الجزء الثالث ..
رواية ~ وعادوا إلى الديار ..
حقيقة — كيف يعود الحب كما كان ؟
هل بالنسيان ؟
أم بالحسرة والألم ؟
أم لا يعود ؟
~
دار بينهما هذا الحوار ,,
حنين : أجبروني يا حسن .. وأخذت تبكي !
حن قلب حسن فجلس بقربها وأخذ يمسح دموعها .. وقال : من هم ؟ وكيف ؟ ولما ؟
حنين وهي تنظر إلى الأرض حياء من حسن : أبي سيسافر إلى إحدى البلاد لأجل العمل " لكسب المال " ومثلك أعلم بضيق الحال يا حسن ,, وأصر أبي أن يأخذ معه كل العائلة ..!
حسن : ومستقبلك ؟
حنين : سألتحق بإحدى الجامعات هناك ..
حسن : و أنا ؟!
رفعت رأسها حنين وقالت : أنت في قلبي وعيني ..!
تشجع حسن وقف وقال : حسنا ,, كما تريدين , ولكن هل تعديني بأن ترجعي من أجلي وأن لا تنسيني ؟
حنين بابتسامة خجلة : أعدك يا غالي ,, ولكن هل تعدني أنت ؟
حسن : كيف لا ؟ وأنتي أنفاسي !
ثم أردف قائلا : حنين .. لا تتأخري ..
حنين : لا تخف يا حسن هي رحلة من أجل المال (( لحياتنا نحن الاثنين ))
وقبل أن تغادر حنين أهداها حسن قلادة كان يحتفظ بها لها وقال لها : متى ما نظرتي لها اذكريني ..
أومأت برأسها حنين ,, وغادرت ..
جلس المغرم حسن وكله حنين .. تمر الثوان كما السنين !
ومرت سنين أربع حتى أكمل حسن دراسته الجامعية ,, وظل عاطلا عن العمل !
خرج في يوم من الأيام مع رفاقه ومع حشد من الجماهير في تجمهر وتجمع للعاطلين ,, فداهمتهم قوات الأمن وتم
اعتقالهم جميعا ومن ثم تم أخذهم إلى باخرة ضخمة ,, ركبوا فيها رغما عنهم وتم نفيهم ,,
وصلت الباخرة وتوقفت عند أحد المرافئ وتم إنزالهم على حالهم وبهمومهم وهم لا يعرفون أين نزلوا ولا يعرفوا ماذا تسمى هذه البلاد !
فأخذوا يبحثون ويسألون .. يمرون بهذا ف يهينهم ! ويطوفون بذاك فيطردهم !!؟
تحملوا عناء الغربة والمشقة والإهانة والتهجير , حتى جاء الفرج ,
ف بينما هم جماعة جالسين عند قارعة إحدى الأسواق كما حال المشردين ! حتى طاف بهم رجال مشاه يحيطون
بشخصية كبيرة ك تاجر كبير أو ما شابه ذلك ,, ف توقف هؤلاء الرجال عند حسن ومن معه وخرج من بينهم رجل وسيم وفي محياه الثراء ,, وعرض عليهم العمل تحت ظلاله بمقابل بخس !
فوقف حسن قائلا : يا سيد أنا خريج جامعي ولدي المؤهلات الكافية لأشغل منصبا كفؤ !
السيد كمال (( المسئول " التاجر " )) : نحن لا نعترف بما تقول لأن الذين أمامنا حثالة ليس إلا !
فوافقوا من أجل العيش والحياة الكريمة !
تجمع العمال بقرب مركز الحافلات المركزية حتى جاءهم مسئولهم وأتباعه واصحبوهم إلى أحد المستنقعات وقال لهم
السيد كمال : أنتم هنا في هذا المستنقع فيه الكثير من الأشياء الثمينة والعفنة ,, ثمينة كالذهب والدر والماس
وعفنة كالقاذورات ,, كل ما عليكم هو إيجاد الشيء الثمين من بينهم كالقلادات والساعات وغيرها ..
أخذ العمال يبحثون ,, هنا وهناك .. يمينا وشمالا !
ومن بينهم حسن ,, يبحث وعلى ظهره الهم والأسى .. هم الذل .. وهم ذكرى حنين ! التي لم تتصل ولم تتذكر حسن !
بينما هو يبحث كغيره , وإذا به يرى القلادة التي أهداها ( حنين ) قبل ست سنين .. توقف عن البحث وأخذ يحدق فيها
لعلها مشابهه لها ولكن تبين له أنها هي ذاتها التي أهداها حنين !!!
وضعها بجيبه .. كي لا يراه أحد ,, وأخذ يبحث وهو تائه الفكر !
انتهى وقت العمل لهذا اليوم ,, ف جاء التاجر ومن معه وقال لهم : من وجد فيكم شيئا فليضعه جانبا هنا في هذه
السلة .. وضع الجميع ما وجدوا إلا حسن قال : سيدي ,, لم أجد شيء !
انتهى العمال من نقل الأشياء المعثور عليها ,, فقال لهم السيد كمال : ألم تجدوا قلادة كتب عليها (( حنين )) ؟ إن هذه القلادة عزيزة جدا على قلب زوجتي ( حنين ) !!!
وهنا كانت الصدمة التي نزلت على مسامع حسن !
[تابعوا الأحداث القادمة وكيف التقى حسن بحنين ؟]
تابعونا في الجزء القادم (( 4 ))
•.°.• رواية( وعادوا إلى الديار ) •.°.•