كنت وأختي نذهب إلى مسجد لحفظ القرآن الكريم و كنا نحفظ ، نعم و لكن قدرا قليل جدا فمثلا نأخذ في الربع الواحد ( ربع حزب ) أسبوعين فكنا نأخذه بالتفسير و التجويد و كانت معلمتنا جزاهاالله عنا كل خير تخرج لنا من الآيات كل ما خرج منها من فقه و عقيدة و كـــــــل ما في الآيات فكانت تفصلها تفصيلا شديدا فكنا نأخذ وقتا طويلا فضلا عن فترات الانقطاع التي كانت تحدث من آن لآخر بسبب الدراسة وغيرها.
روضة : تجربتي مع دورة انعاش العقل وكيف حفظت القرآن في 10 أيام ؟
و مجددا قالت لنا معلمتنا الحبيبة أننا سننقطع لفترة أخرى و لن تكون هناك حلقات لمدة أسبوعين إلى شهر و كنا في الإجازة فحزنا وقتها و لكن عسى أن تكرهوا شيئا وهوخير لكم و سبحان الله كان خيرا كبيرا فلقد عادت لنا بثوب جديد و تفكير جديد وكلام جديد فكل شيء كان جديــد حتى أسلوبها معنا كان مختلفا اختلافا جذريا فحكت لنا ما حصل و لنعرف سر التغيير و ما أجمله !
فقد اشتركت في التدريبات العقلية وحضرت دورة “ انعاش العقل ومضاعفة الحفظ ” فأفادتنا ببعض المعلومات و جعلتنا في أشد الشوق لنحضرها و أخبرتنا كيف أنها استفادت منها و جزاها الله خيرا فعلاقتي بالموقع- قبل ذلك – لم تتعد أني اشتركت بعدما قرأت موضوع أعجبني ثم تركته ولم أعد ثانية ولكنها كانت سببا بفضل الله في أن يكون اشتراكي فعليا و حقيقيا و عدنا للبيت و كنا ننوي أن نلتحق ببرنامج انعاش العقل ومضاعفة الحفظ إلى 100 ضعف .
واشتركنا به بالفعل ثم وجدنا إعلانا عن دورة جديدة لإنعاش العقل وحفظ القرآن بإتقان غير مسبوق ، ترددت كثيرا ثم قرأت شروطها فقررت عدم الاشتراك فكان في الشروط الجدية في الحفظ و ليس الحضور فقط ، فأغلقت صفحة الإعلان على الإنترنت و في دماغي فلم أفكر بها ثانية و نويت أن أحفظ القرآن قبل شهر رمضان .
و لكن الحمد لله وحده فلم يتركني و لم يحرمني من الدورة فوجدت أختي تقول لي هل ستشتركين بها ؟ لم أعلم بم أرد و لم أجب و لكن الحمد لله الذي لم يطل سكوتها، فلاحقتني سريعا قائلة: أنا و دعاء – من أعز صديقاتنا – سنشترك إن شاء الله فجاوبتها بسرعة أكثر : و أنا أيضا سأشترك بإذن الله.
و الحمد لله اشتركت و سجلت اسمي بها و كنا في انتظار الدورة بحفظ قدر ما نستطيع من القرآن الكريم والحمد لله كان يتراوح الحفظ بين ربعين إلى حزب في اليوم ، حتى جاء الموعد و جاء أول يوم للدورة و لكن .. كود الغرفة لم يصلني مع إنه وصل إلى أختي و في نفس الايميل مكتوب ألا تعطيه لأي أحد .. و أيضا وصل لدعاء فبدأ الشيطان يوسوس لي أن هناك مشكلة ما و هذه أول علامات أن الأمر غير ميسور ، و لكن الحمد لله بعثت إلى الشيخ الربيعي و سألته و جزاه الله كل خير أن رد علي بنفسه و أعطاني الكود.
و حانت ساعة الصفر لبدأ الدورة و
دخلنا الغرفة المتفق عليها و التي يحاضر فيها الشيخ على الربيعي ، و بعد أن دخلنا القاعة و سمعنا ما قصه الشيخ و ماأخبرنا به من قدرات العقل و تجارب المتدربات السابقات بدأت الهمم في العلو ، ثم جاء ما يميز هذه الدورة بحق اشد التميــــــــز و هو تنافس المتدربات فما شاء الله عليهن بدأ التنافس فوصلن ل 60 صفحة ، و لم أبدي تنافسي في البداية ثم فكرت مليا فقلت أين أنا ؟ و مالي لا أشترك معهن فأشجع نفسي وأتشجع و ما من مشكلة إن لم أقم بما نافست به و أعلنت أني أتحدى بحفظ 30 صفحة ، و انتهى اليوم الأول من الدورة و لكن طبعا أثره لم ينته فابتدينا في الحفظ بعدها بنشاط و تحد كبيـــر فوجدت نفسي انتهيت من صفحة فالثانية .. ما هذا ؟! إنها الثالثة و هكذا حتى وصلت للثالثة عشر بحمد الله وعونه ، طبعا كنت أرى هذا إنجازا فلم أحفظ هذا العدد في يوم واحد قبل هذا اليوم و في وقت قصير الحمد لله و عدم شعور بالملل أو الفتور.
و أتى اليوم الثاني من الدورة و كانت المحاضرة رائعة فحفظت 22 صفحة من القرآن و هكذا بدأ الحفظ في الزيادة و في خلال أيام الدورة حدثت مشاكل في الغرف فتأخرت بعض المحاضرات ل 3 أيام تقريبا فعزمنا أن نختم القرآن و نعلن ختمتنا في آخر يوم من أيام الدورة.
و علت الهمم بحول الله و قوته و لم نفعل شيئا في هذه الأيام بل تفرغا تاما للقرآن الكريم كما ذكر الشيخ و جاء اليوم قبل الأخير للدورة و سأل الشيخ من ستختم غدا فأعلنت ذلك و آلاء ، طبعا فكانت تسبقني هي بعدد من الأجزاء و لكن شدت الهمة وشجعتني هي لتكن ختمتنا معا و أعلنا ذلك لكي لا نتراجع و تم بحمد الله و ما أسعدها من لحظات ، ولا أنسى دور الأسرة الكريمة فكانت أمي لا تجعلنا نفعل أي شيء و كذلك أبي فكان هو يقوم بما كان يتوجب علينا عمله في مساعدة أمي و ذلك رغم موقفهما المعارض في البداية ففي الحقيقة لم يشجعانا منذ البداية و أذكر أني عندما عدت من المسجد وقلت لأمي سنختم القرآن بإذن الله قبل رمضان أنها قالت لي : أتعنين أنك ستحفظين ” قل هو الله أحد ثلاث مرات ؟! ” على أساس أنها تعدل ثلث القرآن ، يعني لم تشجعنا و كذلك أبي والحقيقة أننا لم نجد إلا مشجعتين لنا صديقتنا و معلمتنا الحبيبة ، غادة جزاهما الله عنا كل خير.
فيا أخواتي الحبيبات ليس من الضروري أن يشجعكن من حولكن و لكن استعن بالله و لا تعجزن فهو وحده و لي التوفيق و ليس هذا أو هذه بل الله وحده ، فلاتلتفتي إلى كلام من حولك فقط انظري إلى قدراتك و ثقي بالله و اعلمي أنك قادرة على ختم القرآن في أيسر اليسير من الوقت فقط شدي الهمة و لا تيأسي و تذكري لحظات ختمك للقرآن و كيف ستكوني سعيدة ، تذكري أمك و أباك يوم القيامة و قد ارتديا تاج الوقار ، تذكري أن القرآن هو ما سيعينك على طاعة الله ، فما أجملها من لحظات و أنت تصلين لله تناجيه دون أن تمسكي المصحف ، فمصحفك في صدرك مكتوب بحروف من نور على صفحات قلبك ، تذكري كل هذا و ضعيه نصب عينيك و استعيني بالله المستعان و توكلي عليه، فأنت من ستغيرين من حولك .
حولي كل هذه الكلمات التي تحاول أن تهبط من همتك و عزيمتك – رسائل سلبية – إلى أفكار داخلك تشعلك تحديا و لتثبتي لهم أنك قادرة بإذن الله وأنك لا تقولين كلاما يطير في الهواء و لكن كلاما حقيقيا و أنك تفعلين ما تقولين و كما قال الله تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرين ” فكلما شعرت أن همتك فترت أو أن الأمر قد شق عليك توضئي و صلي ركعتين لله و ادع الله مخلصة و اسأليه أن يعطيك كتابه لتحمليه في صدرك و أن يجعله ربيع قلبك و نور صدرك و جلاء حزنك و ذهاب همك.
و أريد أن أتوجه بخالص الشكر للشيخ علي الربيعي – مؤسس علم العقليات – فلولا فضل الله ثم محاضراته وحضوري لتنافس الأخوات لم تكن همتي لتعلو و لم أكن لأختم حفظ القرآن في هذه المدة اليسيرة ، فجزاك الله كل خير شيخي الفاضل و أثقل الله بهذه الدورات وأعمالك الصالحات موازين حسناتك.
أسال الله أن تنتفعوا بقصة حفظي للقرآن و أسأل الله لي ولكم الإخلاص و التوفيق.
مافي اجمل من حفظ كتاب الله و تعلم تجويده
بارك الله فيك
نقل للقسم الانسب لانه موجه لنساء