ما ادرى ما الذى حدث لى فجأة وجدت نفسى فى عالم اخر
كل ما احس به هو دخان يملا المكان واصوات اسمعها ولا أرى أصحابها
ما أعرف كم هذه المدة التى مكثت فيهاولكنى بعدها فتحت عينى
ولكن ماذا ارى ؟
يا الهى ما هذا !! الحجرة مليئه بأشخاص اعرفهم وطبيبى يكتب فى علاج
وام منزعجة تبكى بحرقه ودموعها لا تتوقف فقلت لها فيه ايه؟ وايه اللى حصل؟
أمى اطمئنى أنا بخير لاتنزعجى أنا بخير أنا بخير
طلبت ان اجلس بمفردى فرفضت امى ان تتركنى
وكأنها أحست بأنى سأكتب أو أبكى فرفضت ان تتركنى وان الطبيب
طلب منها ان ارتاح لمدة معينه
المهم
بعدما خرجت مسكت بقلمى وكراسى وكتبت
وعندما دخلت امى لكى تطمئن عليا ووجدتنى اكتب فأخذت ما كتبته وقرأته
وما ان رأت ما كتبته حتى انهارت فى البكاء
وحلفتنى الا اكمل كتابه ما كنت اكتبه
وقالت لى كفايه قطعتى لى قلبى كفايه اللى فيا ارجوكى
وقد كنت اكتب فى الخاطرة ما يلى
"دعينى امى فسوف اسافر"
"سأسافر الى البلاد البعيدة"
"سأمشى والعيون تدمع"
"سأسافر والخاطر مكسور "
"والقلب يتمزق من الفراق"
"سأذهب بعيدا فلا تنسونى "
"وفى اخباركم اذكرونى وفى قلوبكم ابقونى"
""
" ولا تحرمونى من دعائكم "
فبكت امى لذلك فوعدتها بأنى سأتوقف عن اكمالها
وسأكتب فى موضوع أخر
وما أن خرجت حتى مسكت بقلمى وكتبت
موضوع يذكرنى بأخرتى
حاولت الكتابه مرة اخرى ولكن
هربت الكلمات منى وولت فرارا
ولم أجد الا هذه الحروف الخمسه التى تجسدت امامى وهى
" ا ل ق ب ر "
اليوم سأكتب عن رحله أخذتنى الدنيا بغرورها وزينتها وكأنها قد تغلبت على قوتى وشبابى ونستنى هذه الحروف وهذه الكلمة
ولكنى وجدت من يذكرنى بأخرتى فقد أفقت من اغفاءتى
فقلت لنفسى ما أحقرها هذه الدنيا
فى لحظة واحدة كنت فى عالم الاموات فماذا عملت لهذا العالم ؟ ماذا قدمت لاخرتى؟
فهل صلاة فروض كفايه ؟
هل صلة رحمى لاهلى وهل برى بوالدتى كفايه؟
هل صومى وقراءتى القرأن كافى لان يدخلنى الجنه؟
لحظة واحدة بين عالم وعالم
يا الهى هل كانت هذه الاغفاءة انذارا لى ؟ فانا فعلا
كنت اجن بزهرة الدنيا وامنى نفسى ب الامانى الجميله
واحلم واعيش فى احلامى واطلق لخيالى العنان لكى يمرح كما يشاء دون أن ألجمه
ولكنى تذكرت هذا الدعاء وكنت قد سمعته قبل ذلك وهو
فيما أذكر
"الهى ما عصيتك جهلا بك ولا استهانة بحقك
ولا انكارا لطاعتك ولا نسيانا لوعيدك ولكنى ضحيه
(الشيطان والنفس والدنيا والهوى)
وكلى طمعا فى مغفرتك وكرمك وسعة حلمك
لسان الحال الهى لا تعذبنى فانى مقر بالذى قد كان منى وما لى حيلة الا رجائى
وعفوك ان عفوت وحسن ظنى
فكم من ذلة لى فى البرايا وانت عليا ذو فضل ومن
"
اذا فكرت فى ندمى عليها عضت أناملى وقرعت سنى
يظن الناس فى خيرا وانى لشر الناس ان لم تعفو عنى
اجن بزهرة الدنيا جنونا …وافنى العمر فيها بالتمنى
وبين يديا محتبس ثقيل …كأنى قد دعيت له كأنى
………..
وما وجدت نفسى الا انى ابكى بكل حرقة لعل دموعى تكون رجائى
وتغسل ذنوبى
………………………..
بقلمى الحزين
عروس النيل
أتمنى أنها تنال أعجابكم
