الغيرة – هل صحيح أن الشخص يغار من نفسه 2024

" الغيرة "

كنت ذات ليل وحدي وعلى مكتبي الصغير وأنا اقلب أوراقي وبينما أنا كذلك طرأ تسأل على مخيلتي ….

متى أغار من نفسي ؟؟!!!؟

هل هذا صحيح أن الشخص يغار من نفسه ؟؟؟

هل هي غيرة حقيقية أم لا ؟؟!!؟

وإذا فرضنا إنها غيرة فما سببها ؟؟ ومنوعها ؟؟

كانت تساؤلات تجعل مني قاربا تعصف به أمواج البحر العاتي بين أسئلة وأجوبة فأمسكت بقلمي ووضعت يدي الأخرى على جبيني وسكنت قليلا وأنا مغمض العينين أحاول تصفية ذهني حتى أستطيع أن أجيب على كل هذه التساؤلات …..

وبينما أنا كذلك خيل إلي أن ملاكا واقفا أمامي في أبها حلة بذلك الاسم الذي يطرب أذني لسماعه وعقلي لذكره وقلبي لإحساسه وروحي لفنه وأدبه وكل ما فيه من الصفات التي يعجز اللسان عن حصرها في بعض الجمل أو العبارات المنمقة ….. بالله عليكم من يستطيع وصف النور المشع الذي يبهر الأنظار وينير الدنيا بأسرها ويملأ الكون بهاء وسعادة لطلته ، جمع جميع ألوان الطيف فيه ووصف بأغلى المعادن انه الذهب وهو كما يسمى بالذي تتخاصم عليه الشعوب وتسعى له… إنها الطاقة فهو مصدرها

فهل من تجتمع فيه هذه الصفات أليس جديرا بأن يكون سلطان القلب وملك الروح وصاحب قصر عظيم في الفؤاد لا يسكنه غيره ولا يليق إلا له ……. يعيش في الوجدان ويسري في العروق ويتخلل في الأنفاس ….في اليقظة وفي المنام ظل وخيال دخل نور العين تخبأه الجفون ولا تطرب الأذن إلا لسماعه ……

متفتح كالورد فواح كالمسك فيه نعومة الغصن الندي الذي تحركه نسائم عليلة تتمايل معه بتمايل شعره المنساب كالشلال يتحدر منه الزمرد و اللؤلؤ …… فيعجب منه الناظر ويسبح الله على حسن خلقه وعظيم إبداعه

فهل أكون مع كل هذه الأوصاف ….وان كانت قليلة في حقه ، لا أحبه أو أغار عليه من كل من يشاهده ويتحدث معه أو يلامس كفيه الناعمتين أو حتى يأخذ حيزا ولو قليلا من اهتمامه وتفكيره حتى وإن كان أنا الذي اخذ هذا الحيز اليسير منه

فهل أعاتب على هذا الفعل ؟!!

إن الغيرة من النفس لهي دليل الحب العميق في الروح والمتأصل في كل شيء من كيان هذا الجسم سوء كان حسيا أو معنويا وهذا في مجمله حميد ولا يشكل خطرا على من وقع عليه الحب فهو يداري هذا الشعور حرصا منه على أن يكون في مرتبة عالية بعيدا عن الأفعال التي قد تكون من هذا الحبيب الذي يتعمد إثارتها بين الفينة والأخرى حتى يتمتع بالنظر إلى هذا العاشق الذي أصبحت غيرته مكشوفة وجلية في اغلب المواقف التي تمر على الطرفين بهذا الشأن .

ولكن يبقى السؤال المطروح هنا هل هناك فرق بين الغيرة من الذات والغيرة من الآخرين ؟؟؟؟؟!؟

جاوبت نفسي بعد طول تفكير وتأمل في جميع المواقف التي مرت بي وأين أنا من كفتي الغيرة !!؟

أجدني في الصنف الأول (( أغار من نفسي )) حين أكون إلى جانب من أحب حتى اسمع منه الكلام الجميل نحوي فهذا يزيد غيرتي بداخلي حتى أزيد من حبي وعطفي واختياري للمعاني التي تأجج مشاعري نحوه في كل وقت وحين وهذه غيرة بنظري حميدة لا ظرر منها بل إنها تصقل الذات وتهذب الروح في التعامل مع الأخر .

أما الغيرة من الآخرين فهي واردة وبالأخص حينما يحس الشخص أنه سيفقد مكانه أو أن الطرف الأخر حول نظره إلى شخص غيره وهذه لها درجات وتختلف باختلاف الطرفين .. من حيث تفاهم وثقة وفطنة واختيار الألفاظ التي تجعل من كل طرف مراعيا ومحافظا على أحاسيس الشخص الأخر بكل شيء ………….ويكون هناك أوضاع قد يكون فيها سوء الظن الكارثة العظمى التي تفصل الطرفين عن بعضهم البعض بسب هذه الغيرة المفرطة الواضحة من احد الأطراف والي تصل إلى حد التملك لطرف الأخر وحجبه عن الآخرين .

مما يسبب كرها لطرف الأول من غيرته غير المبررة التي تنغص العيش وتجعله يقع في أخطاء هو بالغنى عنها وتجرح الطرف الثاني وبالتالي يكون الندم على كل ما فات من هذا الحب

واني أعترف أني شديد الغيرة ولكن هنا أمر لابد مراعاته فالرجل شديد الغيرة ولكن إخفاءه لها بشكل ليس كليا وحرصه على التروي تجعله أكثر نضجا وأحسن تصرفا إلا في بعض الحالات التي يجب أن تكون الغيرة فيها جلية للعيان .

أما المرآة فهي بطبيعتها شديدة الغيرة وخاصة من بني جنسها أو من غيرهم فمثلا تغار الزوجة على زوجها من أمه أو من أبنائه من غيرها أو من زوجة أخرى أو ألام من زوجة الابن …. وهذا ما يسمى بحب التملك بأن يكون شيء خاص بها فقط دون الغير ….

وعادة ما تكون مضارها كبيرة وغير محمودة العواقب ….. وهي غالبا لا تكون خفية بل تتضح في اقل الأمور بساطة …

ومع كل هذا فالغيرة تحسس الطرف الأخر بالاهتمام والحرص عليه وتأجيج المشاعر دائما حتى لا تنطفئ نار الحب والمودة …..

فهل أنت عزيزي القارئ مررت بهذه الأمور ؟؟؟؟

هل كانت غيرتك سبب في حصول مشكلة لديك ؟؟؟

هل ندمت ذات مره انك كنت في غيره على أمر ما ؟؟؟!!

مع تحياتي لكم
عماني اب عن جد

شكرا على ردك الجميل الذي زادني أبداع أكثر
دمت لي ياأخوي bb22شاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.