( أشخاص تحت التراب والسبب أخطاء طبية )
الاخطاء الطبية هي عبارة عن افعال يتم ارتكابها نتيجة انعدام الخبرة والكفاءة او نتيجة ممارسة
عملية او طريقة حديثة وتجريبية في العلاج من الطبيب الممارس .. او نتيجة حالة طارئة مسرعة
على حساب الدقة او بسبب العلاج المعقد… و الخطأ البشري والآلي وارد في كل عمل ولكن
حساسية الوضع في القطاع الطبي الذي يتعامل مع حياة وصحةالإنسان تدفعنا إلى القول أن
الأخطاء الطبية غير مقبولة إنسانيا واجتماعيا ..
والأخطاء الطبية تتفاوت في نوعيتها ومسبباتها .. فهناك من الأطباء من يخطئ في التشخيص ويكون التسرع هو السبب في هذه الحاله ..
وهناك اخطاء طبية ناتجة عن أمور علمية لم يستقر الرأي حولها فالخطأ هنا غير ناتج عن تقصير
الطبيب بل هو تقصير العلوم الطبية والخطأ هنا خطأ طبيعة المهنة وليس خطأ الطبيب ..
وأخطاء طبية ناجمة عن الإهمال المفرط مثل استخدام أدوات غيرمعقمة.. أو التهاون بحالة معقدة …
أما ماعدا ذلك من انتحال بعض الأشخاص لمهنة الطب وهم في الأصل ( سباكين , عمال … الخ )
فغياب وموت الضمير وانعدام الأخلاق هو السبب الرئيسي .. و إهمال إدارة المستشفيات واللجان ووزارة الصحة تساهم في الجريمة ..
ماذكرتيه اختي العزيزة من أمثلة على نتائج الأخطاء الطبية لايعادل شئ أمام الإحصائيات الهائلة المسجلة سنويا ..ولسنا نحن فقط من نعاني من هذه المشكلة
ففي اكثر البلدان تطورا وتقدما وهي الولايات المتحدة الاميركية تقدر حالات الموت الناتجة عن اخطاء طبية الى ما يقارب 98000 الف حالة وفاة سنويا ..
– هناك أخطاء طبية سببها الإهمال .. لماذا لاتطبق العقوبات الصارمة بحق الطبيب الجاني ؟
يؤسفني الا أجد إجابة مقنعة لهذا السؤال .. و سأكتفي بالرد عليه بموقف حصل معي ..
كنت ذات مرة في إحدى العيادات بأحد المستشفيات الخاصة .. و أثناء ذلك كنت أسمع ضجيج و
أصوات ضحك وقهقهه تتعالى .. سالت الطبيبة عن ذلك.. وبحكم معرفتي الطويلة بها فهي لا تعني
لي ( طبيبة ) وحسب بل صديقة .. أخبرتني بان هناك احتفال يقام في الغرفة المجاورة والسبب أنه
أخصائي المختبرات ( كان باكستاني الجنسية ) سيترك عمله .. والسبب ( اكتشفوا أن
شهادته مزوره ) بعد 9 سنوات من الخدمه !!!
احتفال توديعي لمجرم !! فماذا ننتظر بعد ؟!
– هناك أخطاء طبية سببها المغامرة والمجازفة .. ماهو الدافع لهذه المغامرة بحياة إنسان؟
هناك من الأطباء من يأخذهم الغرور والزهو بانفسهم للقيام بعمليات و أستلام حالات تفوق
صعوبتها مستواهم التعليمي وخبرتهم في المجال .. فيغامر بحياة هذا المريض من أجل إثبات نفسه !!
هناك أخطاء طبية سببها تعيين أطباء بشهادات مزورة .. مالذي يجعل المستشفى تتعامل مع أمثال هؤلاء دون التأكد من صحة شهاداتهم؟
غياب الضمير هو السبب .. فهناك الكثير من المستشفيات لا ترجو إلا المكسب المادي .. فتقوم
بتعيين أطباء أجورهم ( رخيصة ) حتى لو كانت قلة الخبرة أو التشكيك في صحة الشهادة وارد ..
– هل بنظركم تفاقم الأخطاء الطبية بسبب إستقدام أطباء عديمي الضمير من مختلف الجنسيات .. أم تعيين أطباء من أبناء البلد ولكنهم حديثي التخرج ولاتتوفر لديهم الخبرة الكافية؟
لا الجنسية ولا العمر ولا حتى الديانة لها أثر بنظري على مسالة الأخطاء الطبية..
السبب هو أولا : إهمال إدارة المستشفيات و ووزارة الصحة وعدم تقصيها لتفاصيل الأطباء المعينين في القطاع الطبي والتاكد من شهاداتهم ..
ثانيا : عدم توفير الأجهزة والآلات الطبية الحديثة والمتطورة في جميع المستشفيات …
ثالثا : تهاون الجهات المسؤولة في مسالة معاقبة الأطباء الجانين و إفلات المجرمين منهم بفعلتهم دون عقوبة ..
– أين دور وزارة الصحة واللجان المسؤولة لتضرب بيد من حديد على جرائم هؤلاء الجناة ومن تواطئ معهم؟
للأسف هم حتى لا يعترفون بهذا الشئ .. ويحاولون التكتم على بعض الحوادث .. ومع هذا التستر وتجميل الصورة لن تحل هذه المشكلة ..
– أين دور وزارة الصحة واللجان المسؤولة لتضرب بيد من حديد على جرائم هؤلاء الجناة ومن تواطئ معهم؟
الله أعلم !!
قصة أطرحها لكم حدثت لصديق والدي …
حيث كان يعاني من آلام في صدره .. ذهب الى أحد الأطباء والذي قرر له في الحال عملية ( قسطرة قلب ) لضيق في الشريان ..
أصيب الرجل بالهم واعتلاه الحزن ..وقام بتوقيع الأوراق للقيام بالعملية المذكورة .. ولكن سبحان الله أشار عليه والدي بارتياد عيادة أخرى ..
وفعلا قام بزيارة طبيب آخر .. ليفاجأ بان سبب آلامه ماهو إلا ضيق في الشعب الهوائية يكون علاجة ببعض الأدوية وبالمداومة على البخار !!
وأذكر في أحد المرات صرف لي الصيدلاني دواء ( منشط لاحد الهرمونات ) وكان من المفروض منه صرف دواء ( لعلاج تشنجات القولون )
والسبب أن الطبيب أخطأ في حرفين من الإسم عند كتابة الوصفة الطبية .. والحمد لله أني قرأت الورقة المصاحبه للدواء قبل تعاطيه ..
ومن هنا أحب أن أذكر نقطة أن الشخص المريض يجب أن يبحث عن أسباب الحماية من الوقوع في شباك الأخطاء الطبية …
وذلك ب :
1/ قصد أطباء معروفين لهم شهرة وسمعة طيبة .. وخبرتهم في المجال لا يستهان بها ..
2/ قبل الإقدام على أي خطوة جدية حاسمة ( كاجراء عملية جراحية ) .. لابد من استشارة كذا
طبيب .. ولايقتصر على رأي واحد منهم ..
3/ قراءة ( الروشيته ) المصاحبه للأدوية قبل تناول أي دواء .. للتاكد من عدم تحسس جسمه لاي
المكونات الدوائيه .. وللتاكد من صحة الصرف ..
4/ عند التعرض لاسمح الله لخطأ طبي .. لابد من المطالبة بالعقوبه للطبيب الجاني ..
فالسكوت والتكتم يزيد الوضع سوء ويكون سبب في وقوع المزيد من الضحايا في الشباك ..
بنت الجزيرة ..
موضوعك في قمة الروعة .. طرح قيم بالفعل .. شاكره لك مجهودك العظيم لا حرمك الله من الاجر والثواب ..
ومهما كتبت لن أوفيك حقك .. حماك الله ورعاك أينما كنتي ..
كل الود … وعبير الورد ..