كان الغيث يومها كالخيوط التي تنسجها العجائز… يمتلك الظلمة المنسدلة ستائرها على المدينة امتلاكا … أما أنا فكنت في غرفتي … على مكتبي… صوت النوى يستعمر أذني و تنهيداتي تتوغل فيه لتعزف لحنا … القيثارة فيه القطرة و العود الأنفاس… كنت أحيل نفسي على مجلس تأديبي … وأقول كم تثيرني أيها القرطاس كم ارغب في أن افقد بياضك عذريته…. أريدك في مرمى قلمي مستسلما مطيعا.. فالحشاشة تنعصر صبابة و كلفا و العقل تفكيرا و تأملا و الذات تمردا و جموحا… و لا يوجد خير منك كي أتشاطر و إياه مأساة انهيار امبرطورية كبريائي … قوة شخصي التي لطالما تحدثوا عنها…………
كل شيء ضدي … الواقع يظلمني و ما استطعت لجوره سبيلا.. ويلا سخرية الموقف الدموع تستعمر محياي … تهينه… تقمعه…
إذن هذه هي الحياة… هذه هي الدنيا التي لطالما انتظرتها في ذلك الظلام الأسود لتسعة أشهر … ليتني بقيت فيه …. ليتني تبحبحت أكثر بذلك السكون … آه… كم أنت ظالمة أيتها الحياة … تجعليننا نعيش اللاعج ثم تحرقيننا بشظاياه.. .. تعطيننا القليل و تأخذينا منا الكثير… أنا ليومنا هذا لم أفهمك … لم افهم قراراتك … أنت تذبحينني من الوريد إلى الوريد … تحتسين صباي كالخمر … تتلذذين به شيئا فشيئا.
إن ذاتي ممزوجة ألما و أنينا… شوقا وحنينا… ذات تعاني التمرد … تعاني الجموح… تبحث عن من
يروضها …. ذات تحترق … تريد أن تنبش قبر الموت
ببراثنها…. ذات تريد أن تأكل كبد التصنع و الكذب
بأنيابها…. ذات تتحسر عن سابق فولاذية معدنها ….
ذات تريد أن تشرب من كاس العصيان حتى تثمل …. أن
تكسر كلمة طابوهات كما تكسر قطع الزجاج … ذات
تبحث عن كيانها و وجودها… ذات بباسطة ترفض
واقعها…..
أواه…. صعب جدا أن تجلس مع نفسك تسترجع
ذكرياتك… جروحك المتعفنة العميقة…. صعب جدا
أن تحب الحياة دون أن تبادلك شعورك العفيف الخالي من
الدنس و التسويف اتجاهها… صعب
جدا …….
………………………………….
لأول مرة قلمي في مرمى نقدكم
إخواني أصحاب
الأحاسيس المرهفة
القرائح الأدبية الفذة
فكونوا علي أجود من حاتم
و انتظروني فما هي إلا البداية..
أختكم فريال الجزائرية…
جميلة ومبدعة ودمت بووود