الثاني 2024

الزائر الثاني

أما الأول ففي دنيا الأثير

كنت وفتاة في بلاد العجائب وحولها تغدو الأساطير

وتلك الريح ما نسيت عبقها وهو يعرج حتى دماغي

وشعرك يتدلى من تحت التاج كي يزيد نكهة في الطعام

وانهمار زخات دموعي على فراقك في جنون الليل

أما تعودين إلي يا أجمل الأساطير؟؟؟؟

حينها عبست فبسرت

ثم سمعي أضللت وبصري مده أطلقت

ثم السبيل إلى نزعك قدرت

والليل ينزف آخر قطرة من دمه حين صاح النهار

فإذا ببلل يغوص في وسادتي

حينها فقدت أملي أن تعودي

هل أبتغيك لي عنوانا أم أغدو على حرثك البعيد

صرت أهجو النهار وأطلب منه الرحيل

كي يأتيني ليل على متنه استطيل

فاستطلت واستطلت إلى حين الوقت المجهول المعلوم

فما أجملك وأنت تعودين!

وما أحلاك وأنت تتبسمين!

وما أروعك وأنت تغردين وأجنحتك من حولك تنفضين!

ولكن ليس في بلاد الأثير

بل في بيتي المسكين وأداعب طفلة تدعى تسنيم

فقد طرق بابي ولاح من يقف وراء الزجاج

لأفتحه فأراك على أعتابه تقفين

وبرد الشتاء من وراءك وأنت ترتجفين

فصرت سجين الذهلة والاستغراب في وجهي يستبين

أي يوم هذا وأي خير على بابي يستميل؟؟

حتى صرت أكثر ترتجفين

وعذرا يا قمرا فوق البساتين

واعذريني لوقوفك وأنت ترتجفين

تفضلي يا ملكة الفكر السليم ولجي بالدخول

سأوقد لك كل ما في بيتي من قناديل

وأزيد حرارة فوق حرارة كي حقا تصطلين

وأحضر لك طعاما لم يشهده بيتي على مر السنين

ولا تجلسي إلا بعد أن أحضر لك وسادة تليق بسموك

عليها تتوسدين ويالفرحي المجنون!

اقتربي من المدفأة ولا تخجلي فالبرد لا يرحم الزائرين

وصار البرد يشتد من كل حين

فهرعت إلى الباب لأدخل حذاءك الذي كنت تنتعلين

وغلقته كي لا يأتينا أحد يعكر علي صفو الحديث الجميل

أهلا وسهلا بك يا عزيزة عن ولهي لا تبرحين

وإنك والله لأروع ضيف بل تزيدين

ومن شدة فرحي بك صرفت النظر عن تسنيم

فصارت تبكي وتبكي ولا أملك لها من حلول

إلى أن حملتها بيديك الرشيقتين الجميلتين

فكفت عن البكاء وفارقها العويل

كأنها بين يدي أمها ومن حنانها المستديم

وأنت تسألين؟؟؟

من هذه الطفلة اللذيذة ومن أمها تكون؟؟

قلت لك :تلك هي تسنيم وأمها من أبي تكون

والله ما إن أحملها حتى تأخذ بالبكاء الطويل!!

وعجبا لك كيف تبهجينها وتجعلينها من الفرحين؟

هو الثلج أصبح يهطل من وراء النافذة وأمر مستحيل!

إنه الخير والخير لا يأتي إلا بحضور الرائعين

ومضى النهار ونحن نتبادل أحاديثنا والأقاويل

إلى أن طرق الباب وأهلي من وراءه يقفون

ففتحت الباب وقلت لهن رحبن بضيفي الكريم

فما إن رأينك حتى أكبرنك وبادلنك عناقا بعده تكريم

فسألنني من تلك الفاتنة ومن أي المملكات استهويتها؟

قلت هي لبيبة في الود ومسكنها فوق الغيوم

هي مليكة قمرية وشمسها عن الخير لا تزول

هي بدر ينير ومن تحتها البدريستنير

ألا تعلمن أنها هي من أوقفت بكاء تسنيم!

أرجوك يا أمي حضري لها طعاما فقد تكفلت بذلك ولم أفعل

من جراء ما أبحرت في روعتها من أحاديث

وحضري لها غرفة بها تقضي ليلها الجميل

إنها لمتعبة بعد سفرها وليتها من المقيمات تكون

وآه وبعد كل شيء تمنيت ألا يأتي ذلك الليل الهجين

وإن جاء تنامي وأبق صريع الظنون

وما إن جاء ليلك حتى صرخ شخص من بعيد

لأستيقظ وأمي تناديني قم يا عبود

إنها العاشرة ووحد ربك المعبود

قلمي عبود الشامي

يعطيك الله العافيه كليمات جميله
راق لي كثير ماخط قلمك

تحياتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرور شمس

يعطيك الله العافيه كليمات جميله
راق لي كثير ماخط قلمك

تحياتي

شكرا لك على مرورك الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.