رواية لا تلومني يا نور عيني / بقلمي 2024

مساء الورد والجوري ,,

روايتي الأولى في هذا المدونة ,,الجيريا

أتمنى تنال اعجابكم ,,

المقدمة

هل ممكن تسامح وتغفر لمن سلبك اغلى ما تملك !!
تغفر لمن هدم حياتك وخربها !!
كيف تستطيع أن تستمر في الحياة !!
كيف تستطيع أن تواجهه نفسك !!
كيف تستطيع أن تتقبل جسدك, بعد ان انتهكت حرمته !!
كيف تستطيع أن تستيقظ من الكابوس المخيف !!
من يسمع صرخاتك المكتومة !!
من يستطيع أن يعيد ما سلب منك !!
..
..
..

لا أحد .

.. 1 ..

قبل 17 سنة …

كانت لحالها في البيت, مشغلة التلفزيون وتفرفر على المحطات بطفش. أمها واخوانها طلعوا الى المزرعة . وهي رفضت تروح معهم , حاسة بنفور أمها منها . فرحت لما قالت لها أنها تعبانة وما تقدر تروح معهم . كلها اسبوع وترجع جدتها من السفر . وترجع لعندها . هي في بيت أمها مثل الغريبة . خاصة هالدعلة حما أمها. كل شوي وجاي لعندهم . اخوانها يحبونه . هو عمهم المفضل . لكنه ما يحل لها . صحيح ما ضايقها . لكنه فاجأها لما دخل الحديقة وهي قاعدة تقرا . تنح فيها فترة , وبعدين صد . لكنها خافت من نظراته. كان بياكلها أكل . ركضت بسرعة الى الداخل . ويدها على صدرها . اصعدت الى غرفة أختها , ادخلت واقعدت على السرير . نزلت راسها تناظر لبسها . واحمر وجهها من الخجل . " شلون شافني كذا " . كانت لابسة برمود زيتي , وبلوزة حفر , ورافعة شعرها الأسود . من هذاك اليوم الى الحين عشر أيام , ما شافته فيها , بالرغم من اتصالات اخوانها له . كان يتعذر دايم .

انتبهت الى صوت برى . فكرتهم ارجعوا . لفت تطل من النافذة , ما لقت أحد. " شكله قطو" . حست بالجوع , قامت وراحت الى المطبخ . كانت بتسوي لها اندومي . أمها أخذت الخادمة معهم . " يعني وش بيصير لو ظلت هنا " . أخذت لها قدر وعبته ماء ساخن . وحطته على النار , لكنها ما افتحت الغاز . لما ناظرت في نافذة المطبخ, وشافت عيون تناظرها . رجعت لورى . وكانت بتروح تقفل باب المطبخ المطل على الحديقة . لكنه سبقها وفتحه ودخل . كان يترنح في وقفته . ويتمايل ويقول لها كلام ما افهمت منه شيء . ركضت الى الصالة . وهي تتخبط وتلوح وراها أي شيء تطاله يدها. لحقها وحاصرها بين الكنب . كانت تترجاه يروح , وأنه مو في وعيه . كأنه شارب شيء . كان يبتسم لها ويقول لها كلام حب وغزل . هددته أن امها واخوه بيرجعون بعد شوي . ما اهتم . وقرب منها . قدرت تفلت منه وتصعد الى الدرج . لحقها . كان أسرع منها وأضخم . افتحت أول باب صادفته , وادخلت وجات بتسكر الباب , لكن رجله وقفت حاجز. حاولت تدفه بكل قوتها . وهي تصيح وتترجاه يروح. دف الباب بقوة . انفتح الباب, وطاحت على ورى . صارت تزحف الى ورى . وهي تصيح .

علياء بخوف : فهد اطلع .
فهد يترنح قدامها : لكني أحبك .
علياء تصيح : الله يخليك روح . ما أنت في وعيك . أمي وعمي بيرجعون الحين .
فهد : ما اظن . ( ناظرها بنظرات ما فهمت لها ) .
اصدمت بالسرير . وعرفت أنها انحكرت . قرب منها وحاول يمسكها . قدرت تفلت منه . لكنه سحب شعرها وشدها له . وضمها من ورى الى صدره . وباس رقبتها . وهي تترجاه يتركها . وتحاول تفلت نفسها منه . صارت تعض وتخدش باظافرها كل ما تقدر توصل له منه .
فهد : أحبك علياء . وربي أحبك .
علياء تصيح وتصارخ : اذا تحبني . تركني .
فهد بحزن : ما اقدر .
سحبها الى السرير . ورماها عليه . وثبت يدينها . وهي تصارخ وتصيح . وتحاول تفك نفسها . مو قادرة .
فهد يناظرها بحزن : أنت لي . قلت لأمي تخطبك لي .
علياء ما تسمعه . كل همها كيف تهرب منه . مو قادرة تتحرك . مثبت يدينها بقوة . قرب منها يحاول يبوسها . وهي تحرك راسها , رافضة . نزل راسه يبوس رقبتها . صارت تصارخ وتشاهق . وتنادي أي أحد يجي وينقذها . بعد عنها شوي . وحط يده على بلوزتها ومزقها بقوة .
اصرخت علياء : يممممممممممممممممممممممممممه .

موضي بحدة : أخوك اغتصب بنتي وتبيني أسكت .
راشد : يا مراه . ما كان في وعيه . شوفيه ندمان وقاعد يصيح مثل الحريم .
موضي : لا والله . وش يفيدني ندمه . بعد ما خرب بنتي .
راشد : بنلم الموضوع . لا تحاتين .
موضي تصارخ : أي موضوع . لو كانت ندى وش كنت بتسوي .
التفت عليها راشد . يناظرها بحدة : وش قاعدة تقولين !!
موضي تصيح : حس فيني يا راشد . بنتي ضاعت خلاص .
قرب منها راشد وضمها : قلت لك بنحل الموضوع .

عبدالرحمن بحدة : يعني شنو سافر .
بو راشد : قلت لك فهد سافر وما ندري وينه .
عبدالرحمن بغضب : تلعب علينا أنت وولدك . ولدك لازم يرجع ويصلح اللي سواه .
بو راشد : يا عبدالرحمن . صدقني وبالله الكريم أني ما أعرف وين ذلف . لو قدامي اذبحه على سواته الشينة .
عبدالرحمن يقرب منه ويهدد : ان ما رجع ولدك خلال اسبوع وصلح اللي سواه . لا تلومني على اللي باسويه .
راشد يتدخل : عبد الرحمن . اذكر الله .
التفت عليه عبدالرحمن : أنتو تعرفون الله . كل اللي قعدته البنت اسبوعين. وشوف وش صار لها . عندكم بنات , ما تخافون عليهم .
بوراشد سكت . راشد بيتكلم . قاطعه عبدالرحمن: يكون في علمك ولدك مهدور دمه. ولا أحد يجي ويحاسبني على اللي باسويه فيه .
طلع عبدالرحمن , وصفق الباب وراه .
بو راشد : شوف أخوك وش سوى فينا .
راشد يهديه : يبى . فهد ما يسويها .
بو راشد بحدة : ما يسويها . واللي صار في بيتك .
راشد : ما كان في وعيه . كان شارب ومدخن حشيشة . لما صحى كان بيموت من الصياح . ندمان على اللي سواه . كان يهذي أنه يحبها ويبيها .
بو راشد : عساه الموت اللي يشيله . كانه سود وجهي . وما تعرفون وين ذلف.
راشد : لا يبى . ما ندري وين راح .
بو راشد قرب من راشد : انا ادري انه متخبي عند خواله في الكويت .
راشد : يبه . كلمناهم , قالوا أنه ما جاهم .
بو راشد : العلم عند أمك . هي اللي هربته .
راشد : يبه أمي وش دخلها .
بو راشد : ما جاها الولد وقال لها يبي البنت . وهي رفضت .
راشد : توها صغيرة . وفهد صغير بعد .
بو راشد بحدة : صغير . واللي سواه مو صغير . سواد وجهه بنظل طول عمرنا روسنا في الأرض بسبته .

الجدة أم عبدالرحمن : انقلعي من بيتي .
موضي تصيح : يمه . اسمعيني .
الجدة بحدة : وش اسمع . عنبو قلت باخلي البنت عند أمها . أمن لها من الطريق والسفر . لقيت ان الشارع أمن لها من بيت أمها .
موضي : يمه . يعني مفكرة أني راضيه باللي صار .
الجدة : وين كنت حضرتك . ليه مخليتها لحالها في البيت . وماخذة الخدامة بعد .
موضي : يمه والله كنت باخذها معي . لكنها قالت أنها تعبانة وخليتها .
الجدة تهز ذراع موضي : ودامها تعبانة , ليه ما خليتي الخدامة معها .
ناظرتها موضي : فكرته تعب البنات العادي .
الجدة تركتها وقعدت على الكرسي : حسبي الله عليك من أم . لكن الشرهة مو عليك . الشرهة علي . ترجتني ما أخليها عندك . واخذها معي أو أخليها في البيت مع الخدامة. قلت لا . بيت أمك أمن لك .
موضي : يمه . بينحل الموضوع . وبيتزوجون .
الجدة : أي يتزوجون . الكلب سوى سواته وذلف . ما احد يدري عنه . اخوانك راحوا الكويت يدورونه . ما لقوه . وان لقوه بيذبحونه .
موضي : لكنه كان ندمان . وهو بنفسه قال أنه كان يبغى يتزوجها .
الجدة : وينه ما جاء خطبها مثل الرجاجيل .
موضي بحيرة : ما أدري . قال أنها بيتزوجها . لكنه اختفى فجأة .
الجدة تهز راسها : أكيد هالحية أمه ورى نحشته .
موضي : يمكن .
الجدة : مو يمكن . إلا أكيد .
رفعت الجدة راسها الى فوق . " حسبي الله عليه اللي دمرك يا بنتي . ما تستاهلين اللي صار لك . حسبي الله عليه ونعم الوكيل " .

دخل عبدالرحمن غرفة امه . لقها تصلي . قعد على الكنبة يستناها تخلص . صار يتلفت على الغرفة . من وفاة أبوه والبيت خالي . حتى غرفته باردة . أمي للحين محتفظة بشماغه والعقال على الشماعة . وعطوره المعبية المكان . انتبه لأمه وهي تسلم . قرب منها . باس راسها ويدينها .
عبد الرحمن : تقبل الله أم دحيم .
الجدة بابتسامة خفيفة : منا ومنك .
عبد الرحمن : شلونها الحين .
الجدة بحزن : على حالها . لا أكل مثل العالم والناس . موجودة ولا هي موجودة .
عبد الرحمن قابض يده : بس لو يطيح في يدي هالكلب .
الجدة : ما حصلتوه للحين .
عبد الرحمن : عرفنا أنه دخل الكويت . ومنها سافر إلى لندن .
الجدة : حسبي الله عليه ونعم الوكيل . صار له الحين حول الشهرين, وما لقيتوه للحين .
عبدالرحمن : لا تحاتين . يوسف بيسافر هناك بعد يومين . إلا ما يلقاه .
الجدة : وإن لقاه . وش بيصير .
عبد الرحمن : بنزوجهم ونلم الموضوع .
الجدة تهز راسها : بتلمون الموضوع أنتم . وهي بتموت معه في كل يوم ألف مرة .
عبد الرحمن : ومن قال بنخليها عنده . هي مسالة كم اسبوع ويطلقها . بس قدام الناس يمه .
الجدة : الله يكون في عونها .

راشد : لكنه قال أنه بيتزوجها .
هيا : توه بزر .
راشد : لكن يمه . فهد غلط في البنت .
هيا : ولدي ما يسويها . إلا اذا هي اغرته .
راشد بحدة : يمه . وش هالكلام . علياء بزر .
هيا : أي بزر . ما احد بزر هالايام . هذا من دروس امها .
راشد يصفق يدينه : حسبي الله ونعم الوكيل .
هيا بحدة : لا تقعد تتحسب .
راشد يحاول يكون هادي : يمه . ولدك المدلل اغتصب البنت . وبنفسه قال أنه ما كان في وعيه . وبيصلح اللي سواه .
هيا تأشر بيدها عليه : هذا أنت قلتها ما كان في وعيه .
راشد بحدة : حتى لو . هو غلط . لا تقعدين تبررين له .
هيا : ما أرمي ولدي هالرمية .
راشد : والبنت .
هيا : أهلها يدبرونها .
راشد : وأمها اللي قاعدة تنوح على اللي صار لبنتها .
هيا ببرود : دبروا لها أحد يتزوجها ويستر عليها .
راشد بحدة : وش اللي ندور لها واحد . البنت ما غلطت . ولدك اللي اعتدى عليها .
هيا تدافع : فهد ما كان في وعيه وقتها .
راشد قرب من أمه : يمه . لا تظلمين . الدنيا دوارة . وأنت عندك بنات .
هيا : بسم الله على بناتي . وبناتي أنا مربيتهم عدل .
راشد رافع حاجبه : يعني علياء اللي مو متربية . هي اللي قالت له تعال . هي اللي تهجمت عليه .
هيا : والله ما أدري . وش تفسر عدم روحتها المزرعة هذاك اليوم .
راشد يناظر أمه باستغراب : كانت تعبانة . ليه تبين تركبين الغلط على البنت .
هيا تبتسم : أي تعبانة . هالكلام يمشي عليك أنت وأبوك . مو علي أنا .
راشد بحدة : يمه .
هيا بنبرة : ومصمه . كلمة ما أثنيها . فهد ما ياخذ هالبنت . يكفي أني رضيت بأمها لك وهي أرملة . بس لأن أبوك صديق أبوها ويبغى يناسبه . ( تاشر باصبعها ) لكن ولدي فهد لأ. ما أزوجه الا البنت اللي تليق فيه .

قامت هيا واصعدت الدرج . وراشد يناظرها ووجهه أحمر من الغضب . " كل هالتدبير منك يمه . فهد كان يصيح وقتها . وحلف انه ما كان في وعيه . هي يبي البنت . وقال لها تحجزينها له وتكلمين أهلها . لكنك عارضتي . أدري أنك ورى موضوع هربه . ما تدرين أنك راح تحطمينه بحبك المبالغ له ".

نزلت الخدامة وبيدها الصينية . بتروح المطبخ . مرت على الصالة . ونادتها الجدة .
الجدة : ها كلت .
الخدامة : لا ماما . ما في أكل .
قامت الجدة : تعالي وراي . مو على كيفها ما تاكل .
اصعدت الجدة ووراها الخادمة بيدها الصينية . وراحت الى غرفة علياء . بيتهم مكون من ثلاث أدوار . الدور الأول لها . وجزء من الدور الثاني مكون من ثلاث غرف وصالة وحمام . الغرف لبناتها المتزوجات . مي متزوجة وعايشة في قطر. وسلمى توها متزوجة من كم شهر وعايشة في جدة . وباقي الدور لولدها عبد الرحمن . والدور الثالث لولدها يوسف .

ادخلت الجدة غرفة علياء . وشافتها نايمة على جنبها . وضامة رجولها الى بطنها . أخذت الجدة كرسي , وحطته قريب من السرير . ومدت يدها تمسح شعر علياء .
الجدة بحنان : يمه علوي . قومي اكل لك لقمة .
علياء بتعب : ما اشتهي يمه .
الجدة تأشر للخدامة تقرب الصينية : علشاني . بس هاللقمة .
علياء تتأفف : والله ما اشتهي .
الجدة : مسوية لك الشوربة اللي تحبينها .
قامت علياء بعد اصرار من الجدة . اقعدت على السرير . واسندت ظهرها على السرير . لكنها بس التفتت وشمت ريحة الشوربة . قلب وجهها فجأة . وقفزت من السرير. وحطت يدها على فمها . وراحت تركض إلى دورة المياه . تستفرغ .
ناظرتها الجدة باستغراب . وش خلاها تفز بهالشكل . قربت البادية من أنفها تشمها . ما فيها شيء. حطت البادية على الصينية . ادخلت علياء الغرفة . ومغطية فمها وأنفها بالفوطة .
علياء تأشر على الصينية : طلعي هذا برى . ريحته خايسة .
الجدة تناظرها باستغراب : هذه شوربتك اللي تحبينها دايم . ونفس الطعم والريحة .
علياء تقعد على الصوفا بتعب : لا مو نفسها . هذه خايسة .
ناظرت الجدة علياء مدة . وبعدين افتحت عيونها على الأخر . " يا خوفي بس " .
الجدة تكلم الخدامة : شيلي الصينية خلاص .
أخذتها الخدامة وطلعت من الغرفة . قربت الجدة من علياء . وحطت يدها على جبينها. كانت علياء مغمضة عينها . " شلون أفتح معها الموضوع . يكفيها اللي هي فيها . يا رب ما يكون صحيح . ولا بنتي راحت فيها . يا رب سترك ".
الجدة بتردد : يمه علوي .
علياء بتعب : سمي يمه .
الجدة بخوف : متى .. متى أخر مرة جاتك الدورة ؟
افتحت علياء عينها , والتفتت على جدتها : ما أذكر . يمكن قبل …. ( اسكتت علياء فجأة . وبدت تحسب أخر مرة جاتها . قبل ما تروح لبيت أمها . حطت يدها على فمها , تمنع صرخة تشتعل داخلها , وتبغى تنفجر . ) .
علياء بهيستريا وتصيح : لا يمه . لا . لا . لا .
ضمتها الجدة. تحاول تهديها . وعلياء تصارخ وتدعي عل نفسها تموت .
الجدة اخنقتها العبرة : لا تدعين على نفسك بنتي . حسبي الله عليه ونعم الوكيل .

في الوقت الحاضر …

بنت : استاذة علياء .
علياء : نعم .
بنت : استاذة بالنسبة للورقة اللي طلبتيها مننا .
علياء تدبس أوراق مع بعض : وش فيها .
بنت : استاذة . معليه تأجلينها لي الى الاسبوع الجاي .
علياء ناظرتها : أخر موعد هالاسبوع . واي أوراق تقدم بعده , غير مقبولة .
بنت : عارفة استاذة . لكني حصلت ظروف . وما اقدر اكتبه هالاسبوع . لكن راح اجيبه الاسبوع الجاي وعد .
علياء تناظر البنت مدة . هي من أكفء البنات اللي تدرسهم . صحيح تتخبط احيانا . لكن مخها نظيف . واذا بغت قدرت .
هزت علياء راسها : طيب . جيبيه الاسبوع الجاي . لكن راح انقص منك درجة على التاخير .
البنت بفرح : حقك استاذة لأني تاخرت . بس ان شاء الله بيعجيك .
علياء تبتسم : ان شاء الله .

اطلعت البنت من الغرفة . وكملت علياء شغلها . دق جوالها , شالته كان السايق يقول لها أنه برى ينتظرها . سكرت الجوال وأخذت ترتب أغراضها . قامت ولبست عبايتها . وقفت وناظرت نفسها في المراية الموجودة في غرفتهم . الكل يقول أنها حلوة وجذابة . وأكثر شيء يجذب فيها عيونها الناعسة . أصلا لها شعبية كبيرة بين الطالبات . ناظرت المراية تشوف شكلها . شعرها الاسود رافعته الى فوق . بشرتها البرونزية والمخملية . عيونها الناعسة . وخشمها الصغير . فمها صغير ومايل شوي على جنب مثل شفايف اليسا . في عمر 32سنة واللي يشوفها يفكرها طالبة . ابتسمت بحزن . كثير يخطبونها وتردهم . زعلت صديقتها الوحيدة . مع أنها راضتها في النهاية . لكن اللي غايظها أنها مو قادرة تقول لها سبب رفضها لأخوها . " اخ لو تدرين . يمكن حتى سلام ما تسلمين علي ".

وصلت علياء البيت . دخلت الصالة . شافت جدتها تصيح وجنبها زوجة خالها عبد الرحمن عزيزة . حطت شنطتها واغراضها على الكنبة . وقربت من جدتها بسرعة . قعدت على ركبها .
علياء بخوف : خير يمه وش فيه .
الجدة تشاهق وتصيح . مو قادرة تتكلم .
علياء خافت أكثر : يمه وش فيه .
ردت عليها عزيزة : بنت خالتها منيرة .
علياء : وش فيها .
عزيزة : عطتك عمرها .
علياء برعب : شنو .
عزيزة : توهم مكلمين أمي . ويقولون أنها توفت أمس . وبيدفنونها اليوم بعد العصر .
علياء يدها على صدرها : وريم . من معاها . ريم وين .

.. 2 ..

في فرنسا ..

دخل المكتب , وهو متضايق ومصدع , ما قدر ينام أمس . وطلب من السكرتيرة تدخل سعود أول ما يوصل . صفق الباب وراه . وجلس على الكرسي , وأسند ظهره عليه . وسرح في الكابوس اللي صاير يتكرر له مؤخرا بكثرة . صرخاتها إلى الآن يسمعها في اذنه , وهي تترجاه يتركها . انتبه لصوت الباب يدق . دخلت السكرتيرة حاملة بيدها كوب الكوفي . واليد الثانية المفكرة الالكترونية . حطت الكوب على الطاولة . وافتحت المفكرة , وقرت عليه برنامجه اليوم .
فهد يشرب القهوة : كنسلي موعد البنك , وحددي لهم موعد ثاني .
السكرتيرة : لكنهم طالبين الموعد لأمر ضروري ..
فهد بدون اكتراث : ومتى ما كان ضروري . أجلي الموعد , وإذا ألحوا بطلبهم , حوليهم على المحامي .
ناظرته السكرتيرة . ولاحظت الهالات تحت عيونه . وباين عليه الارهاق والتعب . ترددت في البداية .
السكرتيرة بتردد : طال عمرك تحتاج الى مسكن .
فهد عينه على الكوفي : لا . هذه بتكفي .
السكرتيرة : تامر على شيء ثاني .
فهد : لا . بس شوفي لي سعود وينه .
هزت راسها السكرتيرة . وطلعت .

ظل فهد يشرب الكوفي بهدوء . ابتسم لما تذكر كيف كانت حياته في السعودية . كانوا في هالوقت يتقهون مع أبوهم . هو الولد الثالث وتريبه الخامس بين سبع اخوان , راشد ومها ودلال وبندر , كلهم متزوجين . وباقي هو وبنتين سمر في الجامعة , وليان أخر العنقود ومدللة أخوها في الثانوية . اشتاق لأبوه , واشتاق لعايلته . صار له سنين متغرب عنهم . بين لندن وكندا . والحين مستقر في فرنسا من 7 سنين . وكون لنفسه شركة واسم . ومن سنه بس اشترى بيته الخاص . صحيح امه وأخواته دايم يزورونه . وما صار لهم أشهر من رجعوا السعودية . لكنه اشتاق لهم . البيت خالي , ما فيه حياة . قتلته الوحدة . من طلع من السعودية هذيك الليلة , ما رجع لها . في سن الأربعين, واللي يشوفه يقول في اواخر الأربعين. سرقته السنين , صحيح كون لنفسه اسم. لكن قلبه معلق . والهم ذبحه . " يا ترى وش حالها الحين . وش سوت فيها الأيام والسنين . لو رجعت وقتها, وتزوجتها. وش كان صار". امه سنين تلح عليه يتزوج . لكنه رافض …

هيا : وليه لأ . تراك مو صغير .
فهد يبتسم : أدري أني ماني صغير . لكن موضوع الزواج انسيه .
هيا : يا يمه . ما تبي أحد يقوم فيك , ويشوف طلباتك . يباريك .
فهد : عندي خدم مو مقصرين .
هيا رافعة حاجبها : والخدم بيجبون لك عيال .
فهد يتأفف : ما نرتاح من هالسيرة . من تشوفيني تزوج وتزوج .
هيا : يعني ما تبيني أفرح فيك . دخلت الأربعين , وللحين ما تزوجت . ما تبي يجيك ولد يشيل اسمك , ويارثك بعد عمر طويل .
فهد ابتسم , وسرح بخياله ,"حلو يكون عندي ولد . ولدين وبنت . والبنت تشبه امها . تشبه علياء . آه علياء . علوي ".
انتبه فهد لصوت أمه . لف عليها .
فهد : امري يا أم راشد .
هيا : ما يامر عليك ظالم . وش قلت .
فهد ببراءة : في ايش .
هيا تضرب يدها على فخذها : وانا صار لي ساعة أهذر . وش قاعدة أقول . وش رايك أخطب لك بنت خالك . حلوة ومزيونة . وأخر سنه لها في الجامعة وووو
ناظرها فهد يبتسم بحزن " يا ترى لو قلت لك أني ما أبغى إلا وحدة . وهي علياء . هل راح توافقين عليها . حرمتيني من نور عيني يمه ".

رجع فهد الى الوقت الحاضر . قام من الكرسي , توجه الى النافذة , صار يناظر منها على المدينة اللي اشتهرت بمدينة العشاق . رفع يده يدلك ذقنه , والغمازة اللي اشتهر فيها . " لو رجعت وقتها . وش كان صار . لكني أستاهل كل اللي قاعد يصير لي . ذكراها ما فارقتني من يوم عيني ما شافتها . ( ابتسم ) كانت قاعدة في الحديقة , ومندمجة وهي تقرا كتاب . لكن تعابير وجهها وهي تقرا ومندمجة مع الرواية , اخذت روحي وقتها . انا السبب . انا اللي جبته لنفسي . آه علياء . أنتي علتي , وانتي علاجي "..

عزيزة ترتب ملابس عبد الرحمن في الشنطة : أعرف انها تصير لأمي . وتعزها وتحبها . لكن تأخر الوقت الحين . ما راح توصلون الا في الليل , روحوا بكرة .
عبدالرحمن يلبس شماغه : أنا حجزت خلاص . وحتى لو تاخرنا . اهم شيء نحضر أول يوم عزاء .
عزيزة : الله يصبر ريم . صارت لحالها الحين . تيتمت مرتين , مرة عند وفاة أمها . والثانية لما ماتت جدتها .
ناظرها عبدالرحمن : ريم مو لحالها . كلنا حواليها . وحنا بنجيبها عندنا بعد العزاء .
عزيزة باستغراب : بتجيبونها . ليه ما عندها أهل هناك .
عبدالرحمن : حنا أهلها يا مراة . ولا ناسية حنا خوال أمها .
عزيزة تحط عدة الحلاقة والشامبو : ادري ما قلت شيء . لكن أهل ابوها أولى .
عبد الرحمن : أبوها ما له اهل . الا عيال عم ابوه من بعيد . ولا يدرون عنه . حضروا عزاه . ولا شفناهم عقب .
عزيزة : أنا في راي . البنت تظل بنتهم . وهم اولى فيها .
عبد الرحمن خزها : ما أحد طلب رايك . احتفظي فيه لنفسك . وريم بتعيش عندنا . وبتكون عند أمـ .. عند أمي وعند علياء .
عزيزة سكرت الشنطة بعصبية : طيب . طيب . وش فيك هجمت علي كلك . يا كلمة ردي مكانك . ما تسوى علي . كيفكم روانكم وأنتو أحرار .
اطلعت عزيزة من الغرفة . وعبدالرحمن شال شنطته ولحقها . تحسف أنه احتد معها . لكنها ما تعرف الحقيقة . ريم تكون بنتنا . والمراة الله يرحمها ما قصرت . ربتها على انها بنت بنتنا . ومعروفها هذا ما راح ننساه طول عمرنا .

علياء تكلم الخدامة : لا تنسين أدويه ماما كبير .
الخدامة تهز راسها : زين ماما .
غادة : طيب ليه بتروحين معهم أنت .
علياء : وليه ما أروح .
غادة : جدتي وأبوي يكفون .
علياء بحزن : لازم أنا بالذات احضر . لا تنسين هالمراة قعدتني في بيتها اربع سنين. وما قصرت معي .
غادة : الله يرحمها . وحفيدتها . أنا سمعت أمي تقول أن عندها حفيدة , بنت بنتها . وش بيصير عليها .
علياء ترتب أغارضها : راح نجيبها معنا , بس يخلص العزاء .
غادة باستغراب : بتجيبونها !!
علياء : وليه لأ .
غادة تأشر بيدها : لأن اهلها أولى فيها .
علياء : حنا أهلها .
غادة : أقصد أهلها أهلها . أهل امها , أهل ابوها . عمام وخوال .
علياء : خالتي منيرة تصير بنت خالة جدتي . وتوفوا عيالها على حياتها . ولدها توفى قبل ما يتزوج . بنتها ماتت مع زوجها في الحادث . يعني ما عندها أهل غيرنا .
غادة : طيب أهل أبوها .
علياء : أبوها ما عنده اخوان . ما عنده الا عيال عم . وشبه مقاطعينه لأنه اخذ من برى . وما اخذ من بناتهم .
غادة تناظرها . رفعت علياء راسها تناظرها : وش فيك .
غادة بحزن : أفكر في هالبنت . تيتمت مرتين . مرة لما ماتت امها والثانية لما ماتت جدتها .
حست علياء بخنجر انغرس في صدرها , لما اسمعت كلمة ( تيتمت ) . نزلت راسها بسرعة , علشان ما تشوف غادة دمعة خانتها و نزلت من عينها. لكنها ما اقدرت تكمل . قعدت على السرير . وصارت تشاهق وتبكي .
قربت منها غادة . وضمتها : اهدي علياء . الله يرحمها . ادعي لها بالمغفرة .
علياء تصيح : الله يرحمها .
غادة : إلى هالدرجة تحبينها .
علياء تمسح دموعها : عمري ما أنسى معروفها . فتحت لي بيتها وقت ما كانت الدنيا ضايقة فيني . وقامت فيني قومة . عمري ما راح أطلع من جزاها .
غادة تبتسم : أذكر لما رحتي القصيم وقتها . كانت حالك ما تسر . ولما رجعتي بعد اربع سنين . رجعتي غير .
علياء تناظرها : شلون غير .
غادة ترفع أكتافها : ما أدري . بس أحسك كبرتي عشر سنين . صحيح رجعتي وكملتي الجامعة هنا . لكن دايم أحس بلمعة حزن في عيونك . من أخذتي ذيك الخرعة وأنت متغيرة . طبعا شيء طبيعي, تكون ردة الفعل عنيفة لموقف قوي .
علياء تبتسم " بلاك ما تدرين " : الله لا يذوقها لأحد .
غادة : آمين .
علياء تناظرها : كانك بتمارسين مهنتك علي .
غادة تغمز لها : وليه لأ . أجرب فيك ولا في الغريب .
علياء تأشر بيدها : فلسفتكم النفسية خليها لكم .
غادة بتتكلم . لكنهم اسمعوا صوت أبوها يستعجلهم . لا يتأخرون على الطيارة . ساعدت غادة علياء , وشالت عنها الشنطة . باين عليها التعب والارهاق . نزلوا تحت, وشال ولد خالها سعود الشنط . وحطهم في السيارة .

ندى : توي مكلمتها مساع .
موضي : وقالوا لك أنهم بيسافرون القصيم .
ندى تهز راسها : علوي تقول أن بنت خالة جدتي توفت . وبيروحون يعزون .
موضي : غريبة أمي ما قالت لي .
ندى باستغراب : أمي وش بينك وبين جدتي .
موضي التفتت عليها : ما بينا شيء .
ندى باصرار: بلى في , حتى علوي ما تكلمك نهائي . ويا دوب سلام !!
موضي تقوم : قلت لك ما بينا شيء . بس يمكن جدتك شرهانه علي أني ما أزروهم مثل قبل .
ندى : لا في شيء ثاني . حتى علوي ما تجي بيتنا نهائي . ولما سوى تركي العملية, زارته في المستشفى . وما جات البيت . حتى لما سوينا له عشاء , ما احضرته لا هي ولا جدتي .
موضي بعصبية : وأنت وش لك بكل هالهذرة .
ندى : أبغى اعرف وش بينكم . حتى لما تجتمعون في مكان , يبان التوتر بينكم .
موضي : ما بينا شيء .
تركتها موضي , وراحت وهي تكتم دموعها . دخلت غرفتها . ورمت نفسها على الكنبة . ونزلت راسها تبكي . من هذيك السالفة وعلياء ما تكلمها . تتذكر كلمتها لها لما كانت تجهز نفسها, علشان تسافر القصيم . بعد شهور من اللي صار …

موضي : يعني ما تبين تسلمين علي .
علياء ترتب الشنطة . وما ردت على امها . قربت منها موضي . وحطت يدها على يد علياء وهي تسكر الشنطة . اسحبتها علياء بسرعة . وبعدت عن أمها .
موضي اخنقتها العبرة : علوي . لا تروحين وانت زعلانة مني .
علياء ببرود : واضح يهمك زعلي .
موضي : والله مو طالع بيدي شيء . حاولت لكن …
قاطعتها علياء ببرود : لا تحاولين . ما أبغى منك شيء .
موضي : علياء أنت مو رخيصة عندي . لكن أنا ..
علياء بحدة: لكن أنت عندك بيت وعيال . تخافين عليهم . مهما صار يظل هو ولدهم . وأنت زوجة ولدهم . ( تأشر على نفسها ) وأنا بنت لقيتيها في الشارع .
موضي تصيح : أنت بنتي . بنتي .
أخذت علياء الشنطة وهي على الباب , لفت على امها : صحيح اللي سواه دمرني , لكن اللي سويتيه أنت قتلني .
اطلعت علياء من الغرفة . موضي تناظرها وهي تصيح . ما اقدرت تروح لها . " وش كان صار لو أخذتها معي " .

انتبهت موضي لصوت باب غرفتها يفتح . امسحت دموعها , ورتبت نفسها . دخل راشد ولمح عيونها حمراء . فصخ الشماغ والعقال وعلقهم على الشماعة . وقعد جنب زوجته .
راشد باهتمام : وش فيك .
موضي تمسح عيونها : ما فيني شيء .
راشد : شلون ما فيك شيء. باين أنك باكية . وش فيك .
موضي : ولا شيء . بس وحدة من قرايبنا توفت .
راشد مو مصدق , لكن يسلك لها : الله يرحمها .
قامت موضي وراحت الى دورة المياه. دخلت وفتحت الحنفية . وصارت تغسل وجهها وتصيح . ويدها على المغسلة , قابضتها بقوة . " أنا خسرتها . خسرتها ".

وصلوا إلى بيت أم أحمد منيرة . على الساعة 7 . كان البيت مليان حريم ورجال . سلموا على الموجدين . سالوا عن ريم . قالوا لهم أنها في غرفة جدتها . مو راضية تطلع منها . راحت لها علياء . دقت الباب , ودخلت . شافت ريم منسدحة على السرير . وضامة المخدة . وتصيح . كانت جنبها روان تحاول تهديها . انتبهت لعلياء, التفتت عليها . ناظرتها مدة باستغراب . قامت وراحت لعلياء .
روان باستغراب : انت تقربين لريم ؟
علياء هزت راسها : أي . نقرب لبعض .
روان : اللي يشوفكم يقول خوات . تشبهون بعض كثير .
علياء " بلاك ما تدرين " : لأننا أقارب . أكيد بنشبه بعض .
روان هزت راسها : صح .
علياء بهدوء : نايمة ولا صاحية .
روان : توها غفت .
قربت علياء من غادة . قعدت على طرف السرير . وحطت يدها على شعر ريم . اللي كان قصير . نزلت راسها وباستها على جبينها . فتحت ريم عينها .
علياء : اشش. ارجعي نامي .
ريم : علياء . أنتو جيتو .
علياء : أي تونا واصلين .
قعدت ريم . ورفعت يدها تمسح دموعها : أمي منيرة ماتت .
علياء ادمعت عينها : الله يرحمها .
ريم بحزن : صرت لحالي الحين .
ضمتها علياء : ما أنت لحالك . حنا معك .
ريم تصيح : كلهم راحوا وخلوني . في الأول أمي وأبوي . والثانية جدي, والحين جدتي . صرت لحالي .
علياء تصيح وتحاول تهديها : أنت مو لحالك . كلنا حواليك . وما راح نخليك .

ضمت ريم علياء . وهي تصيح وتهذي, بأنها صارت لحالها . وعلياء تهديها . وهي تصيح معها . ظلت معها مده, الى ان تأكدت انها نامت . غطتها باللحاف. وقعدت تتأملها . " كبرت وصارت مراة. أخر مرة شافتها من سنة. تمر الأيام بغمضة عين, وكله من عمرنا. توها كانت تناشب خالتي منيرة على دباب . ( ضحكت علياء. وحست بغصة داخلها ) هالبنت صبية . قاصة شعرها قصير. وكل ملابسها قمصان وتيشرتات , وبنطلونات وشورتات . خاطري في يوم تلبس تنورة وفستان بسيط , زي البنات . صارت تتلفت في الغرفة " حشى غرفة ولد مو بنت " . نزلت تشيل كرة سلة بجنب السرير. وحطتها في سلتها . وهي طالعة انتبهت للجيتار اللي أهدته لها في عيد ميلادها . مررت أصابعها عليه وهي تبتسم . عصبت منها خالتها منيرة وقتها, قالت تعلمينها على عوايد الكفار !!!

طلعت علياء من غرفة ريم . ونزلت تحت . لقت أغلب الحريم راحوا . والباقي من اهل أم أحمد . جلست جنب جدتها . وسمعتها وهي تتكلم مع أم عادل .
أم عادل : يعني بتاخذونها معكم .
الجدة تاشر بيدها : هذه وصات جدتها الله يرحمها .
أم عادل تهز راسها: أم احمد كانت دايم تقول , لو يصير لي شيء . ريم في رقبة أم عبد الرحمن .
الجدة : ما هي بنتا بعد .
أم عادل : الله يكون في عون هالبنت . كانها ضاعت بعد وفاة جدتها.
الجدة : ما ضاعت وحنا موجودين . كلنا حواليها . وما حنا مقصرين .
انتبهت أم عادل لعلياء . وصارت تناظرها مدة .
أم عادل : ما شاء الله . نسخة من ريم . اللي يشوفهم يقول خوات .
الجدة تبتسم : ما حنا نقرب لبعض .
اعتذرت علياء منهم . بتروح المطبخ , تساعد الخدامة . قربت أم عادل من الجدة .
أم عادل : علياء كم عمرها .
الجدة : في الثلاثين .
أم عادل : مو باين عليها . اللي يشوفها يقول في العشرينات .
الجدة تكلم نفسها " علوي توها صغيرة. غير الهم هو اللي مكبرها . حسبي الله عليه ونعم الوكيل . يلقاها وين ما يروح " !!!

سعود يمسك ذراع فهد ويسحبه . انتبه فهد للسيارة اللي كانت ماشية بسرعة . وكانت بتصدمه .
سعود بعصبية : وش فيك . ما تشوف .
فهد يده على راسه : ما انتبهت لها .
سعود : كنت رحت بغمضة عين .
فهد رفع يده, وحطها على قلبه . جاه احساس غريب . ما عرف وش تفسيره. وليه يحس بهالاحساس . وقف سعود يناظره باستغراب .
سعود باهتمام : فهد . وش فيك .
فهد : أنا لازم أرجع السعودية بأقرب وقت .
سعود باستغراب : ترجع السعودية .
التفت عليه فهد : وليه ما أرجع .
سعود : صار لك سنين مغترب . وكل ما نحاول نفتح معك موضوع الرجعة , تتهرب. ( يأشر بيده ) والحين فجأة تبغى ترجع !!
فهد يده على قلبه : شيء يقول لي ارجع .
سعود : وش هو ؟؟
فهد : ما أدري ؟؟ لكن لازم أرجع .
مشى فهد وسعود وراه . كان يمشي بخطوات سريعة . وجواله على اذنه , يطلب حجز على أقرب طيارة .

يتبع ..

ريم تعترض : لكن أنا ما أبغى أروح .
علياء : ومن بتقعدين معاه .
ريم : معي الخدامة . ما أبغى أترك بيتنا . وصديقاتي .
الجدة : ما يصلح تقعدين بروحك .
ريم مكتفة يدينها : وليه لأ . لأني بنت يعني .
الجدة : لأنك صغيرة وبزر .
ريم : أنا مو بزر . انا كبيرة وقد نفسي . وبعدين مدرستي . شلون أنقل وسط الترم .
علياء : إذا على المدرسة . راح أنقل لك الى مدرسة خاصة . لا تحاتين .
ريم تضرب رجلها على الأرض : ماني رايحة معكم .
علياء صدع راسها من هالنقاش . صار لهم ثلاث ساعات وهم يتناقشون معها . خلص العزاء من اسبوع . ولازم يرجعون الشرقية . وريم متنحة ورافضة ترجع معهم . حاولوا معها , وما في فايدة . حطت علياء يدها على راسها "عنيدة هالبنت" .
الجدة بحدة : ما عندنا بنات تقعد بروحهم .
ريم : أنا صحيح أهلي ماتوا . لكن باقعد في بيتنا . ماني قاعدة في الشارع .
وقفت علياء وبنبرة قوية : بنت . طيارتنا بعد ساعة . جهزي أغراضك , وخذي كتبك والأشياء اللي بتحتاجينها , لأنك بتروحين معنا.
ريم : بس أنا …
قاطعتها علياء : ما أبغى أسمع ولا كلمة .( تاشر بيدها على فوق ) صعدي غرفتك وجهزي أغراضك .
ناظرتها ريم مدة . وما قدرت ترد عليها . صارت تضرب برجلها على الأرض بقوة. وهي تصعد الدرج . واسمعوا صوت الباب وهي تصفقه بقوة .
رمت علياء نفسها على الكنبة . وأخذت نفس عميق . الجدة ناظرتها وابتسمت . انتبهت علياء لنظرات الجدة . لفت عليها .
علياء : خير يمه .
الجدة تبتسم : الخير بوجهك .
علياء : أجل ليه الابتسامات .
الجدة تقوم : حتى لما كانت صغيرة . وما تقدر عليها منيرة . كانت تتصل عليك . لك كلمة عليها . تهابك وتحترمك . كأنك أمها .
علياء بهدوء : ما أنا أمها في النهاية .
الجدة بحزن : أدري يا بنيتي .

دخلت ريم غرفتها . وصفقت الباب وراها . وصارت تروح وتجي في الغرفة . وهي معصبة . " من مفكرة نفسها . تجي وتتأمر علي . كاني أصغر عيالها . ما أبغى اروح معهم . مو غصب . أوف بس ". رن جوالها وشالته .
روان : مساء الورد .
ريم بحدة : مساء الزفت .
روان : وش فيك . وش صاير .
ريم تاشر بيدها : هالتعبانة . تتامر علي كأني أصغر عيالها .
روان : مين .
ريم : علياء الزفت .
روان تضحك : وش سوت .
ريم : بياخذوني معهم الشرقية . وانا ما أبغى أروح .
روان : وين بتقعدين أجل .
ريم : أقعد هنا في بيتنا .
روان باستغراب : لحالك ؟؟
ريم : معي الخدامة .
روان : أي حبي . لما تكونين في امريكا . في ايطاليا . مو في السعودية .
ريم تأفف : اوف بس . ما أبغى أروح .
روان : حمدي ربك . عندك ناس مهتمين فيك . مع انك مو قريبتهم حيل . تصيرين لهم من بعيد . اللي حتى اهل ابوك ما كلفوا انفسهم يحضرون العزاء . ولا حتى يسالون عنك من قبل .
ريم : من زمان وهم مقاطعينا .
روان : المهم . متى طيارتكم ؟؟
ريم : تقول هذه بعد ساعة .
روان تبتسم : الحين صارت هذه . قبل تمدحينها وتموتين فيها .
ريم تكذب : أكرهها . أكرهها . ما أحبها .
روان : صدقتك . المهم باجي عندك الحين . اساعدك واودعك قبل ما تسافرين .
ريم تصيح : لو علي . ما طلعت من بيتنا . كلهم راحوا وخلوني . كلهم . أمي وأبوي. وجدي والحين جدتي . كلهم .
روان تهديها : هدي ريمو . دقايق , ألبس عباتي وأجيك .
ريم : انتظرك .

سكرت ريم جوالها . وانسدحت على السرير . تصيح وتشاهق . كانت علياء بتدخل الغرفة . لكنها سمعت ريم تصيح . كان ودها تدخل وتواسيها . " آه يا روح أمك ". رجعت علياء وقعدت على الدرج . وهي تصيح . كان ودها تدخل وتضمها . وتقول لها أنا ما مت . كاني موجودة . آه . حسبي الله ونعم الوكيل …

روعه بالتوفيق اختي
ياليت انك تكملينه
يعطيك العافيه وربي يسعدك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.