تجديد الأخلاق ‏ دليل المرأة الذكية‏ ‏ في مواجهة التحرشات النفسية‏ 2024

الاستثمار في المرأة والفتاة وحق المرأة في تولي المناصب القيادية‏,‏ كانا الشعارين اللذين اختارتهما الأمم المتحدة ومصر في الاحتفال بيوم المرأة العالمي الشهر الحالي‏,‏ وأهمية دور المرأة في المجتمع محفوظةمنذ بداية التاريخ من أمنا حواء وحتي اليوم‏,‏ ولكن تفعيل دورها وتهميشه مرتبط بتطور الحياة الاجتماعية التي تأخذ مكانتها فيها‏,‏ فكلما نضج المجتمع ازدهرت المرأة أدبا وفنا وعلما وثقافة‏,‏ حتي في المجتمعات الحديثة‏,‏ مازالت المرأة تعاني من الشكوك في قدراتها في كل المجالات‏,‏ ويتطلب منها هذا الأمر بذل جهد مضاعف لإثبات مكانتها‏,‏ والاهتمام بأمر المرأة محليا ودوليا هو اهتمام بالمجتمع ككل‏,‏ فتطورها هو تطور للمجتمع‏.‏
وفي مصر تتمتع المرأة اليوم بإنجاز طويل من الجهد الفكري للمشايخ والمفكرين ورائدات العمل الاجتماعي من السيدة هدي شعراوي وحتي السيدة سوزان مبارك‏,‏ فهذا الفعل التراكمي لوضع صورة عصرية لدور المرأة في الخيال العربي‏,‏ نجح الي حد كبير في تحطيم الصورة النمطية للمرأة وعاء للإنجاب في اغلب الاحوال‏,‏ او يمامة رومانسية تحفز علي الابداع والالهام في احسن الاحوال‏.‏
ومن رصدي لبنات اليوم في المحيط الاجتماعي الخاص بي أجدهن بالفعل افضل الكائنات‏,‏ فيتمتعن بقوة الشخصية التي يتمناها كل عاقل في ابنته وأمه وزوجته وأخته‏,‏ فهن يرفضن إلا ان يتعاملن بالصفة الانسانية الكاملة‏,‏ التي تعرف واجباتها قبل حقوقها‏,‏ ويتمسكن بهويتهن ومعتقداتهن مهما حاولت العولمة ان تفلتها من بين أياديهن‏..‏
احس بالتفاؤل العميق عندما أجدهن علي وعي عميق بطبيعة انتمائهن لأسرهن ومجتمعهن وطنهن وانسانيتهن‏,‏ فكل انتماء من هذه الانتماءات يكمل الآخر‏,‏ ولا يتعارض معه‏,‏ فبين هؤلاء القوارير يكمن المستقبل‏,‏ ويزدهر الحاضر‏,‏ فثمرة الجهد التاريخي لتحرير المجتمع من قمع المرأة وتهميشها‏,‏ تظهر عليهن تفوقا علميا‏,‏ وتميزا فنيا وأدبيا ورقيا دينيا أخلاقيا‏,‏ وذوقا جماليا مهذبا‏,‏ هذا غيض من فيض مما ألمسه في بنات اليوم اللاتي رغم التحولات الاجتماعية وضغوطها الاقتصادية التي اول ما تقع بوطأتها تقع علي المرأة‏,‏ فإن التفاؤل الذكي يتحرر من هذه الاشكاليات ليرسم خريطة للطريق الذي يصررن علي ألا يحدن عنه وهو طريق الأمل والانجاز والتطور بناء علي العلم والثقافة والاخلاق لا غير‏.‏
فلا شك أن المرأة في بلدنا مازالت تعاني من بقايا جاهلية تمس مكانتها وقدرتها علي تأدية دورها‏,‏ فأسوأ ما تتعرض له المرأة هو التحرش ذو الأوجه القبيحة المتعددة‏,‏ فهو تحرش نفسي‏,‏ وربما أخطرها هذا الأخير فله مستويات متعددة وليس ظاهرا واضحا برغم ماله من سوءات قبيحة‏!‏
ولا أنكر سعادتي عندما أري الجهر بالسوء وتمتع النساء بقوة الشخصية والثقة بالنفس في مواجهة المتحرشين الأغبياء‏,‏ الذين نالوا حماية المجتمع بلوم الضحية واضطهادها في أخطر جريمة اجتماعية جماعية‏,‏ مما يضطر المرأة ان تعض علي ذلها وتتجرع الإهانة علي يد جماعتها مثلهم مثل هذا الذئب المنحط‏,‏ الذي يدرك جيدا الحماية الخرقاء التي يتمتع بها‏,‏ فيتجرأ علي التمتع بالتحرش المريض بالنساء‏,‏ والحقيقة أن النساء كانت لا تعدم الوسيلة في الانتقام من هذا المتحرش الخبيث بطرق أكثر خبثا‏,‏ وتبدأ من استخدام الدبابيس المؤلمة في وسائل المواصلات‏,‏ إلي قطع الألسنة‏,‏ كما فعلت إحدي القرويات التي ضاقت من مطاردة أحدهم وكان لا يكف عن التقول الكاذب عنها‏!
لكن الآن ثارت المرأة علي الظلم الاجتماعي‏,‏ واجهت الجميع أولا بالاعتراف بوجود هذا التحرش‏,‏ ثم إصرارها علي فضحه حتي ينحسر‏,‏ والتحرش ظاهرة موجودة في كل المجتمعات دون استثناء‏,‏ ولكن التعامل معه ومواجهته تختلف من مجتمع لآخر‏,‏ حسب النضج الاجتماعي‏,‏ ويؤسفني أن ندعي اننا مجتمع متدين وأخلاقي ولا نوقع اقصي العقوبات بهذه الجريمة المنحطة‏,‏ التي تبدأ من الكلمات البذيئة الي الاغتصاب المتوحش فلابد من مساندة المرأة التي اعلنت انه لا سكوت بعد اليوم واجهت الجميع وانقذت نفسها بالصوت الحياني‏!‏ ‏
.‏ أما التحرش النفسي ما زالت المرأة تعاني منه رغم ما أنجزته في الداخل والخارج من نيل حقوقها التي هي في النهاية حقوق للمجتمع‏,‏ فالتحرش النفسي شخصي وموضوعي‏,‏ فالجانب الشخصي يتصل بالشكل والمضمون النسائي أما الموضوعي فيتصل بالتحديات السياسية والاقتصادية والدولية التي تهمها كما تهم الرجل إن لم يكن اكثر‏,‏ لاعتقادي ان المرأة هي اساس المجتمع وقاعدته‏,‏ وهي الفاعل الرئيسي في توجيه الاحداث وقت السلم والحرب وفي زمن الجزر والمد وفي كل مجتمع منغلق أو منفتح‏,‏ ومتخلف أو متطور‏,‏ فللمرأة ادوار متعددة في …

شكرا اخوي على الموضوع المتميز……………مزيدا من التقدم……تقبل مروري
موضوع جدا مهم

تقبلي مروري